اليمن: 31 قتيلا في مواجهات بين الحوثيين وقبائل موالية للحكومة

الحوثيون يرحبون بتفعيل «اتفاقية الدوحة».. واعتقال مشتبهين في صنعاء بجوار منشآت حيوية

TT

تصاعدت حدة المواجهات العسكرية الدائرة في شمال اليمن بين المسلحين الحوثيين ورجال القبائل الموالية للحكومة أمس، حيث استمرت المواجهات لليوم الثالث على التوالي، الأمر الذي أسفر عن ارتفاع عدد القتلى من الجانبين إلى 31 قتيلا وعدد غير محدد من الجرحى.

وتدور المواجهات منذ 3 أيام في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران بين المسلحين الحوثيين وقبائل النائب صغير بن عزيز، وقالت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن 20 قتيلا سقطوا في صفوف قبائل بن عزيز والقبائل المساندة لها، إضافة إلى مقتل 10 مسلحين حوثيين وواحد من المدنيين، إضافة إلى عشرات الجرحى في صفوف الجانبين، وأشارت المصادر إلى أن عددا من جرحى القبائل لم يتم التمكن من الوصول إلى المناطق التي يتواجدون بها لإسعافهم، وذلك بسبب ضراوة المواجهات التي تستخدم فيها أنواع مختلفة من الأسلحة المتوسطة والخفيفة.

وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن وحدات عسكرية نظامية شوهدت وهي تتجه من منطقة آل عمار في محافظة صعدة إلى حرف سفيان بعمران وذلك لمساندة القبائل الموالية للجيش في مواجهاتها ضد الحوثيين، وقال شهود عيان إن أحد المواقع العسكرية في المنطقة قصف بعض المواقع بـ«الكاتيوشا».

واعتبر الحوثيون ما يجري من مواجهات في حرف سفيان أنه «دفاع عن النفس» من قبل أنصارهم وضد قوات الجيش اليمني، وقال محمد عبد السلام، الناطق الرسمي باسم عبد الملك الحوثي، إن ما يحدث من «اشتباكات هنا أو هناك هي مع قيادات عسكرية ومواقع عسكرية ونحن نواجه عدوانا مباشرا لا علاقة له بأي تصفيات كما يدعي بعض نواب صعدة» الذين اعتصموا في مجلس النواب (البرلمان) للمطالبة بوقف ما سموه «اعتداءات الحوثيين»، وأضاف عبد السلام في تصريح صحافي، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أنهم كانوا يتمنون من «نواب صعدة أن يعتصموا في مجلس النواب من أجل الإفراج عن أبناء محافظة صعدة»، وأن «يقفوا ولو لمرة واحدة مع السلام ومع إعادة الإعمار»، مشيرا إلى أن بعض هؤلاء النواب لم يعد يرى سوى مصلحته الشخصية»، وإلى أنه لا يوجد من قبلهم أي اعتداء، وقال: «نتقابل نحن والجيش في الأسواق والقرى والطرقات ولم يحصل من قبلنا أي اعتداء عليهم على الرغم مما قد حدث من حروب واقتتال في الماضي وهذه ادعاءات لا أساس لها من الصحة».

ورحب محمد عبد السلام باسم جماعته وقائدها بـ«المساعي القطرية الأخيرة الساعية إلى الوفاق السياسي وتطبيق الوضع في البلد»، وقال، في بيانه، إن «بصمات دولة قطر في العالم العربي والإسلامي هي بصمات خير، وسلام، وبناء، ووفاق، وإعمار، وتصالح، وكذلك الحال في اليمن، فدور قطر الساعي للوفاق ومعالجة الأوضاع في المحافظات الشمالية هو دور واضح وقد بذلت الكثير من الجهود التي لو ترك لها المجال في ذلك لكان الأمن والاستقرار يرفرف في ربوع الوطن»، مبديا الاستعداد لتقديم «التسهيلات التي تساهم وتعزز في تطبيع الوضع وإنهاء الأزمة والوصول إلى حل يضمن الحقوق والحريات ويطوي صفحة الماضي بكل جراحاته وآهاته».

