أحزان الماضي تطارد هنري في رحلته الجديدة

التوقيع لنادي رد بولز صفقة كبيرة.. وفرصة التبشير بـ«محبوبة أوروبا» متاحة

TT

لا يزال تييري هنري إلى حد كبير جزءا من العالم القديم في العالم الجديد. قد يكون قد وصل إلى نيويورك في نهاية حياته المهنية لبدء مهمته في الترويج لمحبوبة أوروبا.. كرة القدم الحقيقية لا التي على الطريقة الأميركية، لكنه وهو في ما ينظر إليها الكثيرون على أنها أرض عذراء، ملائمة للمبشرين، لا يزال مرتبطا بماضيه. والتوقيع الأخير لنادي رد بولز في نيويورك يعد صفقة كبيرة للاعب آرسنال وبرشلونة والمنتخب الفرنسي السابق.

الشخصية الكئيبة التي ظهر بها هنري في الآونة الأخيرة، وخاصة بعد الخروج المخزي للمنتخب الفرنسي من المونديال، اختفت في آخر لقاءاته التي لا تعد ولا تحصى مع وسائل الإعلام والتي جرت الأسبوع الماضي. لقد غير هذه الشخصية إلى شخصية مبتسمة وأحيانا ضاحكة. ولكن في المقابل يشعر المرء أن الماضي ما زال يسيطر عليه فعند سؤاله بشأن أحد ولاءاته السابقة يرفض الإجابة ويهز رأسه في استياء. كما أن الإجابة على أحد الأسئلة التي تم طرحها باللغة الفرنسية بشأن رغبته في مواصلة اللعب لتخفيف حدة المشاعر الحزينة التي سيطرت عليه وعلى جميع اللاعبين في المنتخب القومي لبلاده بعد الخسارة الكارثية له في بطولة كأس العالم الماضية.

ورفض هنري الاستفسارات بشأن ما يأمل تحقيقه خارج الملعب في نيويورك، وكيف يأمل نشر أسلوب اللعب الجميل. وقال: «كل ما تستطيع فعله هو الفوز مع فريقك في الملعب. لا أريد تحقيق أي شيء خارج الملعب. يعد الفوز باللقب هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق التقدم في اللعب». وحتى إقراره بأنه استشار ديفيد بيكام بشأن انتقاله إلى الدوري الأميركي لكرة القدم كان مقتضبا. وقال: «لقد استشرت ديفيد، ولم يقل مطلقا أي شيء سيئ حول اللعب هنا».

وحيث إن هنري لن يتحدث بشأن مستقبله، أو في الحقيقة حاضره، فلم يكن هناك شيء لمناقشته سوى ماضيه. فعن ماضيه في آرسنال على سبيل المثال، يعتقد أن سيسك فابريغاس قد يجد من الصعوبة القيام بما كان يفعله. وعن تركه لآرسنال قال: «إنك لا تترك آرسنال في الحقيقة. من الصعب تفسير الرابطة التي تربطني بالمشجعين وكل فرد في النادي. ما أزال أشعر بقشعريرة عند الذهاب إلى هناك. ولدى سيسك رابطة مماثلة، وهذا هو المأزق الذي يعانيه. وكمشجع لا تريد للاعب أن يغادر، لكنك تستطيع أن تفهم أن أي إنسان يريد العودة إلى موطنه».

وحول إخفاق المنتخب الفرنسي بقيادة ريمون دومينيك في جنوب أفريقيا، قال هنري: «لا أعرف ما حدث». وقال: «في بعض الأحيان يكون هناك أشياء خارجة عن السيطرة، ولا تعرف السبب، وبصورة مفاجأة تعود إلى بلدك. لا أعرف السبب في أنني لم أشارك أساسيا في البطولة، ليس لدي أي تفسير». وهكذا يعيش هنري حياة جديدة في الولايات المتحدة الأميركية ولكن يبقى التساؤل هل تخلص بالفعل نجم آرسنال السابق من ماضيه الحزين.. هناك شك.