مؤيد.. صغير وخائن!

عبد العزيز الغيامة

TT

مؤيد المولد.. ليس جنديا في الجيش أو رجل أمن.. ولكنه لاعب صغير.. سنون عمره لم تتجاوز الـ15 عاما.. يمارس لعبة التنس وصنف رسميا بحسب إمكاناته وقدراته الفنية رابعا على مستوى البلاد.. استدعي مؤخرا إلى صفوف المنتخب السعودي للناشئين للانضمام إلى معسكر في الدمام.. وحينما طلبه الجهاز الفني قام أحد الإداريين بمهاتفة والد مؤيد وقال له: اخترنا ابنك للمنتخب الوطني.. وإن لم يحضر إلى معسكر الدمام - كما نشر في صحيفة «المدينة» - فإن اللاعب سيعتبر خائنا لوطنه!

يا الله!.. ألهذه الدرجة بلغ بنا الحال؟!.. وهل يعقل - إن صح هذا الكلام - أن توجد عقليات إدارية في المنتخبات السعودية بهذا التفكير الضيق والتغييب للرأي الآخر؟!

لن أتحدث عن ترك هذا النجم الصغير وحيدا في فندق بالدمام ليغادر الإداريون بعدها مع الأخضر الناشئ إلى الصين لأنهم فقط لم يجدوا «حجزا» له في الطائرة المسافرة إلى بكين.. بيد أنني سأتحدث عن عقليات لا تزال حاضرة في إدارات أنديتنا ومنتخباتنا.

حتى هذه اللحظة لست أدري ماذا عن مفهوم الخيانة لدى هؤلاء.. أجزم أن مؤيد يعشق وطنه كما هو حال كل أقرانه من الصغار «سنا».. وأجزم أيضا أن المشكلة التي طرحت إعلاميا الخاصة بترك مؤيد المولد صاحب الخمسة عشر ربيعا في فندق بالدمام والرحيل عنه.. ليست في إداري منتخب الناشئين.. بل في من اختار هذا المسؤول ليمثل الاتحاد السعودي للتنس!

كيف يأمن الناس على أبنائهم ومثل هذه العقليات هي من تدير المنتخبات السعودية؟.. أمثال هؤلاء الإداريين منتشرون في كل مكان.. إن لم توافق على الانضمام للأخضر سيعتبرونك خائنا!

في كل البطولات الدولية نسمع كثيرا عن اعتذار كبار نجوم العالم لكن الصحافة والجماهير والأندية والمنتخبات لم تعتبر ذلك خيانة وطن!

في رأيي.. ما حدث مع مؤيد في حاجة إلى إخضاع هذا الإداري ومن معه إلى التحقيق والمساءلة من قبل اللجنة الأولمبية السعودية لكونها الجهة المسؤولة عن الرياضة المحلية وعن الاتحادات تحديدا.. والتأكد من صحة ما قاله والد اللاعب لوسائل الإعلام المحلية.. لا أعتقد أن والد اللاعب سيكذب أو يتجنى على هذا الإداري.. كما أنني أعتقد أن ضيق أفق بعض الإداريين المنتمين إلى بعض الأندية والمنتخبات السعودية يبدو حاضرا وفي كثير من المرات نسمع عن مثل هذه الأفكار التي تتجذر في عقولهم!

قرأت الحوار الخاص بمؤيد المولد لكنني لا أزال مستغربا من تجاهل هذا النجم الصغير وتركه في مكان والرحيل عنه بحجج واهية وتثير «الحنق» على مثل هؤلاء الإداريين.. فعلا مثل هؤلاء في حاجة إلى اختبارات في القياس والتقييم.. وليس الطلاب فقط!

[email protected]