الجمعية الفلكية بجدة: تأثير ارتفاع درجات الحرارة على الكرة الأرضية «تضخيم إعلامي»

سببه الانفجارات الشمسية المعتادة

TT

وصف خبير فلكي الحديث عن تأثيرات حرارة الشمس هذا الصيف على الأرض بـ«التضخيم الإعلامي» الذي لا يستند إلى خلفية علمية صحيحة، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن انطلاق حرارة الشمس الساخنة تجاه الأرض لا يؤثر على الحياة البشرية والحيوانية والبيئية.

وبين رئيس الجمعية الفلكية في جدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن «ارتفاع الحرارة في الأرض ما هو إلا بسبب الانفجارات الشمسية، ودورة نشاط شمسي متوسطها 11 عاما، وهو أمر راتب يحدث على الدوام، وإن كان هناك تفاوت في شدته وقوته»، مؤكدا أن الانفجارات الشمسية تحدث غالبا في اتجاه الأرض بشكل غير مباشر، ولكن في أحيان أخرى يكون الانفجار في اتجاه الأرض مباشرة كما حدث مع انفجار 20 شعبان الحالي.

وذكر أنه مهما بلغت قوة الانفجارات الشمسية، فلا يمكن لها أن تنتج انفجارا يعمل على إبادة الحياة البشرية، لا سيما أن الكرة الأرضية بكاملها كانت في مواجهة ذلك الانفجار الشمسي، مصنفا ذلك الانفجار بـ«س3»، تسونامي شمسي، وهي توهجات شمسية مختلفة انطلقت من على سطح الشمس ككتلة ضخمة من الهالة الشمسية، وأنفجارات راديوية وقذف كتل إهليجية، مشيرا إلى أن هناك أجزاء من الشمس كانت قد ارتفعت حرارتها وأجزاء أخرى كانت قد انخفضت، وذلك طبقا للبيانات التي أصدرتها وكالة «ناسا».

وأوضح أبو زاهرة أن «الأخبار المتناقلة، التي حملت في فحواها إيحاءات بأن هناك خطرا قادما على سكان الكرة الأرضية وأن هناك تهديدا لسلامة الحياة التي نعيشها، ليس لها أساس من الصحة»، مؤكدا أنه بحلول أمس الأربعاء «يكون قد مضى أربعة أيام على حدوث الانفجار الشمسي ولم نشاهد أي دمار أو خراب».

وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن ما حصل في 22 شعبان كان عاصفة جيومغناطيسية فوق أوروبا تسببت في حدوث واحدة من الظواهر الفلكية التي تعرف باسم «الشفق القطبي» التي ربما تستمر لبعض الوقت مع وصول مزيد من الكتل الإهليجية المقذوفة من الشمس.

يأتي ذلك في وقت أشار فيه بيان صادر من الجمعية الفلكية بجدة إلى أن بداية وصول الكتلة الإهليجية المقذوفة من الشمس كانت في نحو الساعة 8:40 مساء (بتوقيت مكة المكرمة) وضربت المجال المغناطيسي للكرة الأرضية، وهذا المجال يعتبر واحدة من وسائل الدفاع التي تستخدمها الكرة الأرضية لحماية نفسها من الأخطار الكونية.

وتابع البيان أنه و«عند اصطدام تلك الجزيئات بالمجال المغناطيسي للأرض تسببت في حدوث عاصفة جيومغناطيسية معتدلة، ولم يتعد أثر ذلك الانفجار حتى الآن مجرد حدوث ظاهرة الشفق لدينا».

وهنا علق المهندس أبو زاهرة أن انفجار 20 شعبان لم يطلق فقط كتلة إهليجية واحدة بل يرجح أن هناك كتلة أخرى منطلقة في اتجاه الأرض، وإذا ما صح ذلك، فإن الأرض على موعد جديد مع سحابة غازية تعمل على تنشيط العواصف الجيومغناطيسية، مما يعني أن المناطق القطبية أو القريبة قد تشهد حدوث ظاهرة الشفق القطبي وتكون مشاهدة في المناطق القطبية. مشيرا إلى أن الكرة الأرضية لم تشهد أي تغيرات أو حوادث أخرى، مثل تعطل الأقمار الصناعية أو انقطاعات كهربائية في محطات الطاقة.