تصريح غيريتس.. كشف الحقيقة!

عبد العزيز الغيامة

TT

مرت التصريحات التي أطلقها البلجيكي إيريك غيريتس عبر قناة «العربية» قبل أيام من دون أن يتوقف عندها أحد، لا سيما تلك التي تخص اعتزال كبير حراس آسيا محمد الدعيع، وذلك حينما قال إن تعليق الحارس المخضرم لقفازيه لم يكن قرارا من قبل الأخير، وإنما من قبل الثلاثي هو (أي غيريتس) ورئيس النادي ومدير الفريق سامي الجابر!!

غيريتس أكد عدم رضاه عن وجود حارس مرمى مثل الدعيع على دكة البدلاء وهو النجم الذي قدم الكثير لبلاده ولفريقه الأزرق، لذلك فإن الثلاثي أقنعوه بالاعتزال حفاظا على مسيرته الكروية وتاريخه الذهبي!

في 8 يونيو (حزيران) الماضي كتبت عن اعتزال هذا الحارس الفذ، وعنونت تلك المقالة بـ«يا دعيع.. إنه التسيير لا التخيير»، وكنت أقصد وقتها أن مسيري الفريق الأزرق أرادوا للدعيع الاعتزال وترك الكرة، ولا أعتقد أن رجلا حكيما وعاقلا سيرضى بأن يبقى هذا الحارس احتياطيا لإنصاف حراس المرمى، حتى لو كان ذلك في المنتخب الوطني الأول!

قلتها كثيرا.. حارس مرمى مثل محمد الدعيع سيظل الأول في السعودية على الصعيد الفني حتى وإن بلغ الأربعين من عمره.. خبراته الميدانية ووقفته خلف الدفاع تعطي الأمان لكل المدافعين.

أكثر ما أخشاه أن هذا الحارس وقع ضحية تصفية حسابات من بعض من لا يريدون الكبار في الفريق، حاله كحال نواف التمياط الذي «طُبخ» إبعاده من معسكر الفريق في النمسا خلال الموسم الماضي، وربما القادم مذهل أكثر للاعبين باتوا أكثر حضورا على دكة البدلاء حاليا، أو مهاجمين يواجهون حربا نفسيا إن لم يسجلوا هدفا واحدا، ولن أزيد أكثر من ذلك!

حينما طرحت رؤيتي حيال ما يواجهه الدعيع من ضرورة الاعتزال كنت على علم تام بما يحدث.. والآن يعود المشهد من جديد بصحة ما طرحناه في تلك الفترة، ويصادق عليه غيريتس بأنه هو من نصح الدعيع بترك الكرة ومعه في ذلك الرئيس والمدير!

الخطأ الوحيد الذي وقع فيه الدعيع برأيي في مسيرته الكروية هو أنه وقع على بياض، في الوقت الذي كان مفترضا أن يشعر بما يدور حوله من إرهاصات الإبعاد.. لم يحسبها هذا الحارس العملاق بالشكل الصحيح، ولو فعل لكان حاضرا في مرمى النادي المنافس أو أي ناد آخر. فعلا.. مشكلة النجوم أنهم بلا مستشارين، ولا تقولوا لي وكلاء أعمال، فهؤلاء لا يبحثون سوى عن أموالهم عند إبرام الصفقات، أما غير ذلك فلن تجدوهم أبدا!!

ختاما، يقول توفيق الحكيم: المصلحة الشخصية هي دائما الصخرة التي تتحطم عليها أقوى المبادئ..!

[email protected]