مصادر لـ«الشرق الأوسط»: الحوثيون يحتجزون 200 جندي و200 مسلح قبلي ويستولون على دبابتين

اليمن: مقتل 4 جنود وجرح 6 في كمين بلحج.. والسلطات تتهم «عناصر تخريبية»

TT

أعلنت السلطات اليمنية، أمس، مقتل 4 من جنودها في كمين نصبه مسلحون مجهولون، وذلك في إطار مسلسل الهجمات التي تستهدف الجنود ورجال الأمن في بعض المحافظات الجنوبية، هذا في الوقت الذي قالت فيه مصادر عسكرية يمنية إن عدد الجنود الذين أسرهم الحوثيون تجاوز الـ200 شخص، وعلمت «الشرق الأوسط» أن الحوثيين يحتجزون ضعف هذا العدد.

وقال مصدر أمني يمني إن 4 جنود قتلوا وجرح 6 آخرون في «كمين غادر وجبان، نصبته عناصر تخريبية خارجة على النظام والقانون في منطقة حلية بمديرية ردفان في محافظة لحج»، فجر أول من أمس، وأضاف المصدر أن الكمين استهدف دورية «أثناء تأديتها لواجبها في الحفاظ على الأمن في الطريق العام الذي يربط عدن بصنعاء»، وأن بعض الجنود الجرحى إصاباتهم بالغة.

واتهم خالد عبد الله مطلق، مدير عام مديرية حالمين (ردفان) التي شهدت الحادث، من سماها بـ«العناصر التخريبية»، بالوقوف وراء الحادث، ونقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، قوله إن تلك العناصر «مطلوبة أمنيا لارتكابها جرائم قتل وتقطع ذهب ضحيتها العديد من الأبرياء»، وإن «جرائم» تلك العناصر، طالت، أيضا، مشاريع «الخدمات العامة، وكان آخرها قطع خطوط الاتصالات الهاتفية».

وكان مسلحون مجهولون، في ذات المحافظة (لحج)، حاولوا، أمس، اغتيال العقيد عبده الحاشدي، نائب مدير جهاز الأمن السياسي في المحافظة، الذي أصيب بثلاث رصاصات في صدره وكتفه ونقل على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، ونصب المسلحون كمينا للمسؤول الأمني في طريق عام، قبل أن يلوذوا بالفرار، غير أن أجهزة الأمن تمكنت من اعتقال أحدهم. وتعد محافظات: لحج، الضالع، أبين وشبوة، من أكثر المحافظات اليمنية الجنوبية السبع، التي تشهد أوضاعا أمنية متدهورة، فقد استهدف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، خلال الآونة الأخيرة، في هذه المحافظات مباني أمنية ورجال شرطة وضباط مخابرات، غير أن السلطات اتهمت «العناصر التخريبية»، في إشارة إلى «الحراك الجنوبي» الذي تتهمه بارتكاب أعمال «العنف والفوضى» و«التقطع وأعمال التخريب»، في حين ينفي قادته هذه الاتهامات ويقولون إن نضالهم سلمي.

في هذه الأثناء، شيعت في صنعاء، أمس، جثامين 6 من الجنود الذين قتلوا، الخميس الماضي، في كمين على يد مسلحين من تنظيم القاعدة، في محافظة شبوة، في حين ما زالت جثامين الـ6 الآخرين الذين قتلوا بطريقة مماثلة تنتظر إجراءات الدفن.

