الفيضانات تنذر بأزمة غذاء وأوبئة في باكستان

زرداري يبدأ زيارته المثيرة للجدل إلى بريطانيا.. ونائبان من أصل باكستاني يقاطعان دعوته للغداء

TT

تنذر أزمة السيول التي تسببت في مقتل 1400 شخص في باكستان، بأزمة غذاء وانتشار أوبئة في هذا البلد، فيما بدأ الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أمس زيارته المثيرة للجدل إلى بريطانيا وسط انتقادات وجهت له لعدم قطع جولته والعودة إلى بلده لمواجهة كارثة السيول.

وقالت وكالة مساعدات تابعة للأمم المتحدة أمس إن أجزاء شمال غربي باكستان التي غمرتها أسوأ سيول منذ 80 عاما تواجه نقصا في الغذاء يهدد حياة البشر. وأوضح أمجد جميل، وهو متحدث باسم برنامج الأغذية العالمي، أن العاملين في المنظمة يحاولون بشكل عاجل الوصول إلى مناطق السيول في شمال غربي باكستان التي انقطعت عنها إمدادات الغذاء، مما دفع وكالة مساعدات تابعة للأمم المتحدة إلى القول إن الأمر دمر حياة أكثر من 3 ملايين شخص. ونقلت وكالة «رويترز» عن جميل قوله أيضا: «الناس فقدوا مخزونات الأغذية، والأسواق لم تعمل بعد. المتاجر انهارت، والناس بالتأكيد في أمس الحاجة للغذاء».

وفي نوشيرا الواقعة في شمال غربي البلاد التي تعد من أسوأ المناطق المتضررة، كان ضابط الجيش السابق محمد ياسين وقرويون آخرون يفتشون أمس وسط الأنقاض على أمل العثور على أغذية وبعض حاجاتهم. وقام أشخاص بغسل ملابسهم في مياه يصل ارتفاعها إلى منتصف أجسادهم. وقال أحد سكان المنطقة: «بعد يومين من الفيضانات جاءت طائرة هليكوبتر وأسقطت بعض زجاجات المياه وعبوات البسكويت لكن لم يحاول أحد إجلاءنا». وأضاف «وبعد 4 أيام جاءت زوارق لكن منسوب المياه كان قد انحسر ولم يعد هناك سبب لمغادرة المنزل». وكان يقيم في قريته باشتون جاري نحو 2500 أسرة تعيش على مزارع الألبان وحصاد القمح.

والآن غمر الوحل القرية وانتشرت الروائح الكريهة المنبعثة من خطوط الصرف الصحي وبقايا البقر المتحلل التي تصاعدت في الهواء. وقال أمجد جميل «أرسلنا طلبا إلى الحكومة وحصلنا على 6 طائرات هليكوبتر منهم وسنجري إسقاطا من الجو في المناطق المعزولة». وتابع قائلا «الكثير من الأنشطة التي تعتمد على الزراعة اختفت تحت الماء، ولذا لن يتمكن الناس من الحصاد أو حتى زراعة المحاصيل». وحذر محللون من انتشار أمراض مثل الكوليرا بسبب الفيضانات. وقبل وقوع السيول كان أكثر من مليون شخص قد اضطروا بالفعل لترك منازلهم في شمال غربي باكستان بسبب القتال بين الجيش ومتشددي طالبان. وعلى الرغم من أن السيول أدت إلى تفاقم المشكلة فإنها قد تضر أيضا بجهود الحكومة لإعادة الناس إلى منازلهم في محاولة للمساعدة على إحلال الاستقرار في باكستان.

في غضون ذلك، بدأ الرئيس زرداري أمس زيارة مثيرة للجدل للندن يريد أن يؤكد خلالها على تصميمه في مجال مكافحة طالبان بعدما اتهمه نظيره البريطاني ديفيد كاميرون بتصدير الإرهاب. وتجمع متظاهرون عند وصول زرداري الليلة قبل الماضية إلى لندن لانتقاد زيارته التي تتزامن مع «تشريد آلاف الأشخاص في باكستان»، بحسب أحد المتظاهرين، كاشف هارون، وذلك في إشارة إلى 3.2 مليون منكوب مهددون بالإصابة بأوبئة.

وكدليل على الاحتجاج، رفض عضوان في البرلمان البريطاني من أصل باكستاني دعوة إلى الغداء اليوم الخميس وجهها زرداري. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن اللورد نظير أحمد قوله: «أعتقد أن مكان رئيس البلاد هو في بلاده عندما تواجه حالة طوارئ». وأضاف النائب العمالي أن زرداري مهتم أكثر بإطلاق ابنه بيلوال بوتو زرداري سياسيا خلال لقاء سيعقد السبت في برمنغهام (وسط)، من المنكوبين في باكستان. من جهته، قال المعارض الباكستاني ونجم الكريكيت السابق عمران خان في مقابلة مع شبكة التلفزيون البريطانية (جي إم تي في): «بصفته رئيس دولة، يجب أن يكون في باكستان. هذه الرحلة الفخمة، وهذه الأموال يمكن أن تخصص للضحايا».