مصادر إيرانية معارضة: مسرحية مخابراتية لقمع المعارضة

تنظيمات تنفي صلتها بمحاولة الاغتيال

TT

قالت مصادر مطلعة في غرب إيران وفي خارج البلاد، إن الأمن الإيراني كان على علم بخطة اغتيال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد صباح أمس في مدينة همدان الواقعة ضمن منطقة تشهد توترات وتربصا من جانب انفصاليين عرب وكرد وأتراك، موضحة في اتصالات مع «الشرق الأوسط» عبر الهاتف والإنترنت، أن لديها «اعتقادا راسخا» و«معلومات»، و«سوابق» بأن محاولة الاغتيال ما هي إلا عمل مدبر من النظام الإيراني نفسه، في محاولة منه لاستعادة التفاف الإيرانيين حول نجاد، في نزاعه مع المجتمع الدولي بشأن برنامجه النووي.. أي أن الأمر حسب قولها «نجاد خطط لقتل نجاد لاتخاذ ما يريده بعد ذلك من إجراءات تبرر له ضرب المعارضة».

يأتي ذلك في وقت أبلغ فيه مسؤولون في حركات معارضة مسلحة وأخرى تقاتل من أجل الانفصال «الشرق الأوسط» بعدم مسؤوليتهم عن عملية الاغتيال التي وقعت أمس، وأنهم يرجحون أيضا أن تكون عملية الاغتيال مدبرة من قبل المخابرات الإيرانية. وقال حبيب جبر، رئيس الحركة الوطنية لتحرير الأحواز «حزم»، لـ«الشرق الأوسط»، إنه يرجح أن تكون محاولة اغتيال نجاد مسرحية مخابراتية بعلم الرئيس الإيراني من أجل تعضيد استمرار النظام.

وسبق للرئيس الإيراني القول يوم الاثنين الماضي إنه يعتقد أنه هدف لمؤامرة اغتيال من قبل إسرائيل، وإن «الصهاينة الأغبياء استأجروا مرتزقة لاغتيالي». وأعربت عدة مصادر من المحسوبة على المعارضة المسلحة للنظام الإيراني في اتصال مع «الشرق الأوسط» أمس عن تلقيها معلومات عن أن «هذه العملية مدبرة من النظام»، نافية مسؤوليتها عن العملية.

وقال جبر «لا صلة لنا بما حدث.. موقع الحادث (همدان) خارج جغرافية المكان الذي نعمل فيه (الأحواز). لكن هذا النظام وعلى رأسه أحمد نجاد، لديه الكثير من الأعداء. قد يكون الحادث مدبرا من المخابرات الإيرانية نفسها، أو من جماعة أحمدي نجاد، للإيحاء بأنه مستهدف، من أجل اتخاذ مزيد من إجراءات القمع تجاه الإصلاحيين.. هذه بروباغاندا.. إنها مسرحية».

وفي سؤال عما إذا كانت منظمته التي تنتهج الكفاح المسلح للانفصال عن إيران، وتأسيس دولة عربية، لها صلة بالحادث، أوضح حبيب لـ«الشرق الأوسط»: «نحن حاولنا اغتيال نجاد، ومستمرون في المحاولة. رأسه مطلوب لنا، هو أحد ضباط وأحد قادة الحرس الثوري.. نحن استهدفناه وحاولنا اغتياله عام 2005، لكننا لسنا مسؤولين عما تردد عن محاولة اغتياله أمس».

وتنشط الكثير من الجماعات المسلحة التي تعارض السلطة المركزية في إيران، ومن بين هؤلاء حركات سياسية علمانية وقومية وكذا انفصاليون أكراد (شمال غرب) وبلوخ (جنوب شرق) إضافة للعرب (الأحواز) في جنوب غربي البلاد. وعادة ما تتهم الحكومة الإيرانية معارضيها خاصة المسلحين منهم، بأنهم مدفوعون من أعدائها؛ أميركا وبريطانيا وإسرائيل. وفي الأشهر الماضية عمل نجاد على عزل جماعات سياسية معتدلة، خاصة بعد احتجاجات واسعة جرى قمعها بالقوة عقب إعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة في صيف 2009.

وقالت مصادر مطلعة في غرب إيران إن نجاد اعتاد زيارة عدد من المدن الغربية في البلاد سرا، وعدم الإعلان في وسائل الإعلام المحلية عن زياراته تلك إلا بعد الانتهاء منها، وإنه بسبب التوتر السائد في تلك المناطق، سواء همدان أو الأحواز، أو غيرها من الشريط الأذري هناك، قام الرئيس الإيراني بتأجيل زيارات عدة مرات كان يريد أن يقوم بها في مدن توستر (في الأحواز) وفي تبريز (قرب همدان)، وغيرهما في الأشهر الأخيرة.

ومن جانبه، أفاد شاهين قوبادي، عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (ومن أشهرها منظمة مجاهدين خلق) في اتصال عبر الهاتف مع «الشرق الأوسط» من مكان ما خارج إيران، إن منظمة مجاهدين خلق تنفي نفيا قاطعا أي علاقة لها بهذا التفجير، وإنه «لا يمت بأي صلة لمجاهدين خلق».

وتعليقا على قول مكتب أحمدي نجاد إن الحادث لم يكن انفجارا، بل كان مفرقعات للألعاب النارية، قال قوبادي «نريد أن نؤكد أن مصدر جميع الأخبار التي نشرت حول هذا الأمر هو النظام نفسه، الذي يفتقر للمصداقية تماما».

وزاد قوبادي قائلا «إن أحمدي نجاد الذي أصيب بعجز وإحباط في مواجهة موجة الاستياء الاجتماعي العارم والأزمات الداخلية المتفاقمة والمتعمقة، وفي محاولة منه لإثارة ضجة مفتعلة، وضمن أساليب الدجل المتبعة من قبل، كان قد صرح قبل يومين بأن الصهاينة يحاولون اغتياله».

وسبق لـ«مجاهدين خلق» شن الكثير من الهجمات المناوئة للحكومة الإيرانية بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وألقي باللوم عليها في تفجيرين عام 1981 أسفرا عن مقتل عشرات المسؤولين الكبار من بينهم الرئيس ورئيس الوزراء.