الإهمال في مخيم النازحين ومستشفى صامطة يودي بحياة شاب في جازان

سقط عليه جدار في المخيم وأصيب بتسمم في المستشفى

TT

في الثامن من نوفمبر «تشرين الثاني» الماضي خرج من قريته «أم العكاش» في محافظة الحرث نازحا، وذلك بعد المواجهات العسكرية مع متسللين تابعين لحركة التمرد الحوثي. وفي العاشر من يوليو «تموز» أصيب بكسور بعد انهيار جدار في مخيم إيواء النازحين بأحد المسارحة، إثر سقوط أمطار وتم نقله حينها إلى مستشفى صامطة العام في محافظة صامطة.

وفي الثاني من أغسطس «آب» الحالي فارق الحياة، إثر تسمم جرثومي ناتج عن إهمال طبي أودى بحياته، وعاد إلى قريته التي نزح عنها جثة محمولة ليشيع إلى مثواه الأخير.

هكذا تسارعت حياة الشاب شايع علي مجرشي، الذي وافته المنية مساء الاثنين الماضي، وشيع جثمانه أمس (الأربعاء) لينضم إلى قافلة ضحايا الأخطاء الطبية، وطبقا لمعلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» من أقارب المتوفى وإفادات لتقارير طبية ومصادر عاملة في المستشفى، فإن الوفاة كانت ناجمة عن إهمال طبي في تعقيم الجروح التي أصيب بها المتوفى قبل ثلاثة أسابيع.

وفي تفاصيل الوفاة، فقد حدثت - طبقا لتقرير طبي - بعد توقف للقلب ناتج عن تسمم جرثومي في الدم كان نتيجة لالتهاب وتسمم جرح، أصيب به في المنطقة السفلية من جسمه. وطبقا لأقارب المتوفى فإن الجرح لم يتم اكتشافه إلا في مرحلة متأخرة بعد انتشار الالتهاب، ولم يتم تعقيمه بالشكل المطلوب.

«الشرق الأوسط» اتصلت بعدد من المسؤولين في المستشفى والشؤون الصحية في جازان للتعليق حول الحادث. وقد امتنع يحيى مذكور، نائب مدير مستشفى صامطة العام عن التعليق، طالبا التواصل مع إدارة الإعلام الصحي في صحة جازان. أما الدكتور محسن طبيقي، مدير الشؤون الصحية في جازان، فقد طلب إرسال بريد إلكتروني بتفاصيل الحادث، ولم تتلق «الشرق الأوسط» ردا إلى حينه. بينما قال حسين معشي، المتحدث الإعلامي في صحة جازان: «إنه في حال تقدم أهالي المتوفى بشكوى ضد المستشفى الذي حدثت فيه الوفاة، فسيتم فتح باب التحقيق في الحالة من قبل لجنة المخالفات في إدارة الشؤون الصحية»، منبها بوجود فرق بين الحالات التي يثبت فيها حدوث خطأ طبي، وتلك التي تحصل نتيجة مضاعفات، حيث تعد الأخيرة حالة واردة في كل المستشفيات حول العالم.

وكان المتوفى قد أصيب بكسر في منطقة الحوض وجروح، في العاشر من يوليو الماضي، بعد أن انهار جدار في مخيم إيواء النازحين بأحد المسارحة، يقع قريبا من خيمته وذلك إثر سقوط أمطار. وقال أهل المتوفى وشهود عيان: «إن سوء البنية التحتية للمخيم كان السبب في انهيار الجدار، خاصة أن الأمطار التي هطلت لم تكن شديدة حينها».

«الشرق الأوسط» تواصلت مع النقيب يحيى القحطاني من الدفاع المدني الذي يشرف على مخيم الإيواء للتعليق حول الحادث، حيث ذكر أن تجهيز وبناء المخيم لا يقع تحت مسؤولية إدارته التي تتولى إدارة أمور النازحين داخل المخيم وإن أمر تجهيزه وبنائه عائد إلى وزارة المالية التي أشرفت على تنفيذ المشروع الذي تم تجهيزه بصورة عاجلة لاحتواء النازحين الذين تركوا قراهم في محافظة الحرث في نوفمبر من العام الماضي.

ووفقا لتقديرات غير رسمية، يبلغ عدد الحالات التي يشك في حدوثها بسبب الأخطاء الطبية 2500 حالة سنويا في السعودية. بينما تذكر وزارة الصحة أن مجموع القرارات الخاصة بإدانة الأخطاء الطبية وصل إلى 670 حالة في 2009، وبلغ عدد القرارات الصادر بها إدانة للحق الخاص 51، وبالحق العام 130، من خلال 18 هيئة صحية شرعية.

أما تحقيقات وزارة الصحة فقد كشفت عن وفاة 129 شخصا نتيجة الأخطاء الطبية خلال عام واحد.