برلسكوني: رونالدينهو أفضل لاعب على مر العصور وسيبقى معنا مدى الحياة ولو كنت دربت الميلان العام الماضي لكنت فزت معه بالدوري

رئيس النادي يتعرض لانتقادات شديدة بسبب الإمساك عن الإنفاق والغياب غير المبرر

TT

شهد اليوم الأول في تدريبات فريق الميلان كثيرا من الأحداث المثيرة داخل الملعب وخارجه، وكان أبرزها حضور روبرتو ماروني، وزير الداخلية الإيطالي، الذي جلس وسط الرعاة الرسميين للفريق، بينما أحاطت بهم صفوف الكؤوس والجوائز التي حصدها الميلان على مدار تاريخه الطويل. تطرق سيلفيو برلسكوني رئيس النادي إلى الحديث عن أهم الموضوعات التي تشغل بال اللاعبين والجماهير الغفيرة التي اصطفت خارج أسوار النادي، وسوف نتناولها بالتفصيل في النقاط التالية:

أنا والميلان: فجر سيلفيو برلسكوني مفاجأة كبرى حين استهل حديثه قائلا: «لا مانع لدي من بيع النادي إذا تلقيت عرضا جادا من أحد الأشخاص الذين يهتمون بشأن الميلان والفريق، بشرط أن يكون لديه استعداد تام لتوفير ميزانية كبيرة من شأنها الحفاظ على مكانة الفريق على ألا تقل قيمتها عن المبلغ الذي أنفقته عائلة برلسكوني على مدار السنوات السبع الماضية. في هذه الحالة فقط، سوف أتراجع إلى الخلف على الفور لأنني أعلم جيدا أنني ساترك الميلان عاجلا أو آجلا. ونظرا لأنني لم أتلق أيا من هذه العروض حتى الآن، فسوف أمضي قدما مع الميلان بكل سرور. لن يستطيع أبنائي مواصلة المسيرة من بعدي، فأولادي الكبار مشغولون للغاية وأحفادي ما زالوا صغارا جدا». نجح برلسكوني في قيادة حفل البداية بمهارة القائد المخضرم، منتقلا برشاقة بالغة بين الأرقام الفلكية التي أنفقها في الأعوام الماضية («لقد أنفقت عائلتي ما يقرب من مليار و100 مليون يورو في 25 عاما»)، إلى النكات خفيفة الظل التي اعتاد إطلاقها في مثل هذه المناسبات («لقد قمنا بشراء يبيس لأنه وسيم جدا»)، ومنها إلى السياسة («لقد دخل الوزير ماروني التاريخ من أوسع أبوابه بعد نجاحه في مكافحة الجريمة المنظمة»)، وكان لحياته الخاصة أيضا نصيب من الحديث («لقد نصحني طاقم عملي بعدم المجيء إلى الاستاد كثيرا بعد محاولة اغتيالي»). وعن الإنجازات التي حققها الإنتر في الموسم الماضي، عقب برلسكوني قائلا: «أتقدم بخالص التهاني إلى رئيسه موراتي الذي استحق تحقيق هذا الفوز الكبير بعد المبالغ الطائلة التي أنفقها، حيث استثمر كثيرا جدا من إيرادات النادي من أجل تأسيس الفريق. لقد قررنا الاعتماد على المواهب الشابة بشكل أكبر، خاصة مع انتهاء تعاقدات كثير من اللاعبين العام المقبل، وهو ما يوجب علينا الاستعداد لسوق الانتقالات المحلية والدولية على أفضل نحو ممكن».

