سارة بيلين تحول خطأ لغويا إلى كلمة جديدة

تشبه نفسها بشكسبير بعد أن قدمت تعبيرا لا وجود له في اللغة الإنجليزية

TT

يقال إن هناك فجوة ثقافية وتعليمية كبيرة بين النخبة السياسية في الولايات المتحدة وعامة الناس، ويقال أيضا إن هذه الفجوة تعكس الفرق الشاسع في المستوى بين المؤسسات التعليمية الراقية، التي تقودها جامعات رابطة اللبلاب (إيفي ليغ) ومنها هارفارد وييل، والجامعات الأميركية الأخرى التي يدخلها عامة الناس.

ولهذا فإنه من الصعب الغفران للسياسي الأميركي عندما يزل لسانه، خصوصا عندما يقترف خطأ لغويا أو معلوماتيا يعتبر من أساسيات عمله. أضف إلى ذلك أن معظمهم هم من خريجي المعاهد الأكاديمية المرموقة. الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش كان من أكثر من تعرض لهذه المواقف وأصبح مادة دسمة للكوميديين على ضفتي الأطلنطي.

فقد اقترف الكثير من هذه الهفوات اللغوية والسياسية. عندما كان مرشحا للرئاسة استخدم تعبيرات غير موجودة في اللغة الإنجليزية، وعندما سئل عن ماذا يعرفه عن «الرابطة الشمالية»، التي كانت تقاتل ضد حكومة طالبان في أفغانستان، قال إنه يعتقد أن الاسم يوحي بأنه اسم لفريق لكرة القدم.

سارة بيلين، التي خاضت انتخابات الرئاسة مع المرشح الجمهوري للرئاسة جون ماكين لتكون نائبة للرئيس، أصبحت هي الأخرى مادة تهكم ليس فقط للكوميديين وإنما للمحللين السياسيين.

هاجمها الكثير من المعلقين بسبب آرائها السياسية والاجتماعية اليمينية، وشبهها البعض بثيابها الأنيقة المحافظة بأنها مثل موظفة مكتبة في فيلم إباحي.لكن المصيبة الأكبر والهفوة التي لا تغتفر، بالنسبة لبعض المعلقين والأكاديميين هو استعمالها لكلمة غير موجودة في القاموس الإنجليزي بعد دمجها لكلمتي «دحض» و«رفض»، وكانت النتيجة كلمة هجينة من صنعها هي «دحفض».

وقالت خلال مقابلة تلفزيونية إنها تريد من الرئيس الأميركي باراك أوباما وزوجته ميشيل «دحفض» ما قالاه بوصف «تي بارتي» بأنها عنصرية. في البداية بدا عليها الإحراج من الهفوة اللغوية، ولكن بعد تفكير بدا عليها علامات النصر والثقة لما قدمته من تعبير جديد للغة الإنجليزية، وبهذا فقد شبهت نفسها بالشاعر والمسرحي الإنجليزي وليام شكسبير. لكنها لم تتوقف عند هذا الحد وألحقت جورج بوش بعباقرة اللغة الإنجليزية.

المقابلة مع محطة «فوكس نيوز» بثت قبل أسبوع، إلا أنها عادت واستخدمت نفس التعبير على موقع «تويتر». وطالبت على موقع «تويتر» «المسلمين المسالمين» بـ«دحفض» الخطط الرامية لبناء جامع ومركز إسلامي قريب من موقع مركز التجارة العالمي. ما كتبته تم حذفه من الموقع، ولكن تمكن الكثير من المستخدمين من الوصول إليه وقراءته قبل ذلك.

المسألة لم تقف عند هذا الحد. لقد كتبت مرة أخرى تطالب بدحض (الكلمة تستخدم كما هي بالعربية «دحض الإثباتات») خطط بناء المركز والجامع بالقرب من موقع مركز التجارة العالمي. «أهل نيويورك المسالمين الرجاء منكم العمل على دحض (وهنا وقعت ثانية بالخطأ بأن استعملت كلمة دحض وليس رفض) خطط البناء. وهذا أيضا تم حذفه. وما تبقى من الجملة هو الرجاء من المسلمين المسالمين رفض خطط البناء».

وفي النهاية قررت بيلين أن اللغة الإنجليزية حية وقابلة للتجديد، وأن شكسبير كان مولعا بإضافة كلمات جديدة للغة، ومن هنا فيجب الافتخار بهذا التعبير الجديد، التي قالت عنه إنه شبيه بما قاله الرئيس بوش عندما أضاف هو الآخر كلمة «يسيء» (المستخدمة مع كلمة الفهم) إلى كلمة يسيء التقدير، وكان خطأ لغويا فاحشا، لأن الكلمة الإنجليزية يسيء التقدير هي بحد ذاتها مفهوم سلبي ولا يحتاج لجعله سلبيا مرة أخرى. و«ميس» الإنجليزية التي تضاف عادة إلى كلمة «فهم» لجعلها تصبح «يسيء الفهم».

وبحذفها بعض الكلمات من الموقع فإن حاكمة ألاسكا قد اعترفت بالخطأ اللغوي، وليس بما قد تكون سببته من إهانة للمسلمين الذين يريدون بناء جامع لهم في نيويورك، وكأنها تقول لهؤلاء بأنهم لا يحبون السلام إذا كانوا يريدون بناء جامع لهم، والمسالمون منهم هم من يطالبون بإلغاء خطط البناء.

وردت أندريا باتيستا شليزنجر، مساعدة عمدة نيويورك، مايكل بلومبيرغ، قائلة «إن هذه المدينة هي لجميع من يسكنها، وجميعهم متساوون في الحقوق وبما يريدونه من مدينتهم».