أوباما يسعى لإعادة إحياء السياحة في الخليج الأميركي

عطلته الأسبوعية مع عائلته طمأنت السكان الحائرين بعد أزمة التسرب النفطي

أوباما وابنته ساشا يقودان قاربا، بينما تبدو زوجته ميشيل في الخلف، في بنما سيتي أمس (أ.ب)
TT

يتجه معظم الناس الذين يصلون لقضاء العطلة الأسبوعية داخل المنطقة الحارة الرطبة التي تُعرف باسم «ريد نيك ريفييرا» مباشرة إلى الشاطئ، ويخلعون ملابسهم ثم يغطسون سريعا في مياه المحيط. ولكن، بالنسبة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما كان الأمر أكثر تعقيدا من ذلك. نعم، لقد قال الرئيس عندما وصل إلى هنا إنه خطط بالفعل إلى أن يسبح بصورة رمزية في مياه الخليج التي يهددها النفط. ولكنه قال إنه قرر القيام بذلك بعيدا عن الكاميرات.

وذكّرهم بأنه في المرة الأخيرة، ظهر عاري الصدر على أغلفة المجلات. وقال صحافي: «هذا أمر جيد»، لكن السيدة الأولى التي كانت تقف إلى جوار الرئيس ردت: «لا، ليس كذلك».

كان ذلك تذكيرا بأن الرحلة التي تستغرق 27 ساعة لهذا الشاطئ لها رمزية مثلما تمثل مكانا للراحة بالنسبة إلى عائلة الرئيس، التي وصلت إلى هنا مع الكلب «بو»، ولكن من دون البنت الكبرى ماليا، التي تقضي معسكرا صيفيا.

في ظهيرة يوم السبت، قام الرئيس بالفعل بالسباحة في مياه الخليج الدافئة. ونشر البيت الأبيض صورة له يسبح مع ابنته ساشا. كان أوباما عاري الصدر، لكن كانت رأسه كل ما يمكن رؤيته فوق المياه. ويقول مساعدون إن الرئيس قام بالسباحة في المياه أمام الفندق، في مكان ليس بعيدا عن المكان الذي تناول فيه وجبة الغذاء. ومن المقرر أن تبرهن هذه الزيارة القصيرة للسياح المحتملين أن منطقة الخليج لا تزال بقعة محببة يمكن قضاء العطلة فيها على الرغم من الشكوك التي تسبب فيه تسرب النفط من أحد الآبار.

وفي تصريحات داخل محطة «كوست غارد» المحلية، انتهز أوباما الفرصة لطمأنة المقيمين في الخليج من أنه على الرغم من وقف التسرب، فإن الحكومة لن تتخلى عن السكان أو الشركات الباقية. وقال: «أنا هنا كي أخبركم أن مهمتنا لم تنته بعد، وأننا لن نمضي إلى أي مكان آخر حتى تنتهي. هذه هي الرسالة التي أريد أن أوصلها هنا ونقلها مباشرة إلى المواطنين على امتداد ساحل الخليج. لن أكون راضيا حتى تتم استعادة البيئة بغض النظر عن المدة التي سيستغرقها ذلك».

وقد تلت التصريحات نقاشات مع أصحاب شركات محليين. ولكن الصور الأكثر تأثيرا بالنسبة لبنما سيتي وباقي الاقتصاد المتعثر في منطقة الخليج ربما تكون تلك الصور الخاصة بالأسرة الأولى السعيدة وهي تستمع بنفس الطريقة التي ربما يستمتع بها السياح المعتادون. وهذا ما قال العديد من السكان المحليين إنهم كانوا يتطلعون إلى رؤيته. وقال مارك بيلينغر، مدير السياحة داخل إمرالد كوست، في تصريحات إلى صحيفة «ميامي هيرالد»: «لقد نزل إلى المياه، أشعر بالنشوة من ذلك».

لم يكن في استطاعة الرئيس أن يهرب بالكامل من واشنطن يوم السبت. وقد استحث أوباما مجموعة جديدة من العناوين الرئيسية على المواقع الإلكترونية عندما حاول توضيح تصريحاته السابقة عن إنشاء مركز إسلامي جديد بالقرب من موقع مركز التجارة العالمي.

ولكن بمجرد أن أنهى الرئيس وعائلته الأنشطة الرسمية يوم السبت، بدأوا يتصرفون بدرجة أكبر مثل سياح. في البداية قاموا بزيارة «ليمز باي سيد بار آند غريل»، الذي يقع على جسر طويل يمتد داخل البحر به موائد خشبية. وتناول الثلاثة تاكو سمكي ودجاج وبرغر وأطعمة نباتية.

كان أوباما يرتدي قميصا أبيض اللون وطاقية رياضية ونظارة شمس بينما كان يجلس على حافة المياه. وارتدت السيدة الأولى نظارة شمس أيضا. وبعد الغداء، مارست العائلة لعبة تصويب كرات، وتمكنت ساشا من دفع كرتها البرتقالية الزاهية إلى أول حفرة، وهو ما دفع الوالد إلى أن يقول: «هل رأيتم هذه اللعبة؟...هذا لا يصدق». ولكن لم تفعل السيدة الأولى مثل ذلك.

وهذه هي المرة الخامسة التي يقوم فيها الرئيس بزيارة المنطقة منذ بدء أزمة التسرب النفطي، ولكن ربما لم تكن خيار العائلة لقضاء أجازة. وربما كان الدافع إلى اتخاذ قرار بزيارة هذا المكان التصريحات التي أدلت بها السيدة الأولى في المرة الأخيرة التي زارت فيها هذا المكان.

ويشار إلى أنه في الشهر الماضي قالت السيدة الأولى عن الشواطئ داخل مدينة بنما سيتي بولاية فلوريدا: «إنها جذابة ولها أصالتها ويجب على الجميع الذهاب إلى هناك! بصراحة، إن أفضل شيء يمكن أن يقوم به المواطنون الأميركيون هو الحضور إلى هنا وإنفاق بعض المال».

وتعد الرحلة القصيرة نهاية الأسبوع تغييرا عن رحلات سابقة، فقد عادت ميشيل أوباما للتو من إسبانيا مع ساشا، وقامت العائلة بقضاء يوم العطلة الأسبوعية في ماين عندما هربت إلى مدينة صغيرة على جانب البحر في الهواء البارد أعلى المنطقة الشمالية الشرقية. وفي وقت سابق، قضت العائلة يومين في منتجع مترف داخل كارولاينا الشمالية استضاف رؤساء على مدار 100 عام.

وذهبت عائلة أوباما إلى يلوستون وغراند كانيون في وقت سابق من العام الحالي. ولكن يبدو أن الجاذبية الأكبر كانت من نصيب مارثاز فينيار - وهي ملاذ للأثرياء وذوي النفوذ. وقضى أوباما مع عائلته إجازة هناك في أغسطس (آب) الماضي لمدة أسبوع، وسيعودون إلى هناك في فصل الصيف الحالي لقضاء 10 أيام.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»