أنا وسوق الانتقالات: أغلق الرئيس برلسكوني الباب أمام شائعات رحيل رونالدينهو عن الميلان قائلا: «رونالدينهو هو أفضل لاعب كرة قدم على مر العصور، ومسألة بقائه في الميلان غير قابلة للنقاش لأنه سيبقى معنا مدى الحياة. إنه أكثر اللاعبين قدرة على حسم المباريات، وعلينا أن نجد له مكانا مناسبا في الملعب حتى يتمكن من تقديم أفضل ما لديه. آمل أن يتم الدفع به في محور الارتكاز، وأن يسجل بعض الأهداف من حين لآخر؛ كما أنني أراه مناسبا للمشاركة في قلب الهجوم. إن رونالدينهو يستحق قيمة تذكرة المباراة وحده، فهو عنصر الجذب الأول لجماهير الميلان، ولذلك فأنا أعتقد أنه قادر على اللعب حتى سن متقدمة. أما بالنسبة لباقي لاعبي الفريق، فلدينا تشكيل متناغم إلى أبعد مدى، وأتحدى أي شخص يقول لي اسم فريق آخر لديه هذه الكفاءات في خط الوسط مثل الميلان. ليس هناك من هو أفضل منا لأن لدنيا سيدورف ورونالدينهو وباتو وبيرلو بالإضافة إلى اللاعبين الجدد ماركو أميليا وماريو يبيس والشاب اليوناني سقراط باباستاثوبولوس الذي تصدى لميسي في المونديال». ومن بين النكات التي أطلقها برلسكوني، قال رئيس الوزراء إنه تم إجراء استطلاع رأي في العالم حول أسباب شهرة إيطاليا، فجاءت النتائج مؤكدة أن المافيا تحتل المركز الأول، بينما تأتي البيتزا في المركز الثاني وأخيرا نادي الميلان في المرتبة الثالثة.

وأضاف قائلا: «ما تردد حول شرائنا لإبراهيموفيتش عام 2006 كان صحيحا. لقد توصلنا بالفعل إلى اتفاق نهائي مع اللاعب ونادي يوفنتوس، ولكن فضحية الكالتشيوبولي غيرت كل شيء. بيد أنني لا أتوقع عودته إلى ميلانو مرة أخرى. غاتوزو؟ لا أعرف تفاصيل الموقف، ولكنني معجب برينو غاتوزو اللاعب والإنسان، وأتمنى أن يبقى معنا. غير أننا لن نعارض رغبة اللاعب إذا ما أراد الرحيل. على أي حال، ليس هناك مفاوضات جارية في الوقت الحالي، وهو أقرب إلى البقاء معنا». أنا وأليغري: رياح جافة من الكلمات، والإسقاطات على أمواج، في حالة من الغضب، لكن ماسيميليانو أليغري منحدر من ليفورنو ومعتاد على البحر الهائج، وهو قد انتظر في هذا اليوم عودة الهدوء التام، وارتسمت البسمة على وجهه بمجرد أن اتخذه برلسكوني نموذجا، بالمعنى الحقيقي للكلمة وقال: «لم يكن ممكنا أن نعطي (دولسي آند جابانا) شخصا يملك أفضل قوام كي يرتدي الزي الخاص بنا. إنه شاب جميل وعظيم وقد يكون رائعا ليقوم بدور النجم السينمائي، لكنه مدرب بارع».

ثقة بالنفس: إذا كان معتادا على قيثارات تشيللينو، فإن طبول برلسكوني تعد أكثر إزعاجا قليلا فقط، الذي يعزف كل الآلات باحتراف، ويقول رئيس النادي: «العمل معي يسير للغاية، ماروني يعلم ذلك، لأنني أقول كل ما أفكر فيه للعاملين معي، وإذا كنت غير مقتنع بشي ما فإني أقول ذلك». هذا يحدث كثيرا، ولنأخذ ليوناردو، المدرب السابق للفريق، مثالا، ففي بداية عمله تم تمجيده بالتهاني لكونه أحد أبناء النادي. لكن برلسكوني يقول: «على الرغم من براعة المدير الفني، فقد قام باختيارات لم ترق لي العام الماضي. لم آت إلى الاستاد ثانية، لأسباب أمنية ولأن إشراك باتو على الأطراف كان يسبب لي معاناة».

النصائح جاهزة للمدرب الجديد أليغري: «ألا يلعب برأس حربة وحيد، لكن باثنين. على الميلان أن يأسر قلوب الجماهير من خلال لعب كرة قدم ممتعة». ويضيف: «المهمة هي ذاتها، الفوز والأداء المقنع». ظل المدرب الجديد متجمدا ويستمع إلى الرئيس الذي قال: «أكن تقديرا كبيرا لليوناردو، لكن رؤية هونتيلار بعد ذلك يلعب على بعد 50 مترا عن المرمى كانت تسبب لي حزنا». وذكروه بالمقولة المنسوبة إليه «لو كنت مديرا فنيا لفزت بالدوري». هل ينفيها أم يكذبها؟ يرد «تعلمون أني أعتبر نفسي رقم واحد في كل شيء».

