نصيحة: اتركوا بيسيرو!

هيا الغامدي

TT

مع بداية كل معسكر للمنتخب تعود للظهور مجددا أسطوانة جدلية اختيار الأسماء الممثلة التي أصبحت من التقليدية بدرجة لا تحتمل، فأنا من الذين لا يحبذون الخوض في نقاشات آلية اختيار الأسماء للمنتخب لسبب بسيط جدا كون المسؤول اعتباريا ورسميا ويفترض به شعبيا كذلك بيسيرو ولا أعتقد أنه كان قد أعلن عن رغبته حصد الآراء والتوقعات أو طالب الرأي العام الرياضي بالنصح والمشورة في كيفية اختياره للأسماء وإلا لما كان هناك داع لوجوده أصلا!

فبالنظر للتشكيلة التي ضمت قائمة بـ32 لاعبا اتفق البعض على أن ذلك اتجاه سلبي من بيسيرو نفسه فمن الحكمة والإقناع اختيار 18 – 22 أو هكذا يرى النقاد والخبراء، في حين أن لدى المدرب استراتيجيته ورؤاه الفنية من وراء تشكيلة كهذه..!؟

لكن هل يجب أن يصرح المدرب للإعلام بكل شاردة وواردة خاصة بالمسائل التي تتطلب الإعداد الدقيق؟! لست هنا بالمدافع عنه أو عن الاتحاد السعودي الذي نصبه وأعطاه مطلق الأهلية والثقة لتولي زمام الأمور مجددا!

لكن من غير المعقول ما يحدث حاليا وأيضا في مسألة الهجوم عليه بخصوص اختيار 9 لاعبين من الهلال كأكثرية مطلقة، وبصراحة لا أرى عيبا في اتجاه كهذا وحتى لو أكثر على اعتبار مكانة الهلال بين فرق دوري زين وحضوره القوي في باقي المنافسات المحلية والخارجية وأهمها دوري أبطال آسيا الذي يسير فيه الأزرق بخطى واثقة ثابتة وإيجابية وهي المستويات التي شهد بها القاصي قبل الداني فَلِم التذمر إذن؟!!

فمن الطبيعي أن أجواء احترافية كهذه في ظل وجود مدرب قدير ومطلب للجميع وإدارة على درجة عالية من الوعي والخبرة والطموح ولاعبين مميزين كانوا قد استفادوا من أجواء الانضباط التي فرضها مدربهم أصبحوا مطمعا لاصطياد الفرق الوطنية بمستوياتها السنية المختلفة، ولِمَ نذهب بعيدا فـ«دل بوسكي» سبق وأن اتجه لذات الاتجاه فتشكيلته ضمت أكثرية مطلقة من العناصر التي توجد في نادي برشلونة الإسباني ومع ذلك لم يجد من يعارضه أو يهاجمه أو ينتقده بمحاباة البرشا!؟! وانظروا إلى النتائج التي حققها الماتادور على مستوى العالم في المونديال الأخير؟؟!

فسياسة ترك الشؤون الفنية «لراعيها» المخول رسميا فنيا واعتباريا مسألة عقلانية لا يجيدها السعوديون بصراحة وهذا سبب تأخرنا وتخلفنا عن البقية ككرة قدم، فهناك ما يقارب عدد سكان الوطن مدربون وخبراء فنيون مختصون بالتدخل في عمــــــــل المدرب الذي يفتـــــــرض به أن يعمل في بيئة صحيـــــــــة بعيدا عن التدخلات والتوصيات من أي كان!! أين نحن من ذهنيـــــــة كهذه خاصـــــــة في ظل تدني مستويات القبــــــــول الشـــــعبي والإعلامي لبيسيرو الذي يذكرني كثيرا بحال «دومينيك» مدرب فرنسا في الآونة الأخــــــــيرة وبالتالي رأينا ما قـــــــد حدث وانعكس على المنتخب الوطني الذي كان بطلا للعالم ثم هوى، نصيحة اتركوه يعمل والحساب ليوم الحساب!!

[email protected]