تحذيرات دولية من مخاطر فيروس يضرب معالجات الكومبيوترات

شركة «ديل» تسارع إلى الاستبدال بمنصات عدد من خوادمها الحاسوبية

TT

بعد انتشار أنواع الفيروسات والديدان الإلكترونية التي تضرب البرامج الكومبيوترية وازدياد أعدادها، شرعت في الظهور فيروسات تضرب وحدات المعالجة الإلكترونية في الكومبيوترات. وقد حذرت شركة «ديل» المنتجة للكومبيوترات من حدوث عدوى مؤكدة في معدات بعض أجهزتها، إذ رصدت عدوى في المنصة الكومبيوترية (اللوحة الأم) الحاوية على وحدات المعالجة في الكومبيوترات والخوادم الكومبيوترية الموجودة لدى بعض زبائنها.

ويؤكد ذلك ما توقعه خبراء الأمن المعلوماتي من ظهور ما أطلقوا عليه اسم «حصان طروادة المعدات الكومبيوترية». وتختلف فيروسات المعدات بأنها تحيا وتواصل عملها من دون تأثير النظم الدفاعية التي تجهز بها الكومبيوترات، وذلك خلافا للفيروسات الإلكترونية التي تستوطن القرص الصلب في الكومبيوتر ويمكن إزالتها ببرامج مكافحة الفيروسات المتطورة.

وأفادت تقارير نشرت في منتديات أصدقاء «ديل» على الإنترنت أمس، أن «حصان طروادة» هذا الموجود في منصة المعالجة الإلكترونية يوجد داخل ذاكرة «فلاش»، وهو دودة تدعى «دبليو 32. سبايبوت» التي تنتقل في شبكات التشارك بالملفات عبر الإنترنت وفي منتديات الحوار والدردشة. وقد اكتشفت هذه الدودة لأول مرة عام 2003، وهي تنشط في غالبية نظم تشغيل «ويندوز».

ونقلت مجلة «نيو ساينتست» البريطانية عن مسؤول فني في «ديل» أن هذه الدودة الكومبيوترية قد رصدت داخل ذاكرة فلاش في منصة المعالجة خلال الاختبارات التي أجرتها «ديل». وبما أن هذه الدودة الكومبيوترية تنشط مع استخدام نظام تشغيل «ويندوز» فإن بالإمكان إزالتها ببرامج مكافحة الفيروسات. إلا أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه البرامج تستطيع إزالتها من ذاكرة «فلاش»، ولذلك فقد توجهت «ديل» للاستبدال بكل منصات وحدات المعالجة المصابة أخرى سليمة.

وذكرت المجلة البريطانية أن «ديل» قد اتصلت بالزبائن الذين تأثرت أجهزتهم الكومبيوترية بالعدوى، وأنها ستقوم باستبدال منصات وحدات المعالجة في أربعة أنواع من الخوادم الكومبيوترية (سيرفر)، وهي «باور آيدج آر 310»، و«باور آيدج 410»، و«باور آيدج آر 510»، و«باور آيدج تي 410».

وسارعت الشركة إلى التأكيد بأن هذه المشكلة محدودة بالأجهزة التي تم شحن معدات احتياطية لها، ولا تشمل الأجهزة المنتجة من المعامل.

وكانت أولى التقارير عن وجود «حصان طروادة» في معالجات الكومبيوتر قد ظهرت على منتدى أصدقاء «ديل» بعد أن حذر أحد المشتركين من وجود «عدوى تجسسية» مجهولة الوظيفة في الخادم الكومبيوتري «باور آيدج آر 410»، وأنه يحتاج إلى مهندس من الشركة للتخلص منها.

وأضحت التهديدات التي تمثلها الفيروسات المتغلغلة في وحدات المعالجة الإلكترونية في الأجهزة الكومبيوترية موضع اهتمام وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، التي تنفق ملايين الدولارات على أبحاث مخصصة لتنقية الرقائق الإلكترونية وتخليصها من أي عدوى إلكترونية، وخصوصا داخل النظم الإلكترونية الحساسة المستخدمة خارج الولايات المتحدة. كما يبحث الخبراء في سبل الوقاية من التهديدات الخارجية الرامية إلى تخريب الرقائق الإلكترونية بإدخال ما يسمى «المفتاح القاتل» الذي يؤدي إلى إخفاق الرقيقة في عملها بشكل مفاجئ.