ارتياح في الميلان لعودة رونالدينهو القوية وغلق باب الانتقالات

رغم إضاعته ركلة ترجيح تسببت في خسارة فريقه لبطولة تيم الودية

TT

لقد سدد رونالدينهو ضربة الترجيح الأخيرة عالية وبشكل استعراضي لترتد الكرة من العارضة وتتسبب في خسارة فريق الميلان لمباراته الودية أمام الإنتر في بطولة تيم الودية. ولعله فعل ذلك بسبب الإرهاق الذي كان يشعر به بعد التدريبات الشاقة التي خضع لها اللاعب طوال الأسابيع الثلاثة الماضية وأدائه لشوط كامل أمام فريق الإنتر. لكنها علامة إيجابية تدل على أن رونالدينهو لديه الرغبة في الإمتاع والاستمتاع، وهي الطريقة الوحيدة التي يجيد بها لعب الكرة. ورغم ذلك لم يستمتع المدرب أليغري بالقدر نفسه، حيث ركزت عليه الكاميرات وهو يشعر بالضيق إثر إهدار رونالدينهو ضربة الترجيح. فالفوز ببطولة يشارك فيها ناديا الإنتر واليوفي كان من شأنه أن يمنح فريق الميلان دفعة معنوية كبيرة في بداية الموسم. ولكن إذا استمر رونالدينهو في التدريب بالطريقة التي يقوم بها في الفترة الحالية فستتاح لأليغري مدرب الميلان فرص أخرى للاستمتاع.

لقد أسهمت مشاركة رونالدينهو في اللقاء في إعفاء فريق الميلان من الاتهام بالاعتماد فقط على باتو. وبالفعل جاء 90% من هجمات الميلان في تلك البطولة عن طريق رونالدينهو. وللصراحة، لم يصل رونالدينهو لقمة لياقته بعد، فقد عاد للتدريبات يوم 20 يوليو (تموز) الماضي بوزن زائد وبعد فترة غياب طويلة عن التدريبات. وقد ظهر ذلك خلال بطولة تيم الودية التي أقيمت بباري، حيث لم يكن اللاعب يجري بسرعة وسهولة. لكن طريقة تعامله مع المباراة والهدف الرائع الذي أحرزه في مرمى يوفنتوس ينبآن أن اللاعب يدرك مدى اعتماد نادي الميلان وجماهيره عليه وأن اللاعب أخرج من رأسه جميع الأفكار المتعلقة بسوق الانتقالات. فقد ظهر رونالدينهو بذهن صاف وهو ما أكده الهدف الذي أحرزه في مرمى اليوفي.

لكن رونالدينهو ظهر أيضا بمستوى بدني جيد، فاللاعب يتدرب كثيرا في الوقت الحالي، بناء على طلب المدرب أليغري الذي أكد ذلك أيضا في باري («إن رونالدينهو يمتلك قدرات عالية لكنه بدأ التدريبات متأخرا. ويمكنه المشاركة إذا وصل لحالة بدنية جيدة»). وفي الواقع، أصبح رونالدينهو بسبب الإصابة التي ألمت به في نهاية شهر يوليو هو أكثر لاعبي الميلان قياما بالتدريبات. فقد كان يخضع لتدريبات شاقة حتى عندما يحصل زملاؤه على قسط من الراحة، من أجل استعادة لياقته البدنية بأسرع وقت ممكن. وهذا هو السبب الأساسي في استعادته لوزنه المثالي وللكثير من لياقته في فترة قصيرة، بعد أن ابتعد عن لياقته كثيرا خلال فترة الإجازة الصيفية. ويضاف إلى ذلك أيضا الانتظام في مواعيد الوجبات، وهو أمر ضروري حتى لا يزداد وزن اللاعب.

إن رونالدينهو في الحقيقة لا يحرم نفسه من الطعام في الوجبات المعتادة. ورغم أنه ليس أكولا بطبعه، لكنه يولي اهتماما كبيرا بالتغذية. والفارق الوحيد بين رونالدينهو وزملائه في ما يتعلق بالوجبات هو تناوله طبقا واحدا في الوجبة، كما هي عادة البرازيليين. وقد يحدث أن يتناول اللاعب الإسباجيتي إلى جانب اللحم، أو الأرز إلى جانب السمك والخضراوات. ومن المعروف أن رونالدينهو يلتزم بقواعد التغذية في فريق الميلان (التي يشرف عليها أليغري وتونياتشيني)، لكنه يجيد تنظيم ذلك الأمر بمفرده أيضا دون مشكلات. والمهم هو أن تبقى ابتسامة رونالدينهو المميزة.

