طهران: المحادثات النووية مع الأوروبيين عديمة الجدوى

وزير النفط الإيراني في الصين للتباحث حول العلاقات التجارية * كاسترو يدعو أوباما إلى تفادي هجوم على طهران

TT

قال رئيس الأركان الإيراني، اسفنديار رحيم مشائي، إن المحادثات النووية مع الاتحاد الأوروبي «ستكون إهدارا للوقت». ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عن مشائي، الذي يعتبر على نطاق واسع أقرب مستشار للرئيس محمود أحمدي نجاد، قوله: «لقد أدركنا أن إجراء محادثات نووية مع الاتحاد الأوروبي عديم الجدوى، حيث إن الأوروبيين ليس لديهم شيء يقولونه (في السياسة العالمية)».

وتصر طهران على أن اللاعبين الرئيسيين في النزاع النووي هم الولايات المتحدة وروسيا والصين، وأن وجود الاتحاد الأوروبي في المفاوضات ليس له أي تأثير. كما يصر أحمدي نجاد على إجراء اتصال مباشر مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وكرر أول من أمس، الاثنين، تحديه إجراء مناظرة معه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر (أيلول) المقبل.

وأضاف مشائي: «يجب أن يعلم الأميركيون أنه من أجل حل المشكلات في فلسطين والعراق وأفغانستان يتعين عليهم أولا تسوية النزاع النووي مع إيران». وقال كبير مساعدي أحمدي نجاد إن الولايات المتحدة يجب أن تبدأ في الحديث مع إيران وتعلم أن العقوبات لن تمنع طهران من المضي قدما في برامجها النووية.

الى ذلك يبدأ وزير النفط الإيراني هذا الأسبوع زيارة إلى الصين للبحث في العلاقات التجارية، في وقت تضيق فيه العقوبات الدولية الخناق على طهران. وقالت مصادر صينية أمس إن وزير النفط الإيراني سيلتقي بمسؤولين من شركة «تشوهاي تشينرونغ كورب»، أكبر شركة مستوردة للخام الإيراني في العالم، خلال زيارته المقررة هذا الأسبوع للصين التي تراجعت وارداتها من النفط الإيراني بمقدار الثلث في النصف الأول من العام الحالي.

وقد يضم الوفد الاقتصادي الإيراني رفيع المستوى مسؤولين ماليين كبارا وذلك لجذب استثمارات في المصافي الإيرانية ومناقشة مسائل تجارية. وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من إقرار الاتحاد الأوروبي عقوبات مشددة على إيران تتضمن إجراءات لمنع الاستثمارات في قطاع النفط والغاز الإيراني بالإضافة إلى الحد من قدرتها على استيراد البنزين. وكان موقع وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت قال أول من أمس إن وزير النفط الإيراني مسعود مير كاظمي سيزور الصين برفقة رئيس شركة النفط الوطنية الإيرانية.

وقال مسؤول في «تشوهاي تشينرونغ» إن الشركة تلقت إخطارا باجتماع مع مسؤولين إيرانيين في قطاع النفط لكنه لم تتوفر لديه تفاصيل أخرى. وقال مسؤول آخر إن مير كاظمي قد يصحب معه مسؤولين من هيئات حكومية أخرى مثل قطاع السكك الحديدية كما سيرافقه نائب وزير المالية. وقال المسؤول الذي يعمل في شركة استثمار شرق أوسطية تتعامل مع الشركات الإيرانية في بكين: «اعتاد الوزراء الإيرانيون على القيام بزيارات للصين كل على حدة من دون تنسيق بينهم ولم يتمكنوا من تحقيق شيء». وأضاف المسؤول الذي تمت مفاتحته هذا الأسبوع للبحث عن مستثمرين صينيين لإنشاء نظام سكك حديدية كهربائية في إيران بقيمة 7 مليارات دولار: «الآن قرروا أن يجعلوا نائب وزير المالية في القيادة ليصحب معه الناس في زيارة واحدة». وأظهرت بيانات الجمارك الصينية أنه على الرغم من تراجع الواردات الصينية من النفط الخام الإيراني 30 في المائة في النصف الأول مقارنة بالفترة ذاتها قبل عام، فإن إيران ما زالت ثالث أكبر مورد للصين. وأصبحت الصين أيضا أحد موردي البنزين الرئيسيين لإيران هذا العام لتحل محل شركات تجارية غربية مثل «ترافيجورا» و«فيتول» و«لوك أويل» الروسية التي أوقفت إمداداتها تخوفا من عقوبات أميركية.

وجاء ذلك في وقت حث فيه مسؤولون أميركيون اليابان أمس على أن تحذو حذو الاتحاد الأوروبي في تبني عقوبات إضافية قوية ضد إيران بسبب برنامجها النووي، قائلة إنه يجب أن لا تضر هذه الإجراءات بالواردات اليابانية من النفط الإيراني. ووافقت اليابان قبل يومين على فرض عقوبات جديدة ضد إيران بما يتفق مع القرار الذي صدر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في يونيو (حزيران) ويتضمن إدراج 40 شركة وفردا على قائمة سوداء تستهدف تجميد الأصول.

إلى ذلك، دعا الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، الرئيس الأميركي باراك أوباما، إلى تفادي أي هجوم عسكري على إيران يمكن أن يؤدي - في رأيه - إلى حرب نووية. وكتب كاسترو الذي سيبلغ الـ84 في الـ13 من أغسطس (آب) الحالي في رسالة نشرت على موقع كوبا «ديبايت دوت كو»: «أتوجه للمرة الأولى في هذه المناسبة إلى الرئيس الأميركي، باراك أوباما». وأضاف: «عليكم أن تعلموا أن بين يديكم الإمكانية الوحيدة الحقيقية للسلام من أجل الإنسانية. يمكنكم مرة واحدة استخدام صلاحياتكم بإعطاء الأمر بإطلاق النار» على إيران التي تهدد باستعمال صواريخها في حال تعرضها لاعتداء. وتابع: «إن أسوأ الفرضيات ستكون حربا نووية لا مفر منها نظريا»، داعيا الأميركيين إلى «تفاديها». ودعا كاسترو الرئيس الأميركي إلى «الإصغاء إلى هذا النداء الموجه باسم شعب كوبا».

وكان الأدميرال الأميركي مايكل مولن أعلن الأحد الماضي أن خطة هجوم للولايات المتحدة ضد إيران باتت جاهزة في حال تزودت إيران بالسلاح النووي، إلا أنه أعرب عن «قلقه الشديد» من تبعات مثل هذا الهجوم. وتخضع كوبا إلى حظر أميركي منذ 48 عاما ولا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع الولايات المتحدة على غرار إيران. يذكر أن كوبا وإيران والسودان وسورية مدرجة على «القائمة السوداء» الأميركية للدول المتهمة بدعم الإرهاب، وهو ما تعترض عليه هذه الدول.