إسرائيل تعلن نجاح تجاربها الأخيرة على «القبة الحديدية»

تعيد للجيش وحدة الاغتيالات

TT

خرجت مصادر عسكرية إسرائيلية، الليلة الماضية، بإعلانين يتعلقان بتطوير آليتها الحربية. الأول بعد نجاح آخر التجارب حول المنظمة الصاروخية الدفاعية المعروفة باسم «القبة الحديدية»، والثاني إعادة بناء وحدة الكوماندوز الخاصة بالاغتيالات في الجيش الإسرائيلي، التي كانت قد ألغيت منذ 30 سنة.

وذكر العميد ايتان ايشل، رئيس قسم تجارب السلاح في رئاسة الأركان، أن التجارب الأخيرة شملت إطلاق أكثر من 100 صاروخ تشبه الصواريخ والقذائف التي في حوزة حزب الله اللبناني وحركة حماس (كاتيوشا وغراد وقسام وغيرها)، التي أطلقت من عدة اتجاهات وزوايا، فتم تدمير كل ما أراد الجيش تدميره منها بنجاح بنسبة 100%.

و«القبة الحديدية» هي منظومة صواريخ مضادة للصواريخ. فيها رادار متطور يستطيع التقاط شارة الصاروخ المعادي حال إطلاقه، ويستطيع تحديد مداه وموقع وموعد سقوطه. فإذا كان سيسقط في منطقة مفتوحة يترك ليكمل طريقه. وإذا كان الرادار يحدد سقوطه في منطقة حساسة أو مأهولة بالسكان، يرسل إليه صاروخ من المنظومة ليدمره وهو في الجو. ولكن ما إن مرت بضع ساعات على هذا الإعلان والاحتفالات بالنجاح حتى انطلقت الانتقادات عليها. فذكر سكان البلدات اليهودية القائمة على الحدود مع قطاع غزة أن هذه المنظومة لا تنفع لتدمير الصواريخ التي تسقط في محيط القطاع بقطر 4.5 كيلومتر، وانتقد آخرون نية الجيش نصب بطاريتين فقط في الجنوب، مع أن الحاجة تقضي نصب ثماني بطاريات. وهددوا بالتوجه إلى محكمة العدل العليا ضد الجيش والحكومة بسبب ذلك. ورد الناطق بلسان الجيش أن القرار لم يحسم بعد حول عدد البطاريات التي ستوضع في الجنوب أو الشمال ولا مواقعها، وأكد أن هذه المسائل تتعلق بقرارات الحكومة وليس الجيش وحده.

أما وحدة الاغتيالات فهي تلك التي أقامها أرييل شارون، رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، عندما كان قائدا للواء الجنوبي في الجيش قبل 40 عاما. وسميت يومها بوحدة «ريمون»، أي القنبلة. وألغيت هذه الوحدة بعد عشر سنوات بسبب الأضرار التي ألحقتها عمليات الاغتيال بسمعة إسرائيل في الخارج. وتم استبدالها وحدات أخرى بها، عملت بهدوء في الجيش نفسه أو في المخابرات العامة (الشاباك) أو المخابرات الخارجية (الموساد). بيد أن قيادة اللواء الجنوبي في الجيش الإسرائيلي قررت مؤخرا إعادة بناء هذه الوحدة.

وحسب صحيفة «معاريف» فإن الوحدة الجديدة ستحمل نفس اسم الوحدة القديمة. وسيتم تدريبها على طريقة تدريب سابقتها. ووصفت الصحيفة هذه الوحدة القديمة بأنها «كانت تضم عدة عشرات من الجنود المدربين جيدا والمسلحين بأفضل ما تحتويه الترسانة الإسرائيلية، وهم قساة ويتصرفون بعنف شديد خلال توغلهم في عمق أراضي العدو، متخفيين في صورة أناس عاديين كي يتمكنوا من تصفية قادة وربابنة (الإرهاب) الفلسطيني». وقد نشطت في سبعينات القرن الماضي وخاضت حربا ضد المنظمات الفلسطينية وقادتها في قطاع غزة إبان النشاط المسلح المكثف الذي عاشه القطاع في تلك الفترة التي لم يبقَ من عملياتها القوية سوى القصص المروية التي يتناقلها الإسرائيليون حتى اليوم، وفقا للصحيفة المذكورة. وقالت «معاريف»: «إن عمليات هذه الوحدة بقيت ذكرى وقصصا، لكن الإرهاب ما زال موجودا في المنطقة، الأمر الذي استدعى إعادة وحدة الاغتيالات للحياة للعمل في ذات الميدان الذي شهد انطلاقة وحدة ريمون الأولى، أي قطاع غزة».