سفيرة واشنطن الجديدة في بيروت تتخوف من سعي حزب الله لتوسيع نفوذه في لبنان

تركت سفارة بلادها في دمشق في أجواء مريحة

TT

قالت المرشحة لمنصب سفيرة الولايات المتحدة الجديدة لدى لبنان، مورا كونيللي، إن حزب الله يسعى إلى توسيع نطاق نفوذه في لبنان، وحذرت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، في جلسة عقدت في وقت متأخر أول من أمس، من أن «أجندة» الحزب تختلف عن تطلعات الدبلوماسية الأميركية في لبنان والشرق الأوسط، ووصفت هذه الأجندة بـ«السلبية».

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعلن في الثالث من يونيو (حزيران) الماضي ترشيحه لمورا كونيللي سفيرة للولايات المتحدة في بيروت خلفا للسفيرة ميشيل سيسون التي ستغادر لبنان في الأسابيع القليلة المقبلة. تشغل كونيللي حاليا منصب نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى. وقد تدرجت في عدة مناصب في السلك الدبلوماسي الأميركي، فعملت في بعثات بلادها الدبلوماسية في كل من القدس وعمان ودمشق.

وحين تسلمت كونيللي مهامها كقائمة بالأعمال في السفارة الأميركية في دمشق، كانت العلاقات السورية الأميركية تمر بأسوأ مراحلها، الأمر الذي أرخى بظلاله على عملها وعلى إمكانية تواصلها مع المجتمع السوري، في فترة كانت مشاعر الاستياء من السياسات الأميركية في أوجها في عهد إدارة الرئيس السابق جورج بوش، وخصوصا في أعقاب التدخل العسكري الأميركي في العراق، والتهديد الدائم بفرض عقوبات اقتصادية على سورية. مع ذلك أبدت كونيللي حرصا على التعرف على السوريين والتقرب منهم كي تشكل انطباعها الشخصي من خلال تجربتها الذاتية. وفي هذا السياق حاولت القيام بعدة زيارات إلى المحافظات السورية بالتنسيق مع السلطات السورية، التي كانت حذرة من الأميركيين.

وكان هذا الحذر ينعكس على حفلات الاستقبال في السفارة الأميركية، إذ كان الحضور ضئيلا جدا بينما كانت الشخصيات الرسمية تغيب عن هذه المناسبات. لكن في عام خدمتها الأخير، وفي حفل العيد الوطني الأميركي الذي سبق حفل وداع كونيللي بعدما تم تعيينها نائبة لمساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في يوليو (تموز) 2009، تغير المشهد إلى حد ما وبدأ الكثير من الشخصيات السورية يحضرون حفلات السفارة الأميركية، وبينهم موظفون رسميون، إذ كان الحوار السوري - الأميركي قد انطلق مع وصول الرئيس باراك أوباما إلى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، وبدأ الكلام عن تحسين العلاقات الثنائية يحل مكان التهديد الذي درجت عليه إدارة الرئيس السابق تجاه دمشق. وقد اعتبر الكثير من المراقبين في دمشق أن الخطاب الذي ألقته كونيللي في حفل وداعها مؤشر على تحسن العلاقات الثنائية بين البلدين.

أما الذين عرفوا كونيللي في دمشق فإنهم يصفونها بصاحبة الوجه الطفولي ذات الحضور المميز، ويؤكدون أنها تسمع أكثر مما تتكلم. ولكن بقدر ما تظهر من دماثة ولطف يمكنها أيضا أن تكون حادة إذا لزم الأمر. إلا أنها كانت دائما ما تظهر الود للسوريين الذين تصفهم بالشعب الطيب، كما أنها كانت تحرص، رغم كل الصعاب، على القيام بنشاطات اجتماعية وثقافية والمثابرة على زيارة أحياء دمشق القديمة التي كانت تؤكد أنها تحبها.