أفغانستان: توجيهات «تكتيكية» يصدرها بترايوس لتنظيم العمليات

حلف الأطلسي يعيد ترتيب أوراقه ليركز على تهديدات أمنية جديدة

TT

أصدر قائد القوات الأميركية والدولية في أفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس أمس توجيهات «تكتيكية» جديدة بهدف تقليص عدد القتلى المدنيين الذين يسقطون في عمليات قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان. وتتضمن هذه «التوجيهات التكتيكية» التي دخلت حيز التنفيذ في الأول من أغسطس (آب) إيضاحات وتفاصيل حول ظروف استخدام القوة، خصوصا في حال وجود مدنيين. وتقليص عدد القتلى المدنيين نتيجة عمليات القوات الدولية في أفغانستان في ظل قيادة الجنرال ستانلي ماكريستال الذي وضع هذا الهدف ضمن سلم أولوياته. وتساءل المراقبون عن إمكان تغيير هذه الاستراتيجية في ظل قيادة الجنرال بترايوس وإمكان إعطاء الأخير «حرية» أكبر لجنوده البالغ عددهم 142 ألفا خلال العمليات العسكرية التي يشنونها. وذكرت المصادر أن التوجيهات قد لا تتناول الظروف التي قد تستدعي الوحدات المقاتلة الحصول على تصريح لشن هجمات للدفاع عن النفس. وتشتكي بعض القوات المقاتلة من أن النهج الذي وضعه القائد العسكري السابق (الذي تنحى عن منصبه بعد تعليقات تهكمية على مسؤولين في الإدارة الأميركية) تضع حماية المدنيين في المقام الأول، وتعوق دون مبرر الجنود من الدفاع عن النفس، إذ تقيد استخدام الضربات الجوية، والغارات الليلية وغيرها من وسائل استخدام القوة ضد المدنيين. وسقط الكثير من المدنيين الأفغان جراء عمليات عسكرية نفذها التحالف ضد طالبان، مما أثار سخطا شعبيا ورسميا على القوات الدولية، حيث شجب الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، أواخر الشهر الماضي عملية عسكرية لحلف الأطلسي، قال إنها تسببت في سقوط 52 قتيلا مدنيا في إقليم هلمند. وكان بترايوس قد شرح خلال جلسة تأكيده لتولي منصب قائد القوات الأميركية في أفغانستان خلفا لماكريستال، في الكونغرس الشهر الماضي، تفاصيل التوجيهات التكتيكية. وفي فبراير (شباط) الماضي، كشفت مصادر عسكرية أميركية أن توجيهات سرية جديدة صدرت لقوات التحالف في أفغانستان لوضع قيود على حملات الدهم الليلية التي تشنها القوات الدولية على مساكن ومقار المدنيين الأفغان، وسط تصاعد الاستياء الشعبي من سقوط مدنيين خلال العمليات العسكرية. ودعت التوجيهات العسكرية إلى استخدام القوات الأفغانية لشن حملات الدهم الليلية على مساكن المدنيين، وبعد أن أثارت مداهمات القوات الأجنبية حفيظة الأفغان لما فيها من تعد وانتهاك لحرمة المنازل، وفق الثقافة الأفغانية. يشار إلى أن تزايد أعداد الضحايا المدنيين على أيدي القوات الأميركية وقوات الناتو أدى إلى زعزعة العلاقات بين أفغانستان والولايات المتحدة، وتقويض ثقة المدنيين الأفغان تجاه قوات التحالف.

وفي بروكسل وضع حلف شمال الأطلسي (ناتو) مواجهة تهديدات مثل الإرهاب والهجمات الإلكترونية عبر الإنترنت في صدارة أولوياته أمس، حيث أعاد ترتيب أوراقه ليعطي «التحديات الناشئة» مزيدا من الاهتمام. ويدرس الحلف في الوقت الحالي أي نوع من الحروب قد يواجهه مستقبلا وسبل الاستعداد له، وذلك في إطار إعداده «مفهوما استراتيجيا» للعقد المقبل. ويقول الخبراء إن التخطيط لمواجهة تهديدات جديدة سيشكل، على الأرجح، جزءا رئيسيا في هذا الشأن. وأفاد حلف الأطلسي في بيان بأنه «جرى تشكيل شعبة جديدة من فرق الحلف الدولية لمواجهة المعدل المتنامي من المخاطر والتحديات غير التقليدية».