هولندا لن ترحب برئيس مستعمراتها السابقة سورينام «إلا في السجن»

باوترسه انتخب رئيسا للدولة الواقعة في الكاريبي رغم ملاحقته بتهمة تهريب المخدرات

TT

أصبح ديسي باوترسه منذ يوم الاثنين الماضي، رئيسا لجمهورية السورينام، الدولة الصغيرة الواقعة على ساحل الكاريبي، والمستعمرة الهولندية السابقة. وحصل باوترسه على الأغلبية المطلقة من أصوات الجمعية الوطنية (البرلمان)، الجهة المكلفة باختيار رئيس البلاد. لكن الرئيس الجديد لسورينام غير مرحب به في هولندا، إلا في السجن لتمضية ما تبقى له من عقوبة بحقه، حسبما أكد وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فرهاخن في تعليقه على انتخاب باوترسه.

وقال الوزير الهولندي إن بلاده «ستحكم على الحكومة السورينامية الجديدة بناء على السياسة التي ستتبعها في مجالات عدة، وعلى ضوء ذلك يتقرر ما إذا كانت هولندا ستتابع تنفيذ الالتزامات التي تعهدت بها في السابق لسورينام». وحسب الإذاعة الهولندية، يعد باوترسه شخصية مثيرة للجدل إلى حد كبير، ففي عام 1980، أي بعد خمس سنوات على استقلال سورينام، قاد انقلابا عسكريا، وشكل حكومة عسكرية نكلت بمعارضيها بقسوة. وفي ديسمبر (كانون الأول) 1982، قتل خمس عشرة شخصية بارزة من المعارضة، بينهم محامون وسياسيون وصحافيون. وأضافت الإذاعة أن باوترسه كرر في كل مناسبة عدم مسؤوليته عن تلك الجريمة، والقضية مطروحة منذ سنوات أمام القضاء السورينامي الذي لم يقل كلمته بعد. ويعتبر باوترسه المتهم الرئيسي في الجريمة، المعروفة في سورينام وهولندا باسم «جرائم ديسمبر».

وإلى جانب ذلك، هناك أمر دولي بإلقاء القبض على باوترسه، بعد أن أدانته محكمة هولندية عام 2000، بتهريب المخدرات وحكمت عليه بالسجن أحد عشر عاما.

يقود باوترسه حاليا ائتلافا سياسيا باسم «الائتلاف الكبير»، وسيشكل هذا الحزب الحكومة القادمة مع «ائتلاف إيه»، بزعامة الحارس الشخصي السابق لباوترسه، وخصمه السياسي اللاحق، روني برونسفايك. وقاد هذا الزعيم الذي ينتمي إلى إثنية المارون، حركة مسلحة عام 1986 ضد الحكومة العسكرية التي كان يقودها باوترسه. واستمر النزاع المسلح حتى عام 1992، حين استقال باوترسه من منصبه كقائد للجيش. يشار إلى أن الزعيم السياسي الآخر، برونسفايك، محكوم عليه هو الآخر في هولندا بالسجن بتهمة تهريب المخدرات.

تقع سورينام في شمال أميركا الجنوبية، وهي الدولة الوحيدة الناطقة باللغة الهولندية في العالم الجديد. تبلغ مساحتها أربعة أضعاف مساحة هولندا، وكان الهولنديون قد أسسوها في القرن السابع عشر، من أجل زراعة السكر والكاكاو والبن بعد أن تنازلوا للبريطانيين عن مدينة نيويورك، التي كانت تعرف باسم نيو أمستردام. وجلب الهولنديون العبيد من أفريقيا، كما جلبوا مزارعين من إندونيسيا والهند، وهي الأعراق الرئيسية التي تعيش في سورينام. نالت الحكم الذاتي عام 1954، وفي 1973 سمح لها بتشكيل حكومة محلية، قبل أن تحصل على استقلالها عام 1975، وفي عام 1980 شهدت انقلابا عسكريا بقيادة باوترسه، وعلقت هولندا مساعداتها لمستعمرتها السابقة حتى عام 1991، وهو العام الذي اندلعت فيه حرب أهلية، نتج عنها التخلص من حكم العسكر، والعودة للعمل بالدستور. يبلغ عدد سكانها 470 ألف نسمة، وأكبر مدنها هي العاصمة باراماريبو.