من جهته كشف العميد الركن محمد الجماعي، قائد محور عتق بمحافظة شبوة، المزيد من التفاصيل التي تتعقل بالهجوم الذي نفذته «القاعدة» على دورية أمنية بالمحافظة، وقال إن الهجوم الذي نفذته «العناصر الإرهابية»، أول من أمس، في منطقة العقلة، مديرية عرمة، لم يكن «في منطقة نفطية، وإنما على نقطة عسكرية مكلفة بتأمين الخط بين منطقتي العقلة وصافر»، وإن «العناصر الإرهابية قدمت على 3 سيارات وهاجمت النقطة العسكرية التي تقع على تل رملي، بثلاث قنابل انفجرت واحدة، فيما لم تنفجر اثنتان وتبادلوا إطلاق النار مع الجنود الذين استشهد منهم خمسة فيما بقي الجندي السادس جريحا». ونقل موقع «سبتمبر نت» التابع لوزارة الدفاع اليمنية عن الجماعي قوله إن تلك العناصر «حاولت سحب جثة أحدهم، إلا أن الجندي الجريح أردى أحد الإرهابيين قتيلا وجرح آخر، ثم لاذت تلك العناصر بالفرار فيما زحف الجندي الجريح إلى التل الرملي، قبل أن تعود تلك العناصر لسحب الجثتين وتمكن الجندي من قتل العنصر الثالث وأصاب العديد منهم عندما هموا بالمغادرة على متن سيارة هيلوكس بعد سحب جثث قتلاهم». وأشار إلى أن الجندي الجريح «استشهد بعد إسعافه إلى المستشفى»، وإلى أن «المعلومات الأولية تشير إلى أن تلك العناصر الإرهابية فرت باتجاه محافظة أبين ودفنت جثث قتلاها في أبين، بينهم القيادي البارز في تنظيم القاعدة الذي يدعى (زايد أحمد عوض الدغاري) والذي يعد أحد القيادات الميدانية والقتالية الكبيرة لتنظيم القاعدة في محافظة شبوة».

على صعيد آخر، رجحت مصادر عسكرية يمنية أن يكون عدد الجنود الذين أسرهم الحوثيون خلال المواجهات التي دارت الأيام القليلة الماضية، في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، بشمال صنعاء، ارتفع إلى أكثر من 200 جندي.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن عدد الأسرى لدى الحوثيين بلغ أكثر من 400 شخص، هم 200 جندي و200 من رجال قبائل النائب البرلماني صغير بن عزيز، الذي نقل، أول من أمس، بمروحية إلى جهة غير معلومة، وأضافت المصادر مؤكدة مقتل قرابة 200 من المسلحين الحوثيين في المواجهات، وقرابة 50 مسلحا من رجال القبائل دون أن تتوفر معلومات عن الخسائر البشرية للجيش، في وقت أكدت مصادر مطلعة استيلاء الحوثيين على دبابتين للجيش وسحبهما إلى مناطق غير معروفة، حتى اللحظة.

وفي الوقت الذي عاد الهدوء إلى المنطقة، فإن المعلومات تفيد باستمرار التوتر وتتوقع اندلاع مواجهات جديدة في أي لحظة، خاصة أن الحوثيين ما زالوا يحاصرون موقعين عسكريين في حرف سفيان، هما اللبداء وجبل مرشد، وتحدث شهود عيان في المنطقة عن قيام قوات الأمن المركزي التابعة لوزارة الداخلية اليمنية بالانسحاب من بعض مديريات محافظة صعدة، منها شدا ورازح، وسط مخاوف السكان وتكهنات باندلاع حرب سابعة مع الجيش اليمني، لأن «الخطوة غير مبررة».

وفي حين ما زال طريق صنعاء - صعدة مقطوعا من قبل الحوثيين، في بعض المناطق، وفي أخرى من قبل قبائل محلية موالية للحكومة، جرى، أمس، انتشال 17 جثة لمسلحين حوثيين من جوار منزل النائب بن عزيز الذي شهد محيطه معارك طاحنة، أثناء محاولة قتله أو اعتقاله من قبل الحوثيين، قبل أن يقوم الحوثيون وعلى أثر مغادرته المنطقة بتفجير المنزل، بعد إخراج والده المسن من داخله. ورفض النائب بن عزيز شرط الحوثيين بالنفي إلى العاصمة صنعاء، مقابل توقيع اتفاقية توقف المواجهات، وهو الأمر الذي أدى إلى تجدد الاشتباكات، قبل أن تحسم، حاليا على الأقل، لصالح الحوثيين.