نتنياهو يقوم بزيارة مفاجئة وخاطفة للأردن ويبحث مع عبد الله الثاني مستجدات المفاوضات

عمان تشهد حراكا سياسيا.. العاهل الأردني وأبو مازن يلتقيان موراتينوس.. وعباس يجتمع مع حواتمة

الملك عبد الله الثاني خلال اجتماعه مع نتنياهو في عمان امس (ا ف ب)
TT

شهدت العاصمة الأردنية، أمس، حراكا سياسيا تركز حول كيفية استئناف المفاوضات المباشرة. فقد قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة غير معلنة وخاطفة إلى عمان اجتمع خلالها مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وبحث معه كيفية تحقيق تقدم في الجهود المبذولة لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وفي سياق إقليمي شامل يضمن الأمن والاستقرار لجميع دول المنطقة وشعوبها.

وقال بيان للديوان الملكي الأردني إن الملك عبد الله الثاني بحث مع نتنياهو، الذي غادر الأردن فور الانتهاء من الاجتماع، التحركات المستهدفة دفع الجهود السلمية إلى الأمام، وإيجاد البيئة الكفيلة بانطلاق مفاوضات مباشرة وجادة وفاعلة تعالج جميع قضايا الوضع النهائي، وفق قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات التي تضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة على التراب الوطني الفلسطيني.

وأكد الملك عبد الله الثاني خلال اللقاء أن السلام الشامل الذي يضمن حقوق جميع الأطراف هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مما يستدعي تكاتف جميع الجهود ووقف كل الإجراءات الأحادية التي تعوق الوصول إلى حل الدولتين. وأشار إلى ضرورة استغلال الفرصة المتاحة لتحقيق السلام، الذي يشكل مصلحة استراتيجية لجميع الأطراف، ومطلبا للمجتمع الدولي.

يشار إلى أن آخر لقاء جمع العاهل الأردني مع نتنياهو كان في 24 مايو (أيار) العام الماضي.

وشمل الحراك السياسي مباحثات العاهل الأردني مع وزير خارجية إسبانيا ميغيل موراتينوس التي تركزت على بيان الاتحاد الأوروبي حول عملية السلام، بالإضافة إلى آخر المستجدات السياسية الخاصة بالقضية الفلسطينية.

وكان العاهل الأردني قد اجتمع، أول من أمس، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، الذي استقبل بدوره في مقر إقامة السفير الفلسطيني موراتينوس وبحث معه آخر مستجدات القضية الفلسطينية.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، إن البيان الصادر عن الاتحاد الأوروبي يشكل مرجعية لمباحثات السلام المباشرة معربا عن تقدير السلطة الفلسطينية للبيان.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع موراتينوس عقب الاجتماع أن «الموضوع ليس أن نذهب إلى مباحثات مباشرة أو لا نذهب، بل في مضمون المفاوضات.. نحن نسعى إلى مرجعية تؤدي إلى حل الدولتين على حدود عام 1967 مع إمكانية تبادل الأراضي ووقف كامل للاستيطان بما فيه في القدس الشرقية»، واستطرد قائلا إنها التزامات دولية على إسرائيل. وأضاف أن الفلسطينيين لا يضعون شروطا على أحد «فنحن شعب تحت الاحتلال في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة».

وأكد عريقات أن مفتاح المفاوضات المباشرة في يد نتنياهو «وعليه أن يختار بين الاستيطان أو السلام».

وردا على سؤال حول الضمانات المطلوبة للانتقال إلى مفاوضات مباشرة قال عريقات إن السياسة ليست ضمانات بل منظومة مصالح والخيار الفلسطيني هو السلام «وخيارنا هو أن يدرك العالم أن مفتاح المباحثات المباشرة في يد نتنياهو الذي توصد إجراءاته من استيطان وقتل واعتقال وهدم الباب أمام هذه المباحثات».

واعتبر موراتينوس بيان الاتحاد الأوروبي الذي صدر في بروكسل، أمس، مرجعية أوروبية للمفاوضات. وقال إن على جميع الأطراف والمجتمع الدولي أن يشجعوا هذه المرجعيات التي ستؤدي إلى نتائج إيجابية للمفاوضات. وأكد موراتينوس أن بلاده تدعم الفلسطينيين وستحاول إن عاجلا أم آجلا إيجاد طريقة للدخول في مفاوضات مباشرة.

والتقى أبو مازن الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، نايف حواتمة، الذي يزور الأردن حاليا، وبحث معه تطورات الوضع الفلسطيني والمفاوضات. وقال حواتمة، في بيان صحافي، إن أبو مازن عرض مشاكل وتداعيات المفاوضات غير المباشرة ووصولها إلى طريق مسدود، ونتائج زيارة المبعوث الأميركي الأخيرة، مشيرا إلى أن أبو مازن حمل نتنياهو مسؤولية فشل المفاوضات غير المباشرة، برفضه إعطاء الإدارة الأميركية أي أجوبة على معادلة الحدود والأمن التي كانت على رأس المفاوضات غير المباشرة.