إسرائيل تنذر أهالي الفارسية بالأغوار بهدم منازلهم في إطار حملة لتهجير سكان المنطقة الحدودية

للمرة الثالثة خلال شهر واحد

TT

سلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، سكان منطقة الفارسية في الأغوار إنذارات بهدم منازلهم للمرة الثالثة في غضون شهر واحد.

وأكد عارف ضراغمة رئيس المجلس المحلي في منطقة المالح والمضارب البدوية، أن الإنذارات سلمت لجميع أهالي الفارسية دون استثناء.

وكان الجيش الإسرائيلي هدم ما يقارب 120 منشأة ومسكنا في المنطقة نفسها قبل نحو شهر، ثم عاد وهدم حوالي 23 خيمة أعاد أهلها بناءها قبل أسبوعين، ويهدد الآن بإزالة كل بناء أعيد من جديد.

وناشد ضراغمة المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان التدخل لمنع إزالة الفارسية عن الوجود، متهما إسرائيل بترحيل السكان ضمن خطة للاستيلاء على الأرض.

واعتبر فتحي خضيرات منسق حملة «أنقذوا الأغوار» أن الاحتلال يستهدف اقتلاع المواطنين نهائيا من أرضهم في الأغوار. وقال خضيرات إن الاحتلال يستخدم أساليب مختلفة في سبيل ذلك.

وتأتي الهجمة على قرية الفارسية ضمن سلسة إجراءات مختلفة تتخذها إسرائيل في الأغوار وتطال مناطق أخرى في محاولة لتفريغها من سكانها الفلسطينيين. وتكتسب الأغوار أهمية استثنائية في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ليس لكونها منطقة حدودية، وتشكل ثلث مساحة الضفة وحسب، بل لأنها تطفو على نحو 47% من كمية المياه الجوفية في فلسطين، وتعتبر بوابة الضفة الوحيدة وعمقها الاستراتيجي، وهي المكان الذي يمكن فيه توسيع القدس الشرقية.

ومنذ عشرات السنين نفذت إسرائيل خططا كثيرة لتهجير الفلسطينيين من الأغوار، وفي الأعوام الأخيرة تحولت الهجمة الإسرائيلية إلى حملة مسعورة إذ راحت إسرائيل تجرب كل شيء ممكن من أجل التخلص من الفلسطينيين نهائيا.

ومن ضمن الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل، إعلان الأراضي هناك منطقة عسكرية مغلقة وأراضي دولة، وتحويلها إلى مستوطنات ومصانع ومزارع ومواقع للتدريب الحي، ومنع المزارعين والبدو والأهالي من استثمار أراض كثيرة للرعي أو الزراعة أو البناء، وقطع المياه عن تجمعات الفلسطينيين وأراضيهم، والسيطرة على كل الآبار الجوفية فيها، وهدم بيوت، وعزل المنطقة عن باقي الضفة الغربية. وقال خضيرات إن «الهجمة الإسرائيلية مبرمجه وتسير وفق خطط مدروسة، لكنها اشتدت مؤخرا بشكل غير مسبوق». ويؤكد خضيرات أن إسرائيل نجحت نسبيا في تهجير السكان. وقال: «انظر إلى الفارسية لم يعد يسكن بها أحد».