يبدو أن المزحة لم تطمئن أليغري، لكن مديح برلسكوني كان جاهزا: «هل أعتقد أنه سيكون طالبا نجيبا؟ لقد تعاقدنا معه لأنه مُعلم، لكنني بروفسور، أتعرفون نكتة الببغاء؟ ذهب أحدهم إلى محل وسأل: (ما سعر هذا الببغاء؟)، (ألفا يورو، فهو يتكلم). (وهذا الآخر؟)، (ثلاثة آلاف، فهو يعرف الفرنسية). (وهذا؟) (عشرة آلاف)، (وماذا يفعل؟)، (لا أعرف، لكن الاثنان الآخران يدعون أنه بروفسور)».

الصبر: المعلم كان لقب المدرب تاباريز الذي استمر مع الميلان قليلا، لكن أليغري لا يربط بين الأمرين، ينتظر أليغري بصبر.. يتحرك الوفد الإعلامي المصاحب لبرلسكوني إلا أن مالك الميلان قرر أن يقوم بيوم كامل ويبقى لحضور مران الفريق. وفي المساء، في العشاء، ظل أليغري ولاعبوه بمفردهم للتعرف أكثر بعضهم على بعض، أمام الأكلات الممتازة التي وعد بها في ميلانيللو، حيث مركز التدريب الخاص بالفريق، وسرد برلسكوني: «ماذا قال لي المدير الفني عندما التقينا لأول مرة؟ هنأني على جودة الطعام في أركوري، وقلت له إن هو الأمر ذاته في ميلانيللو». وتابع: «عرضت على ماسيميليانو أفكاري في اللعب، وبدا متفقا معي على الفور». إذن المدرب الجديد سيستمر مع الفريق ما دام يفوز، ويقدم أداء مقنعا.

أنا والجماهير: من بين الانتقادات اللاذعة التي واجهها سيلفيو برلسكوني لدى وصوله إلى مقر تدريب الفريق في «ميلانيللو»، انتقاد لشخصه، وموجه له وحده فقط بلافتة كتب عليها «الرئيس الذي لا يمكن رؤيته». أوفى مشجعو الميلان بوعدهم والتزامهم عشية الزيارة بعدم ارتكاب أعمال عنف، ولم يكن سب وقذف (بخلاف وصول المروحية التي أقلته). الخلاصة هي أن الانتقادات كانت مجرد احتجاج سلمي تجاه الرجل رقم واحد في الميلان، وكتب على لافتات كثيرة «نريد رئيسا». كما كانت هناك لافتات غاضبة كتب عليها «إنه عام لا يمكنك رؤيته، أن تعود إلى بيتك خالي الوفاض.

يا لها من شجاعة!»، وأخرى «أول صفقة يريدها الجمهور هي رئيس حاضر دائما»، و«إدارة لا تليق بالميلان». وأكثرها سخرية تمثل في «يا للدهشة، من يُرى؟!»، و«هل نحن في برنامج (المزاح جانبا) الكوميدي؟»، و«نحن على ما يرام هكذا..»، و«في مرة كنت تشتري باجيو والآن فقط إحدى لوحات كارافاجيو» و«لا يكفينا اللاعب اليوناني، اشتر دزيكو».

حضر إلى «ميلانيللو»، في هذا اليوم، ما يقرب من 2.500 مشجع، وصل الجانب الأكبر منهم منذ الظهيرة، ووزعت رابطة مشجعي الفريق منشورات تشرح طريقة تفكير أكثر الروابط التهابا، وهو بيان تظهر فيه «مساندة الفريق، معتبرا علامات تغير توجهات إدارة النادي إيجابية، حيث من المتفهم (تماما الموقف الاقتصادي العام)»، ويتفقون مع «اختيار أليغري لتدريب الفريق»، ويوضح أن «الانتقاد تجاه من لم يعد يحب النادي، ومشغول تماما بالتزامات بعيدة عن كرة القدم». والخاتمة حملت في طياتها نقدا نهائيا تقريبا: «بالنسبة إلينا فإن شيئا لم يتغير، وواصل غيابك غير المبرر».