اعترف روبرتو مانشيني، المدير الفني لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن الأسعار المرتفعة والاستثنائية التي يتوقع أن يدفعها ناديه لشراء اللاعبين بسبب ثرواته الضخمة تمثل مشكلة له وهو يحاول بناء فريق قادر على المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
وأصر المدرب الإيطالي على أن مبلغ الـ65 مليون جنيه إسترليني التي أنفقها النادي على شراء ديفيد سيلفا وجيروم بواتينغ ويايا توريه هذا الصيف تمثل قيمة جيدة على الرغم من الادعاءات، خاصة من السير أليكس فيرغسون، بأن أسعار اللاعبين - التي هي جزء صغير من ثروات النادي الكبيرة - قد تضخمت إلى حد العبثية.
لكن موقف مانشيني الحازم بأن مانشستر سيتي لن ينزلق في عقد صفقات لشراء ألكسندر كولاروف وماريو بالوتيللي وجيمس ميلنر يعد دليلا على أنه غير مستعد لأن يسمح لأحد بوضعه في موقف حرج، رغم ما يتوافر لديه من ثروة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان التي لا حدود لها، مشيرا إلى أنه لا يرضى بسياسة الابتزاز.
ويُعتقد أن نادي مانشستر سيتي يقترب من إنهاء صفقة قيمتها 17 مليون جنيه إسترليني لشراء لاعب صربيا الدولي كولاروف، الذي يلعب لفريق لاتسيو. وأكدت مصادر من داخل النادي أنه من المتوقع إتمام الصفقة قبل مغادرة مانشيني ولاعبيه لنيويورك هذا الأسبوع. لكن مدرب نادي مانشستر سيتي يعتقد أن السعر الذي وضعه ناديه القديم، إنتر ميلان، للمهاجم المثير للجدل الذي يبلغ من العمر 19 عاما بالوتيللي، يمثل عقبة أمام إتمام الصفقة. كما أن الصفقة المنتظرة منذ فترة بعيدة لشراء اللاعب ميلنر مهددة بسبب السعر الذي طلبه أستون فيلا، الذي يلعب ميلنر لصالحه.
وفي المؤتمر الصحافي الذي عقد لإعلان الانطلاق الرسمي لبطولة نيويورك الودية لكرة القدم قال مانشيني «عندما يعلن مانشستر سيتي عن رغبته في شراء لاعب ما، يزيد الطلب عليه من الأندية الأخرى. وهذا أمر غير جيد وغير صحيح. حتى الآن، فإن مانشستر سيتي هو النادي الذي يحرك السوق. لقد تعاقدنا بالفعل مع ثلاثة لاعبين. لكن الآن فإن نادي إنتر ميلان، على سبيل المثال، يطلب مبلغا كبيرا مقابل ماريو بالوتيللي، ونحن نود الانتظار. لدينا اهتمام ورغبة في ضم لاعبين جيدين مثل بالوتيللي وميلنر، لكن لا يزال أمامنا متسع من الوقت قبل أن تغلق السوق في أغسطس (آب). لدينا الكثير من الاختيارات المختلفة».
ويمكن قراءة ذلك بمثابة تحذير واضح بأن مانشستر سيتي على استعداد للبحث في أي مكان آخر إذا لم يتم تخفيض الضريبة المفروضة على كل من يريد شراءهم. لكن ما من شك في أن مانشيني حريص على تجديد تعارفه ببالوتيللي، على وجه الخصوص. ولدى هذا المهاجم، ذي المواهب الاستثنائية، عادة مؤسفة في إثارة الجدل تماثل قدرته على إثارة تصفيق الجماهير، وذلك بعد وصوله متأخرا لأول تدريب له تحت قيادة المدرب رافائيل بينيتز بعد اشتباكات كثيرة مع البرتغالي جوزيه مورينهو.
إلا أن بالوتيللي يستحق التعاطف، فهويته كإيطالي أسود جعلته هدفا دائما للعنصرية من المشجعين في مدرجات دوري الدرجة الأولى الإيطالي. لكن شخصيته ما زالت موضع تساؤل الكثير من الذين عملوا معه. فقد التقطت له صورة وهو يرتدي قميص إيه سي ميلان ويتشاجر مع ماركو ماتيرازي. كما أن بالوتيللي، الذي يأمل إنتر ميلان في الحصول على 33 مليون جنيه إسترليني من بيعه، لا يحظى بشعبية لدى الجماهير.
ونفى مانشيني كل المخاوف التي تتعلق بشأن اللاعب الذي يرغب في شرائه فيما يتعلق بالتوقيع لأندية بريطانية «لا أعتقد أن لديه مشكلات في شخصيته. عندما يكون الشخص صغيرا في السن فإنه يرتكب أخطاء. هذا صحيح بالنسبة لنا جميعا. أنا لا أظن أنه لاعب يصعب العمل معه. أعتقد أنه لاعب رائع».