وأشار الناطق الحوثي إلى أنهم «بعثوا برسالة بهذا الخصوص إلى سمو أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رحبوا فيها بزيارته إلى اليمن ودوره في تقارب وجهات النظر وتفعيل دور قطر من جديد الساعي إلى إحلال السلام والأمن والاستقرار في المحافظات الشمالية»، وقال إن الرسالة تضمنت «بعض الملاحظات التي تساعد الدور القطري في الوصول إلى وفاق وتصالح يشمل معالجات نهائية وجذرية».

وعلى الرغم من الترحيب الحوثي، فإن محمد عبد السلام شكك في «جدية» الحكومة اليمنية وفي «رغبتها الوصول إلى حل نهائي لملف الحرب في صعدة»، لكنه أعرب عن أمنياته في «أن تكون السلطة هذه المرة جادة لما من شأنه إحلال السلام والوصول إلى حل نهائي من دون استغلال قضايا الشعب في التناقضات السياسية والإقليمية ووضع معاناة الشعب على طبق الخلافات والتلاعبات الدولية التي يظهر أن السلطة تسعى إليها وهي تجيد اللعب بهذه الأوراق من أجل الحصول على الدعم المادي من عدة أطراف لتعزيز نفوذها السياسي والعسكري».

ودعا تصريح الناطق الحوثي السلطات إلى الإفراج عن معتقليهم و«إنهاء معاناتهم، لأن خلف كل معتقل زوجة وأطفالا وأسرة»، معتبرا أن الإفراج عن المعتقلين «سيعزز من الثقة بين الطرفين وسيساهم في الوصول إلى وفاق يساعد الدور القطري في تجاوز الكثير من الملفات ومخلفات الحرب»، كما دعا إلى أن «توقف السلطة كل الاعتداءات»، وأن لا «تعزز من الخلافات والثارات القبلية، لأنها بذلك ستضر الجميع دون استثناء وسيعزز ذلك من تقليص دور السلطة المحلية».

على صعيد آخر، تواصلت الحوادث الأمنية في جنوب البلاد التي تشهد انفلاتا أمنيا، حيث شهدت عدة مناطق في ردفان بمحافظة لحج اشتباكات متقطعة بين مسلحين مجهولين وبعض المواقع العسكرية المرابطة هناك، وأفاد شهود عيان بسماع دوي عدة انفجارات.

وفي محافظة أبين، وتحديدا في مديرية خنفر، اعتقلت أجهزة الأمن 7 ممن وصفتهم بـ«المطلوبين أمنيا»، وذلك في حملة أمنية، بحسب ما أورد موقع «سبتمبر نت» التابع لوزارة الدفاع اليمنية، وقال مصدر أمني إن من جرى اعتقالهم «ضالعون في قضايا جنائية وتخريبية وتفجيرات في عدد من المناطق»، وإنه «يجري حاليا التحقيق معهم»، تمهيدا لإحالتهم إلى النيابة العامة.

من جهة ثانية قالت وزارة الداخلية اليمنية إنه جرى إيقاف 5 أشخاص في مناطق مختلفة من العاصمة صنعاء، وذلك بشبهة التواجد بـ«القرب من منشآت هامة وفي أوضاع تدعو للاشتباه»، وفي إطار عمليات التحري التي تجري، دون أن تذكر إن كان ضبط بحوزتهم أي أسلحة أو متفجرات، واكتفت بالقول إن المشتبه بهم يخضعون، حاليا، لـ«إجراءات التحري»، وأضاف مركز الإعلام الأمني التابع للوزارة أنه جرى اعتقال 18 آخرين كمشتبهين في قضايا وجرائم جنائية وأن بين المعتقلين «مواطنا سعوديا يبلغ من العمر 23 عاما أوقف في مديرية بني الحارث لعدم حيازته أي أوراق ثبوتية».