الكوري يون يجول العالم على دراجته داعيا إلى للسلام وتوحيد الكوريتين

جولته تكمل عامها العاشر وشملت حتى اليوم 188 بلدا حول العالم

يون.. على دراجته في شمال أوروبا
TT

أخذ رجل الأعمال الكوري الجنوبي أوكوان يون المبادرة من تلقاء نفسه وقرر القيام بجولة حول العالم على دراجته داعيا إلى السلام في شبه الجزيرة الكورية وفي العالم، وإلى توحيد الكوريتين.

يون، الذي حط رحاله مؤخرا في سلطنة عمان لا يعتبر نفسه مغامرا أو مبددا وقته وحياته من أجل قضية لم تفلح الدول الكبرى في حلها حتى اليوم، وعلى الرغم من مرور 9 سنوات على جولته حول العالم، ما زال مقتنعا بأن الطريق إلى السلام ليس مستحيلا.

وفي مسقط خلال لقاء مع «الشرق الأوسط»، قال يون: «لدي فلسفتي وآيديولوجيتي الخاصة. فجولتي حول العالم هي جزء من مهمة كبرى أطمح إلى تنفيذها من خلال الدعوة إلى السلام في شبه الجزيرة الكورية وخروج الشعب الكوري من الدوامة التي يعيش فيها. فالتعقيدات التي تسود المنطقة، بالإضافة إلى تدخلات الدول الكبرى من الصين واليابان إلى الولايات المتحدة وروسيا تجعل من السلام أمرا ليس من السهل تحقيقه على الإطلاق. كما أن الاتجاهات الحزبية والسياسية داخل الكوريتين تزيد الأمور تعقيدا».

جولة يون شملت حتى اليوم 188 دولة، وكان قد بدأها عام 2001، وهو يخطط لإنهائها أواخر هذا العام. ولقد قال شارحا: «نقطة الانطلاق كانت من سيول في كوريا الجنوبية، ومنها انتقلت إلى الصين ثم إلى دول مختلفة، منها إيران والهند وباكستان وتركيا ودول أوروبا. وسيلة الانتقال الأساسية هي الدراجة لكنني أضطر إلى استعمال العبّارات أحيانا أو الطائرة كما هي الحال للوصول إلى القارة الأميركية».

ولقد زار يون مختلف الدول العربية في جولته هذه، واضطر في كثير من الأحيان أن يمر في الدولة نفسها غير مرة، معتمدا نمطا متقشفا في رحلته، إذ يبيت في الأمكنة العامة أحيانا أو تقدم له بعض الهيئات أو الجمعيات المأوى والمأكل. وهو، مع ذلك، يرى أن الجولة تحمل الشيء الكثير من تدريب الروح على تحمل المصاعب والتأقلم في مختلف الظروف الحياتية والمناخية، كما توفر له فرصا كثيرة للتأمل والتواصل مع الناس على مختلف مشاربهم وأعراقهم وأديانهم، ولذلك يقول إنه يتعمد التوجه إلى الشوارع والساحات الرئيسية في كل بلد يزوره، حيث بإمكانه أن يلتقي الناس ويتواصل معهم، وخصوصا أنه يتكلم 9 لغات.

من ناحية أخرى، لا يحمل يون معه أي خريطة تدله على الطريق، بل يعتمد على السكان المحليين ليرشدوه في رحلته. ومع أنه جال على 188 بلدا حول العالم داعيا إلى السلام بين الكوريتين فإنه لم يستطع حتى الآن زيارة كوريا الشمالية.. وإن كان متفائلا بإمكانية دخول الأراضي الكورية الشمالية يوما ما.

على صعيد آخر، بعدما أنفق يون كل مدخراته خلال هذه الرحلة، فإنه بدأ التفكير فيما سيفعله في المرحلة المقبلة. وفي هذا الإطار يقول: «أفكر في نشر كتاب عن جولتي حول العالم، ولقد اتصل بي بالفعل عدد من دور النشر الكورية والعالمية أيضا. ومن ثم أود العودة إلى بلدي للعب دور سياسي ولكن من منطلق جديد وبطريقة مختلفة عن السائد حاليا. فالساسة عندنا يدلون بكم كبير من الأكاذيب، والحملات التي يطلقونها لا تجد طريقها للتنفيذ بل تصب في سياق الوعود الانتخابية لا أكثر. ثم إنني أجد أنه ليس هناك من قيم موجودة عند ساستنا ولا أريد أن يظل الناس يساقون مثل القطعان في كوريا أو غيرها من الدول الأخرى». وبينما يبدو يون مقتنعا بإمكانية تحقيق تغيير جذري في الحياة السياسية في بلاده، فإنه يحمل أيضا خططا أخرى منها أن يحاضر في الجامعات بكوريا. وأضاف: «لقد التقيت في الولايات المتحدة عددا من طلاب الجامعات الذين كانوا مهتمين بقصتي وعرضوا علي العمل معا في هذا المجال. من المؤكد أن لدي عددا من الخيارات التي ستحدد مسار حياتي مستقبلا، وأنا كنت وما زلت غير مهتم بكسر أي رقم قياسي أو بالحصول على جائزة أو أي شيء من هذا القبيل».

واختتم أوكوان يون، كلامه لـ«الشرق الأوسط» بالقول إن جولته حول العالم التي ستكمل عامها العاشر علمته دروسا قيمة كثيرة لم يكن ليدركها لو بقي يعيش في كوريا الجنوبية، فـ«اليوم معرفتي أكبر وأعمق مما كانت عليه، وأنا أصلّي باستمرار من أجل السلام.. فالحياة جميلة يجب أن نحياها بفرح وإيمان وامتنان للخالق الأكبر».