نجران: غياب جهة حكومية مسؤولة عن منح تصاريح إقامة نوادٍ رياضية نسائية.. يدفع بمستثمرين لإقامتها «سرا»

مستثمر شاب حصل على قرض من « باب رزق جميل» لإقامة المشروع ولم يعثر على جهة تمنحه التصريح

TT

دفع غياب جهة مختصة بالترخيص لإقامة نواد رياضية نسائية في السعودية، بمستثمرين ومستثمرات إلى إقامة نواد بشكل عشوائي وسري داخل الأحياء والمشاغل دون الحصول على تراخيص.

ويأتي ذلك في وقت تبرأت وزارة الصحة ورعاية الشباب ومؤخرا وزارة التجارة من مسؤولية منح هذه التراخيص، وهو ما جعل المستثمرين يدورون في حلقة مفرغة للبحث عن الجهة المسؤولة.

وفي وقت اتجهت الأصابع إلى وزارة الصحة وأنها الجهة المخولة بمنح هذه التراخيص، أكد لـ«الشرق الأوسط» خالد مرغلاني، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، «أن التصريح بإقامة ناد رياضي نسائي أو ناد صحي نسائي لا يقع ضمن اختصاصات وزارة الصحة».

وأضاف «الوزارة ليست جهة الاختصاص في منح هذه التصاريح ولا يوجد لوزارة الصحة نظام أو أي سلطة إشرافية أو فنية أو إدارية على هذه الأندية».

والحال نفسه، ينطبق على رعاية الشباب، فقد أكد خالد عسيري، مدير مكتب رعاية الشباب بنجران، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه «أحالت إلينا إمارة المنطقة معاملة مواطن بخصوص افتتاح ناد رياضي، وبدورنا رفعنا إلى الرئيس العام لرعاية الشباب وجاءنا الرد بأنه لم يتم الترخيص لأي ناد آخر بالسعودية».

وبينما تتجه الكرة إلى ملعب وزارة التجارة باعتبارها المسؤول الأول عن منح التراخيص لأي مشروع تجاري، يرد هنا صالح مصلح آل عباس، مدير فرع وزارة التجارة في نجران بقوله: «إن دور وزارة التجارة هو إعطاء سجل تجاري للنشاط ويأتي ذلك بعد إحضار الموافقة المسبقة من الجهة المختصة ذات العلاقة».

ويضيف «تقدم شخص واحد للحصول على سجل تجاري لممارسة نشاط ناد رياضي نسائي، وطلبنا منه موافقة رعاية الشباب أو وزارة الصحة».

يشار إلى أنه تقدم في وقت سابق عدد من رجال الأعمال في نجران بطلب افتتاح ناد رياضي نسائي إلا أن جميع الإدارات الحكومية تنصلت من مسؤولية السماح بإقامتها بحجة عدم الاختصاص، مما أدى إلى ظهور عدد من الأندية الرياضية النسائية المخالفة داخل المشاغل بالسر، وهو ما يؤكده لـ«الشرق الأوسط» منصور مردف، رجل أعمال حاول افتتاح ناد رياضي نسائي إلا أنه لم يجد جهة تمنحه التصريح، بأنه شاهد أندية رياضية نسائية في مناطق المملكة الأخرى ولفت نظره الإقبال عليها من سيدات المجتمع، وعاد إلى نجران وتقدم بطلب قرض من باب رزق جميل اللذين باركوا الفكرة وأعطوه قرضا قيمته 120 ألف ريال وبدأ باستئجار محل وقام بشراء الأجهزة وتأثيث النادي واستقطاب مدربات تحت إدارة وإشراف طاقم نسائي وحارسات أمن على طريق الملك عبد العزيز، وكان ينتظر الحصول على رخصة ليتمكن من العمل بشكل نظامي وليس بشكل مخالف أو سري.

ويؤكد ذلك لـ«الشرق الأوسط» دهيمان القحص، وهو رجل أعمال، بقوله: «نظرا لوجود مريضات ومصابات بكسور بحاجة ماسة للعلاج الطبيعي نزولا عند مطالب الكثير بإقامة نادٍ رياضي نسائي، حاولت جاهدا أن ألبي لهن مكانا مهيأ لذلك وخصصت موقعا مغلقا داخل المجمع وتحت إشراف نسائي وبدأت في تجهيزه، وفي الوقت نفسه بدأت العمل على إصدار الرخص». وأضاف: «راجعت جميع الإدارات الحكومية ولم أتمكن من ذلك، فاضطررت إلى إلغاء الفكرة نهائيا على الرغم من الخسائر التي منيت بها».