ثورة فنية وإدارية لإنقاذ الكرة الإيطالية

باجيو وريفيرا وساكي يبعثون الحياة في اللعبة من جديد

TT

أدت كارثة المنتخب الإيطالي في مونديال جنوب أفريقيا إلى ميلاد ثورة فنية وإدارية كبرى، فبالإضافة إلى تعيين تشيزري برانديللي كمدير فني للمنتخب الإيطالي خلفا لمارتشيللو ليبي، عهد رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، جانكارلو أبيتي، بمسؤولية بعض المناصب الهامة إلى أسماء كبيرة طالما سطع نجمها في سماء الكالتشيو الإيطالي في عصره الذهبي، حيث سيتم تعيين روبرتو باجيو كرئيس للقطاع الفني بكورفيرشانو، فيما سيتولى جاني ريفيرا رئاسة قطاع الشباب والقطاع التعليمي، وأخيرا سيصبح أريغو ساكي منسقا عاما لمنتخبات الناشئين ومنتخب الشباب تحت 21 عاما.

جدير بالذكر أن العرض الذي تلقاه باجيو برئاسة القطاع الفني كان يتضمن ضمانات جادة بأن يكون صاحب سلطة مستقلة وفعالة بعدما أبدى النجم السابق رفضه لفكرة الحصول على هذا المنصب تكريما لمسيرته الكروية الحافلة، مؤكدا على رغبته في المساهمة في المسؤولية والاستفادة من خبرته الواسعة واتخاذ القرارات إذا أمكن ذلك. وعليه، منحه جانكارلو أبيتي مطلق الحرية في التصرف وفقا لصلاحيات المنصب الجديد، وهو ما عقب عليه رينزو أوليفيري، رئيس الاتحاد الإيطالي للمدربين، قائلا «يهدف اتحاد الكرة من وراء هذه الثورة الإدارية إلى الاعتماد على أشخاص ذوي خبرة كبيرة في الحقل الرياضي أسوة بميشيل بلاتيني الذي يتربع على رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. أما بالنسبة إلى باجيو، فبإمكانه تقديم الكثير للقطاع الفني». وعن المهمة الجديدة التي يستعد باجيو لحملها على عاتقه، ذكر الاتحاد الإيطالي لكرة القدم عبر موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت ما يلي: «القطاع الفني بكوفيرتشانو هو إحدى الهيئات التابعة للاتحاد الإيطالي لكرة القدم، وهو يختص بتنفيذ مهام تعليم وتأهيل ومتابعة المدربين استعدادا للاستفادة منهم في أنظمة الاتحاد المختلفة. كما يعمل القطاع على تنظيم دورات تدريبية تمهيدية للاعبين الشباب، فضلا عن إفساح مجالات مختلفة للدراسات والأبحاث الكروية وكذلك التعاون مع الأنشطة الطبية في إطار قوانين الاتحاد الإيطالي لكرة القدم». تجدر الإشارة إلى أن عدد المدربين الملتحقين باتحاد الكرة قد وصل إلى 35 ألف مدرب في الآونة الأخيرة. ومن جانبه، تعهد الرئيس أبيتي بتقديم يد العون للرئيس الجديد عن طريق تشكيل طاقم من المساعدين الموثوق بهم.

من جهة أخرى، يبدو منصب رئيس قطاع الشباب والقطاع التعليمي مناسبا تماما لجاني ريفيرا الذي يهتم كثيرا بطبيعة العلاقة بين الرياضة والأنشطة التعليمية الأخرى نظرا لعمله كمستشار رياضي في بلدية روما منذ عام 2001. أما بالنسبة إلى أريغو ساكي، الذي تولى الإدارة الفنية في المنتخب الإيطالي من 1991 على 1996، فسوف يقوم بمهمة تنسيق شؤون منتخبات إيطاليا عدا منتخب الكبار، بحيث يكون مرجعا للمدربين في قطاع الناشئين لما يتمتع به من خبرة وفيرة في مجال الإدارة الفنية.

من جانبه، عقب روبرتو باجيو على قرار اتحاد الكرة بتعيينه رئيسا للقطاع الفني قائلا «أشعر بانجذاب شديد للأشياء الجديدة، كما أنني أحب أن افهم كل شيء وأن أعمل ضمن فريق واحد لأن تحقيق التناغم مع الآخرين هو طريقنا إلى التعرف على أنفسنا. سأتولى مسؤولياتي الجديدة بتواضع كبير، فلا بد لي أن أتعلم الكثير من الأشياء في هذا المجال. كما أنني سوف أعمل مع مجموعة من الأشخاص الذين أعرفهم جيدا وأقدرهم لما قدموه من خدمات لهذا القطاع. فلتصدقوني، إنني أشعر بأجواء جديدة في كوفيرتشانو من الآن». وعن الدورة التدريبية التي ألتحق بها مؤخرا، يقول باجيو «كانت مفاجأة حقيقية بالنسبة لي، كنت أعتقد أنها تركز على الجوانب البدنية والتكتيكية للمدربين، ولكنني فوجئت بالعمل على الجوانب الفنية في المقام الأول. سوف أعمل على إلحاق المدربين الشباب بهذه الدورة حتى يتعلموا الكثير من الأشياء التي لم أتعلمها إلا بعد بلوغي الخامسة والعشرين. لقد تغيرت كرة القدم كثيرا عن الماضي، ولكن بقيت في إيطاليا ثقافة تحقيق الفوز بصرف النظر عن الأداء، على عكس إسبانيا حيث يهتمون بكفاءة الأداء في المقام الأول حتى في حال الهزيمة، فالناس تذهب إلى الاستاد لمشاهدة ذلك. لقد كنت في زيارة لكامب نو مؤخرا لمشاهدة مباراة برشلونة - الآرسنال، ورأيت كيف تقوم الجماهير بالتصفيق لفريقها رغم تقدم الإنجليز بهدف. هل يمكن أن يحدث هذا في إيطاليا؟ لا أعتقد ذلك، ولكن مؤازرة الجماهير قادت البارسا إلى الفوز بأربعة أهداف. هل يفتقد الكالتشيو الإيطالي إلى الموهبة؟ كلا، لدينا مواهب كثيرة، ولكن المهم هو أن نفسح لها مجالا للتحليق عاليا، وهذا نادرا ما يحدث في إيطاليا».