عصر «بلاك بيري» قد يكون في طريقه للزوال

«آبل» و«آندرويد» تزيدان المنافسة اشتعالا

TT

يبدو أن شركة «ريسيرش إن موشن» تواجه مستقبلا قاتما. فقد حققت هذه الشركة، التي تصنع أجهزة «بلاك بيري» التي تحظى بالشعبية، نجاحا تقليديا في المبيعات نسبة إلى الشركات الأميركية، لكنها تصدعت، في حين قالت شركة «آبل» الأسبوع الماضي إن 80 في المائة من الشركات على قائمة «فورتشن 100»، التي تضم أفضل 100 شركة، تختبر أو تستخدم أجهزة «آي فون» التي تقدمها.

وعلى الجانب الآخر، يبدو أن أجهزة الهواتف التي تستخدم نظام التشغيل «آندرويد» الذي قدمته «غوغل» تحقق نجاحا هي الأخرى. ويعني ذلك أن شركة «ريسيرش إن موشن» تواجه مشكلات.

تشعر الشركات والمستهلكون بالسعادة عند استخدام أجهزة الهواتف الجوالة التي تقدم خدمات البريد الإلكتروني بصورة يمكن الاعتماد عليها وبصورة آمنة وسريعة. وتقوم منتجات شركة «ريسيرش إن موشن» بذلك بصورة جيدة للغاية.

ومع ذلك، في الفترة الراهنة تقوم أجهزة «آبل» والأجهزة التي تعمل بنظام «آندرويد» بمعالجة البريد الإلكتروني بصورة كافية، في حين أنها أيضا تقوم بأكثر من ذلك. فعلى سبيل المثال، يستطيع مستخدمو أجهزة «آي فون» تحميل تطبيقات أكثر 30 مرة من التطبيقات المتاحة لمستخدمي أجهزة «بلاك بيري»، وتعد هذه العملية أكثر سهولة للمستخدم.

وتعكس حصة شركة «ريسيرش إن موشن» من سوق الهواتف الذكية في أميركا هذا التحول، حيث انخفضت هذه الحصة إلى 41 في المائة خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة بـ55 في المائة العام الماضي، وفقا لمؤسسة «غارتنر». وارتفعت حصة كل من أجهزة «آي فون» والأجهزة التي تعمل بنظام «آندرويد» إلى 49 في المائة، مقارنة بنحو 23 في المائة خلال الفترة نفسها.

وفي الحقيقة، ترتفع مبيعات «ريسيرش إن موشن» في الأسواق الخارجية، مما يمكنها من المحافظة على حصتها في السوق العالمية للهواتف الذكية، لكن اتجاهات أجهزة الهواتف الجوالة تنبع في الأساس من الولايات المتحدة نظرا للأهمية المتنامية لبرمجيات الهواتف الذكية.

وعلاوة على ذلك، صاحب حملة «ريسيرش إن موشن» في الأسواق الخارجية انخفاض حاد في متوسط سعر هواتفها الجوالة. وفي حين يتم تسعير الهواتف بصورة مختلفة في الأسواق الخارجية، فإن فهناك شكوكا في أن الشركة تفقد قوة التسعير. وتشير مشكلات «نوكيا»، والانخفاض في سعر أسهمها، إلى أن الحجم المتزايد لا يهم إذا كانت الأسعار تنخفض بصورة سريعة للغاية.

وقد تبدو أسهم الشركة المصنعة لأجهزة «بلاك بيري» رخيصة. ومع ذلك فإن هيمنة «آبل» و«غوغل» على مجال التطبيقات يعني أنهما أصبحا بمثابة المعايير الواقعية في سوق الهواتف الذكية. وفي الغالب تعاني شركات التكنولوجيا التي خسرت مثل هذه المعارك من انخفاضات سريعة للغاية في الأرباح. ولا تزال هناك فرصة أمام شركة «ريسيرش إن موشن»؛ ففي الخريف المقبل، من المقرر أنها ستقدم نظام تشغيل جديدا قد يساعدها على دخول المعركة مجددا. لكن الوقت ليس كافيا.

* خدمة «نيويورك تايمز»