جدل في باكستان حول منع عرض فيلم «بدونك يا ابن لادن»

نائب رئيس هيئة الرقابة لـ «الشرق الأوسط»: منعناه لأنه يستخدم لغة مبتذلة

TT

وصف المسؤولون الباكستانيون في هيئة الرقابة على الأفلام، فيلم بوليوود الكوميدي الهندي «بدونك يا ابن لادن» بأنه مبتذل إلى حد بعيد، ويمس بصور مباشرة القيم الثقافية الباكستانية.

وقال مسعود إلهي، نائب رئيس هيئة الرقابة على الأفلام الباكستانية لـ«الشرق الأوسط»: «لقد استخدموا لغة مبتذلة إلى حد بعيد في الفيلم ولهذا السبب تحديدا أعلنا عدم ملاءمته للعرض في دور السينما الباكستانية».

ومنذ طرح الفيلم الكوميدي في الأسواق تحول إلى جدال في وسائل الإعلام الباكستانية، ولم تعلن هيئة الرقابة على الأفلام رأيها بشأنه.

وأضاف مسعود إلهي من مكتبه في العاصمة إسلام آباد، «كل ما أود قوله هو أنني لن أقدم المزيد من التعليقات على هذه القضية».

على الرغم من رفض هيئة الرقابة على الأفلام التراجع عن قرارها بشأن حظر عرض الفيلم في باكستان، انتقدت وسائل الإعلام الليبرالية الباكستانية الهيئة وقرارها بشأن حظر الفيلم.

وقالت صحيفة «ذا دون» الصادرة باللغة الإنجليزية: «إنه لسوء حظ بالغ أن تحول هيئة الرقابة على الأفلام دون عرضه».

وقد تقدم منتج الفيلم بطلب إلى وزارة الشؤون الثقافية للاعتراض على قرار الرقابة على الأفلام.

وقال إس إم طاهر، المسؤول البارز بوزارة الثقافة: «نحن بانتظار قرار من أعضاء لجنة التظلمات التي شاهدت الفيلم، وسيعلن القرار النهائي بشأن الفيلم في غضون يوم أو يومين».

وتتألف لجنة التظلمات من أعضاء في وزارة الداخلية والشؤون الخارجية وصحافيين كبار.

وقال مسؤول الرقابة على الأفلام إن الأمر بات في يد لجنة التظلمات لمشاهدة الفيلم وإصدار حكمها بالسماح أو عدم السماح بعرض الفيلم في دور السينما الباكستانية».

وأضاف المسؤول في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «بيد أن لديّ اعتقادا جازما بأن هذا الفيلم ينبغي ألا يسمح بعرضه في دور السينما الباكستانية».

تدور قصة فيلم «بدونك يا ابن لادن» حول صحافي باكستاني يسعى للحصول على عمل في وسائل الإعلام الأميركية، وبعد عدة محاولات فاشلة للحصول على التأشيرة الأميركية تخطر للصحافي فكرة إجرائه مقابلة مع شبيه لأسامة بن لادن وبيعها للقنوات الإخبارية الأميركية.

وقال مغني البوب الباكستاني، على ظفار، الذي يلعب دور الصحافي في الفيلم، في بيان أصدره في وسائل الإعلام الباكستانية: «هذا مجرد فيلم كوميدي لم يعتد على عقائد أي شخص».

بيد أن هيئة الرقابة على الأفلام منعت الفيلم على أساس أن الفكرة واللغة التي استخدمت في الفيلم تنتهك القيم الثقافية والدينية في المجتمع الباكستاني.

وقال مسؤول هيئة الرقابة على المصنفات: «كل الشخصيات في الفيلم، خاصة شبيه أسامة بن لادن، مثار اعتراض إلى حد بعيد. فدائما ما يصور أسامة بن لادن على أنه يؤذي كل من يمر أمامه».

وأشار المسؤول إلى أن «هناك اعتقادا شائعا في المجتمع الباكستاني بأن صياح الديك في الصباح يعني الأذان، لكن صياح الديك في الفيلم جاء كمؤشر على حدوث انتهاكات قذرة. ونحن نعتقد أن الفيلم يضر بالقيم الثقافية والدينية الباكستانية».

أعضاء هيئة الرقابة على الأفلام، التي رفضت عرض الفيلم في باكستان، يرون أن الفيلم يمكن أن يتسبب في حدوث اضطرابات في ظل الموقف الأمني المشتعل في البلاد.

في الوقت ذاته تخضع الحكومة لضغوط هائلة من وسائل الإعلام الليبرالية في البلاد للسماح بعرض الفيلم. وقد أنتج الفيلم في مومباي مع مشاركة مغني البوب الباكستاني علي ظفار.