قرار المدرب يصطدم برأي الإدارة!

عادل عصام الدين

TT

كنت قد كتبت قبل فترة طويلة عن الهيكل الإداري في الأندية الأوروبية الذي يؤثر بدوره على صنع القرار من قبل الإدارة الفنية، وأشرت إلى وجود عدة تصنيفات من بينها أن هناك مدربا يملك القرار الفني داخل الملعب لكنه لا يملك صلاحيات واسعة في اختيار اللاعبين الجدد - أي لا يملك صلاحية كاملة في شراء عقود النجوم - وهناك من يملك صلاحية كاملة داخل الملعب وخارجه ويملك حرية البيع والشراء. ومن الطبيعي أن تختلف الحال في أنديتنا لأن للأندية السعودية وضعا يشوبه الغموض في غياب التخصص والخصخصة.

رضخ الاتحاديون مثلا لإرادة المدرب القوي مانويل جوزيه فيما يتعلق بالنجم محمد نور لأن صانع القرار اقتنع بالقرار، ورضخ الهلاليون لإرادة غيريتس فيما يتعلق بأكثر من نجم وفي عدة حالات من بينها النجم محمد الدعيع لأن الإدارة أرادت منح صلاحيات واسعة للمدرب. وبالأمس قرأت أن إدارة النصر رفضت طلب المدرب زينغا بالتخلص من فيغاروا.

ولا شك أن من الأفضل منح المدرب صلاحيات واسعة لأن منح المدرب صلاحيات أكبر من شأنه منحه مساحة من الحركة واتخاذ القرار فضلا عن سهولة المحاسبة فيما بعد.

ولو عدنا إلى تاريخ المدربين مع إدارات أنديتنا سنجد أن العلاقة تتأثر في كثير من الأحيان بمسألة الصلاحيات إلى درجة أن بعض الإدارات ترفض استمرار بعض المدربين بسبب الصلاحيات بغض النظر عن النتائج.

المشكلة المزمنة في الأندية السعودية تتمثل في التدخلات غير المبررة وما أكثر هذه التدخلات! إلى درجة أن بعض الإدارات تتدخل حتى داخل الملعب - أي تتدخل في من يلعب ومن لا يلعب - وهذا لا يحدث بكل تأكيد في الأندية الأوروبية التي تختلف فيما بينها في حالات «البيع والشراء» فقط، فهناك أندية أوروبية تمنح المدرب أو بالأصح المدير الفني كامل الصلاحيات من خلال تحديد ميزانية يتصرف من خلالها في التخلي عن بعض النجوم وشراء عقود نجوم آخرين.

في السنوات الأخيرة.. وفي ظل متابعة ما يحدث في الخارج تحسن الوضع بعض الشيء لا سيما عندما لاحت فرص الاستثمار وأدركت بعض الإدارات أن القرار لم يعد قرارها ما دام أن النادي لا يعتمد اعتمادا كليا على «جيب» رجل واحد إلا فيما ندر.

ولذلك كنت أطالب باستمرار بضرورة التعاقد مع المدرب قبل التعاقد مع اللاعبين من الخارج سواء كانوا من المحليين أو الأجانب لأن من شأن ذلك ضمان عدم وقوع أي خلاف بين المدرب والإدارة كما يحدث في حالات كثيرة في ملاعبنا.

عندما تضمن وجود نظام رياضي محدد ومعروف في الأندية الرياضية تضمن أدوارا محفوظة ومحددة، ومن بين ذلك التعامل مع هيكل إداري مع إدارة كرة القدم بحيث تحدد فيه صلاحيات المدرب بدقة.

[email protected]