الجيش الإسرائيلي يستكمل خطة إزالة الأعشاب.. وقائد الجيش اللبناني يراقب العملية عن كثب

«اليونيفيل»: إسرائيل لم تخرق الحدود * واشنطن تعتبر إطلاق النار اللبناني على جنود إسرائيليين «غير مبرر تماما»

عناصر من «اليونيفيل» تراقب آلية إسرائيلية تعمل على نزع الأعشاب قرب بلدة العديسة اللبنانية أمس في المنطقة التي كانت مسرحا لاشتباك عسكري أول من أمس (أ.ب)
TT

عادت قوات الجيش الإسرائيلي، أمس، ونفذت عملية التعشيب على الحدود بعد أن أصدرت قوات «اليونيفيل» بيانا أكدت فيه أن هذه المنطقة تابعة لإسرائيل. وقد فعلت ذلك بحضور قائد الجيش اللبناني، جان قهوجي، الذي راقب العملية بالناظور من موقع عسكري. واستغلت الحكومة الإسرائيلية الحدث لتطالب كلا من فرنسا والولايات المتحدة بوقف تسليح الجيش اللبناني.

وفي أقوى تصريح أميركي حول تبادل إطلاق النار في جنوب لبنان أول من أمس، اعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية بي جي كراولي أن إطلاق النار من الطرف اللبناني على جنود إسرائيليين «غير مبرر تماما، ولا توجد حاجة له». وتعتبر واشنطن أن إعلان الأمم المتحدة أن الأشجار التي قطعتها القوات الإسرائيلية كانت على الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق جعل إطلاق القوات اللبنانية للنار «غير مبرر تماما». وبينما كان تصريح كراولي يشير باللوم إلى القوات اللبنانية، يشدد مسؤولون أميركيون على أن الأمر الأهم حاليا هو منع تفاقم الحادثة وتكرار حوادث العنف. وتطالب واشنطن بتحقيق كامل في الحادثة، وتواصل مشاوراتها مع مسؤولين لبنانيين وإسرائيليين ومن قوات الأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) لمعرفة المزيد من التفاصيل حول الاشتباك. وقال مصدر إسرائيلي عسكري، أمس، خلال لقاء مع الصحافيين حرصت إسرائيل على دعوة مراسلي وسائل الإعلام في العالم العربي إليه، إن التحقيقات المشتركة للجيشين اللبناني والإسرائيلي وقوات «اليونيفيل» خلصت إلى نتيجة واحدة مفادها أن المنطقة التي عمل فيها الإسرائيليون ليست أرضا لبنانية وأنها تقع جنوب الخط الأزرق، مثلها مثل 80 جيبا مشابها على طول الحدود. وأن الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل فيها كما يشاء، وهو يفعل ذلك بالتنسيق مع «اليونيفيل» كي لا يحدث سوء تفاهم. وهدد بأن الجيش سيرد «بحزم وحدة» على أي اعتداء يتعرض له من الجيش اللبناني أو غيره في هذه المناطق.

وكان المجلس الوزاري المصغر، الذي عقد جلسته الأسبوعية أمس، قد بحث في الحادث المذكور وإذا ما كان مرتبطا بإطلاق الصواريخ على عسقلان وإيلات والعقبة في هذا الأسبوع. ولم يستبعد قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن يكون حزب الله وحماس، كل من طرفه، يجريان مظاهرة «استعراض عضلات» للتخريب على الجهود القائمة لاستئناف مفاوضات السلام المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقد اعترض وزير الدفاع، إيهود باراك، على هذا التقييم وقال إنه يعتقد أن الحادثة في لبنان كانت بفعل قرار محلي اتخذه القائد الجديد للجيش اللبناني في الجنوب، الذي يعتبر مقربا من حزب الله ويمارس منذ عدة شهور استفزارات تجاه إسرائيل.

ولكن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قال إن الحادث خطير للغاية ويجب أن يدرك الجيش اللبناني أن إسرائيل لا تستطيع السكوت على استفزازات كهذه في المستقبل. وقال موجها كلامه إلى رئيس أركان الجيش، غابي اشكنازي، إن الحكومة تعطي الجيش كامل الحرية للرد على استفزازات كهذه في المستقبل بصورة قاسية، «فأنتم مكلفون بحماية أمن إسرائيل وسكانها، وتصرفوا بحرية وبلا تأخير ردا على مثل هذه الاستفزازات». وقد توافق باراك مع نتنياهو على أن «الرد الإسرائيلي يجب أن يكون حازما وحادا بما يكفي لأن يفهم الجيش اللبناني الرسالة». وحسب اقتراح باراك، طالبت حكومة إسرائيل حكومتي الولايات المتحدة وفرنسا بأن تتوقفا عن تقديم الأسلحة للجيش اللبناني، بداعي أن عناصر حزب الله تقيم علاقات تنسيق كامل مع الجيش اللبناني خصوصا في الجنوب، وفي بعض الأحيان يسيطر حزب الله على الجيش ويرسل إليه فرقا كاملة من الحزب. وهذا يجعل الأسلحة الغربية بمتناول حزب الله والحرس الثوري الإيراني الذي يدرب عناصره. ولكن، وإلى جانب هذه التهديدات، أشار المجلس الوزاري الإسرائيلي إلى أن الحدث قد انتهى مع لبنان ولن تكون له تبعات أخرى في القريب. وأن إسرائيل أوضحت للبنان، بطرق مباشرة وغير مباشرة أن إسرائيل ليست معنية بالتصعيد من جانبها وأنها فقط سترد على الاستفزاز ولكنها لن تبادر إليه.