ويشهد فريق الميلان طفرة أيضا في ما يتعلق بمركز حراسة المرمى. وإذا استمر الوضع على الإيقاع الحالي، فسيضطر ماسيميليانو أليغري مدرب الفريق إلى اللجوء للقرعة لاختيار حارس المرمى الأساسي للميلان. وهو أمر جيد بالتأكيد أن يحظى الفريق بأكثر من حارس على المستوى نفسه، لكن الأمر يحتاج أيضا إلى التصرف بعناية وحرص، لأن تفضيل أحد حراس المرمى على الآخرين – على الأقل في البداية – سيؤدي إلى ظهور نوع من الترتيب بالنسبة إلى حراس المرمى، ومن المعروف أن مركز حراسة المرمى يمثل إلى التثبيت ولا يقبل سياسة الدور مثل باقي المراكز. وفي الوقت الحالي يبذل ماركو أميليا وكريستيان أبياتي حارسا المرمى بفريق الميلان قصارى جهديهما من أجل «تشتيت» أفكار المدير الفني للفريق. فبعد أن أشركهما المدير الفني بالتبادل في أول 5 مباريات للفريق هذا الموسم ازدادت المنافسة بينهما. وهي منافسة حقيقية وقوية من ذلك النوع الذي يدفع للمزيد من الإصرار والحماس، وساعد على إذكاء تلك المنافسة الشرسة أن الحارسين لا تربطهما علاقة ودية للغاية بعضهما ببعض.

وفي بداية موسم مضطرب في ما يتعلق بالتشكيل والأداء، سيكون أليغري مدرب نادي الميلان متأكدا من أمر واحد وهو أن خطوط الدفاع والوسط والهجوم ما زالوا يحتاجون إلى الكثير من العمل والتدريبات لكن مرمى الفريق مؤمن تماما. وبالنظر إلى أن ليوناردو العام الماضي وجد نفسه أمام حارسي مرمى مصابين ( أبياتي وديدا) وحارس مرمى يشعر بإرهاق كبير من كثرة التدريبات (كالاتس) وحارس مرمى آخر على وشك الرحيل عن الفريق (ستوراري) - فإن أليغري يعتبر حسن الحظ بدرجة كبيرة. وجاء التأكيد على قوة حراسة مرمى الميلان في باري، حيث أدى أميليا بشكل رائع أمام فريق اليوفي (ولم يتعرض أبياتي للكثير من الاختبارات أمام فريق الإنتر لكنه ظهر بثقة كبيرة لا تقل عن الحارس الآخر). وقد أنقذ أميليا حارس مرمى فريق جنوا السابق فريقه الميلان من 4 أهداف محققة وصد ضربتي ترجيح من بيبي وأماوري.

وجاء تألق الحارسين ليؤكد المستوى الرائع الذي ظهرا به في السابق. وباستثناء المباراة الأولى السيئة للميلان في فاريزي (التي شارك فيها الحارسان بمعدل شوط لكل منهما)، كان أبياتي هو أول من أطلق إشارة إيجابية لأليغري أمام فريق الآرسنال، حيث كان حارس المرمى هو أفضل لاعب في تلك المباراة. وفي اليوم التالي، رد أميليا هو الآخر بإظهار قدراته العالية ورد فعله السريع أمام فريق ليون. وفي مباراة فريق باناثينايكوس اليوناني بالولايات المتحدة، لعب الحارسان بمعدل شوط واحد لكل منهما وأكدا مستواهما البدني الراقي. وجاءت بطولة تيم لتمثل الفصل الخامس في ملحمة التنافس بين الحارسين، وهي الملحمة التي ستستمر في بطولة برلسكوني الودية أمام فريق اليوفي وبطولة غامبر الودية أمام فريق برشلونة. وعلق أميليا على ذلك الأمر قائلا: «في تلك المستويات لا يجب أن يكون هناك ضغط عصبي ناجم عن المنافسة وإلا فمن الأفضل أن نلعب في دوري الهواة. ولولا وجود الضغوط لما كنت ألعب في نادي الميلان الآن. إن المنافسة تفيدني وتفيد أبياتي أيضا. وهو يمتلك ما هو أكثر مني بالنظر إلى خبرته مع فريق الميلان، لكنني أريد أن يقوم الميلان بشرائي مع نهاية الموسم». وتستمر المنافسة القوية بين الحارسين.