السودان: سلفا كير يجتمع مع 4 من قادة المعارضة لتدارس دعوة قدمها البشير حول الاستفتاء

عرمان لـ «الشرق الأوسط» : القوى السياسية كلفت زعيم الحركة بإبلاغ المؤتمر الوطني إرجاء الاجتماع للتحضير

سلفا كير خلال استقباله الترابي، أمس، في القصر الجمهوري بالخرطوم (رويترز)
TT

عقد رئيس حكومة الجنوب، النائب الأول للرئيس السوداني، سلفا كير، اجتماعا مطولا أمس، مع 4 من قادة المعارضة السودانية في الشمال لبحث التطورات السودانية، ودعوة الرئيس عمر البشير إلى لقاء يعقد غدا (السبت)، لبحث وحدة السودان ونزاهة الاستفتاء حول تقرير مصير الجنوب، الذي سيجري مطلع العام المقبل. بينما أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية أن السلطات السودانية أخطرتها رسميا بوقف البث في أربع مدن بشمال السودان.

وضم اجتماع سلفا كير، رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، والأمين العام للمؤتمر الشعبي، حسن الترابي، وسكرتير الحزب الشيوعي السوداني، محمد إبراهيم نقد. وبحث اللقاء الدعوة التي قدمها الرئيس عمر البشير للقوى السياسية للمشاركة في اجتماع يعقد غدا (السبت)، حول قضية الوحدة ونزاهة الاستفتاء. كما عقد سلفا كير لقاء منفصلا مع رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) محمد عثمان الميرغني. وقال الميرغني في تصريحات صحافية عقب لقائه سلفا كير: «أبلغنا قائد الحركة بضرورة وحدة السودان أرضا وشعبا، والتصدي للتدخلات الأجنبية، وفي مقدمتها محكمة الجنايات الدولية». وأكد الميرغني علي ضرورة مشاركة أهل الحل والعقد، موضحا أن المشاركة المطلوبة ليست للسلطة، وإنما لحل قضايا الوطن، وعبر عن أمله في أن يخرج الاجتماع التشاوري للقوي السياسية بنتائج يترتب عليها ما بعدها.

وكشفت مصادر «عن تباينات في المواقف وتفسير دعوة البشير، لكن اتفقت القوى السياسية على المشاركة في اللقاء». ففي حين تأكدت مشاركة أحزاب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)، والأمة والشيوعي، أعلن المؤتمر الشعبي، بزعامة حسن الترابي، مقاطعته، إلى جانب تسعة أحزاب جنوبية أخرى رفضت المشاركة. وعبرت الحركة الشعبية، بزعامة سلفا كير، عن عدم رضاها عن طريقة التحضير، وأن الاجتماع معد سلفا.

وابلغ نائب الأمين العام للحركة الشعبية، ياسر عرمان، «الشرق الأوسط» أن قادة القوى السياسية في اجتماع مشترك كلفت سلفا كير بإبلاغ المؤتمر الوطني إرجاء الاجتماع إلى الخميس القادم أو بعده، ليتم تحضير جيد للاجتماع. وأضاف أن أجندة الاجتماع، التي أعدها المؤتمر الوطني، خالية من قضايا الحريات أو دارفور، وقال: «لم نجد شيئا لنسهم في التحضير، بل هو اجتماع معد سلفا من قبل المؤتمر الوطني».

من جهة ثانية، أكد مصدر مأذون في هيئة الإذاعة البريطانية «وورلد سيرفس» (الخدمة العالمية) لـ«الشرق الأوسط»، «أن هيئة الإذاعة تسلمت خطابا من جانب الحكومة السودانية، يفيد بأن السلطات المعنية ستوقف بث الإذاعة العربية على موجة (إف إم)، الموجهة إلى 4 مدن شمال السودان، هي الخرطوم، وبورتسودان، ومدني، والأبيض، اعتبارا من التاسع من أغسطس (آب) المقبل». وأفاد المصدر بأن العقد الحالي الموقع بين السلطات المعنية في السودان و«بي بي سي»، الذي تبث الأخيرة بموجبه عبر موجة «إف إم»، لا يزال ساري المفعول لمدة سنة تقريبا، غير أن الحكومة السودانية اختارت أن تستعمل حقها المكفول في العقد المبرم بين الجانبين، الذي يعطي الحكومة السودانية حق توقيف البث قبل انتهاء مدة العقد، بشرط إعطاء «بي بي سي» مهلة ثلاثة أشهر. وأضاف المصدر أن المفاوضات ما زالت مستمرة مع السلطات السودانية المعنية، من أجل التوصل إلى أرضية مشتركة تبقي على خدمة «بي بي سي» الإذاعية على الأثير.