أوقفوا هذا العبث

مساعد العصيمي

TT

لم أكن أرغب في أن أخوض بمثل هذا الموضوع.. لكن بلغ السيل الزبى.. لا سيما أن عملا جبارا يهدر وثقافة تنتهك.. أما من يفعل ذلك فبكل أسف هم المعلقون.. حيث بات الأمر «خبط عشواء»، لا تعلم الميكرفون بيد من؟ ولا تدرك من يدعم من؟

مدح ممجوج.. بل من غثائه أن جعل المشاهدين في حال التقزز.. مبالغة في وصف الأحداث.. حتى تكاد تعتقد أن من تسمع عنه لا مثيل أو ند له.. أفضل قناة.. أفضل مشرف.. أفضل مدير.. أفضل مساعد مدير.. أفضل.. أفضل!.. وبعد، وهي جديدة، أفضل رئيس نادي.. بل العلامة الفارقة في تاريخ النادي! ناهيك عما يذهب إلى المجاملات التي أقل ما يقال عنها إنها سمجة تجاه المسؤولين الآخرين وحتى اللاعبين والمعتزلين، وكأن مثل ذلك ثقافة قد جبلنا عليها.. وعلينا تقبلها رغم رفضنا الداخلي لها.

حقيقة لقد سئمنا ذلك.. وأعتقد أن المسؤولين عن القناة سئموا ذلك أيضا وأجزم أنهم يرفضونه.. فليس هناك من يقبل أن تذهب به صيغ المبالغة إلى الحد الذي يثير النفور.. وشخصيا علمت ذلك ووقفت عليه من أصحاب الشأن في القناة الرياضية السعودية، سواء المشرف العام أو المدير.. وأدرك تماما حرصهما وبحثهما عن الأفضل، دون بحث عن الثناء.

أقول هنا، إن سألتني كمحايد وقريب من عملها، أشدد على أنها تسير في الطريق السليم، وإن توجهاتها ترمي إلى الأفضل.. وهناك عمل.. وهناك توسع.. وهناك منشآت وكوادر جديدة ستعينها على التفوق.. لكنها لا تحتاج تلك المبالغات الموغلة في الثناء.. ولا تلك الأوصاف التي جعلت من الباحث عن الأفضل «سوبرمان».. ومن المتطلع المخترع المبدع.. لكن من خلال صراخ المعلقين الذين لم يتركوا صغيرة ولا كبيرة فيها إلا وجعلوا منها الأنموذج، فأحسب أن ذلك يسيء للقناة أكثر مما ينفعها.

في بطولة نخبة أبها وفي كثير منافسات قبلها.. لم يكن المعلقون قادرين على مواكبة المنطق.. بل إنهم أكثروا من تفسير أشياء لا تفسر.. وأضعفوا واجبات كان من الجدير أن تتم.. وتجاوزوا عملا، تنفيذه هو المطلوب.. والتخلي عنه هو الخلل.

لكن ما باليد حيلة ونحن نسمع من الكلام حتى من ذلك الذي يثير سخرية الآخرين تجاهنا.. فحين تنتمي لقناة فمن الصفاقة أن تحاول خلال كل مقطع تعليقي تمجيدها والثناء على القائمين عليها بتلك الطريقة التي تحدثنا عنها..

أؤكد هنا أن القناة الرياضية السعودية متطورة، ومتطلعة للأمام، وتحتاج إلى من يسندها ممن ينتمون لها سواء كانوا معلقين أو فنيين أو غيرهم، بالعمل المتقن، وتطوير الذات.. وأحسب أن هذا ما يريده المسؤولون عنها ويسعدون به.

وبعد، فثمة كلمة أخيرة فما يحز في النفس.. أن أولئك المعلقين الذين نعنيهم من الأصوات الجيدة القادرة على المواكبة الفاعلة.. لكن يحتاجون إلى التوجيه والتعليم.. لأن المقام ليس قصيدة مدح.. أو خطبة فخر.. بل هو وصف لما هو أمامك.. والله المستعان.

[email protected]