حافظ المدلج: بعض الأندية «تكابر» في تعاملها مع هيئة المحترفين رغم أن خزائنها خاوية

كشف لـ «الشرق الأوسط» أن الأفكار التسويقية اصطدمت بعقليات بعض المسؤولين المتحجرة

TT

أكد رئيس اللجنة المالية والتسويق بهيئة دوري المحترفين السعودي الدكتور حافظ المدلج أن مشروع تسويق تذاكر مباريات دوري زين السعودي للمحترفين سيرى النور قريبا، بعد أن قامت الهيئة بعقد عدة اجتماعات مع شركات متميزة ومتخصصة بهذا المجال، وقال: «نأمل أن يحظى هذا المشروع بموافقة الأندية لإحداث نقلة نوعية كبيرة في عملية تسويق بيع التذاكر، وبإذن الله ستحدث هذه التجربة خلال مباريات الدور الثاني، وسيتمكن المشجع مع بداية الموسم المقبل من شراء التذاكر عبر الإنترنت أو الجوال من أي مكان في العالم، ويجب أن يعرف الجميع أن الهيئة تتابع وتبحث عن الأفضل والأميز كما هو معمول به في الفيفا وأوروبا واليابان والاتحاد الآسيوي».

وضرب المدلج في حديث خص به «الشرق الأوسط» مثلا على ذلك بقوله: «لو أراد مشجع يقطن في أميركا شراء تذكرة لمباراة الهلال والنصر ما عليه إلا إدخال رقم معين في جواله وستأتيه رسالة فورية على جهازه الجوال برسم الملعب وتخطيط الأماكن بالكامل، وبدوره يختار المكان من خلال رقم المقعد والصف والجهة، وهذا المشروع بلا شك سيحد من مشكلات عدة، لعل أبرزها التزاحم، والحضور مبكرا للحصول على المكان الأفضل.

وشدد المدلج على أن «هذا المشروع من السهل تطبيقه من قبل الشركة الراعية لو وجدت تجاوبا من قبل الأندية، وسيكون لها الحافز في سرعة إنجاز المشروع، ووعدتنا بخير في حالة تسلمها المشروع بحيث يبدأ العمل به خلال الأشهر المقبلة، أي قبل انتهاء دوري هذا الموسم، ونأمل أن يتم تجربته في أحد الملاعب السعودية، كون العمل يحتاج إلى جهد كبير، من خلال توفير خريطة الملعب لإعادة ترقيم وتأهيل الملعب من حيث البوابات ومناطق الدخول التي يجب أن تكون بنفس مواصفات الملاعب الدولية، ومثل هذا العمل يحتاج إلى فترة طويلة من الوقت، وكل ما نتمناه أن يكون لنا بداية نضع أقدامنا فيها على الطريق الصحيح».

وعن موضوع رعاة الأندية الذي كان شائكا ومعقدا في الموسم الماضي، أجاب: «سبق أن تحدثت عن هذا الموضوع، وقامت الهيئة آنذاك بتوفير رعاة لهذه الأندية بمبلغ مليوني ريال، ورفضت الأندية هذا العرض، لأنها كانت تدرك قدرتها على جلب أرقام أكبر، وللأسف انتهى الموسم الرياضي، وجميع هذه الأندية عجزت عن إيجاد أي راعٍ لها، وكان المنظر مسيئا للكرة السعودية أن تشاهد ملعبا دون أي لوحة إعلانية، أو قميصا للنادي دون أي إعلان، في حين أن الخزينة فارغة، والآن حتما سنعود إلى نقطة الصفر مع هذه الأندية التي خاطبناها وقدمنا لها مميزات الموسم الماضي نفسها، حيث إن العرض يبلغ مليوني ريال وننتظر موافقتها، وسمعنا أن البعض استفاد من التجربة الماضية وسيكون هناك تفاعل أكبر، وتركنا لهم الفرصة حتى يبدأ الدوري، ونتمنى إذا وصل النادي لهذه المرحلة دون وجود أي راعٍ أن يوافق على العرض المقدم من الهيئة حتى لا يتكرر ما حصل في الموسم الماضي».

وأردف المدلج في حديثه: «هناك أندية متميزة تجد ردها سريعا وإيجابيا، وتعاونها مع الهيئة واضح، وتشعر بأنها تسعى لتطوير ذاتها، ولكن للأسف الشديد هناك بعض الأندية لم تستوعب دور الهيئة وتعتقد أنها ستنافسها على شيء ما، ولذلك تجدها تميل إلى العناد والمراوغة والتأخير من أجل تعطيل بعض مشاريع الهيئة، ولدي دليل حي بهذا الخصوص، فكما هو معروف أن الأندية لم تقم بتسويق ملابسها، والهيئة هي من جاءت بهذه الفكرة، لكن الأندية ذاتها تمتنع عن ذلك مع أن المردود المالي سيكون جيدا، وهذا يؤكد أن بعض الأندية التي تعمل في مجال الاستثمار لا تريد العمل، ولا تريد لغيرها العمل».

وأضاف: «لو تحدثنا عن أرقام مبيعات بعض الأندية السعودية في العام قبل الماضي والذي قبله، نجد أنها لم تبرح نقطة الصفر، ولكن بعد وجود الهيئة أصبحت المبيعات بمئات الألوف، وعلى سبيل المثال نجد أندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي حصلت على أعلى المداخيل في الموسم الماضي، فمبيعات نادي الهلال على سبيل المثال وصلت إلى «600 ألف ريال»، ونادي النصر إلى «400 ألف ريال»، وهذه المبالغ أعتبرها قليلة، لكن لو تعاونت الأندية مع الهيئة لأصبحت المبالغ مضاعفة، ولدينا مثال على ذلك وهو مشروع (شماغ الأندية)، فلو أن رئيس النادي خرج للإعلام وطالب جماهيره بدعم هذا المشروع، فأنا أضمن وعلى مسؤوليتي أن الأرقام ستكون خيالية ومربحة للنادي، ولكن للأسف تفاجئنا أن بعض مسؤولي الأندية خرج وتحدث بطريقة غريبة: إننا ضد هذه الفكرة وسنقدم شكوى.. وهو ما يجعل المستثمر يراجع حساباته ويتخوف من الاستثمار في دوري زين».

وبين المدلج أنهم استطاعوا الوقوف على نقاط القوة والضعف واحتياجات الكرة السعودية «حتى يكون لدينا دوري محترفين حقيقي ومثالي نستطيع من خلاله محاكاة الدوريات العالمية المميزة، والأمير نواف بن فيصل وضع في اعتباره هدفين أساسين: الأول أن يكون الدوري السعودي ضمن أفضل 20 دوريا على مستوى العالم، والثاني أن يكون الدوري السعودي أفضل دوري في آسيا، ونحن نعمل على تحقيق ذلك».

وواصل: «قبل أسبوعين، كان لدينا زيارة قام بها فريق من هيئة دوري زين للمحترفين لليابان وكان الهدف منها التعرف على الدوري الياباني والأندية هناك، ومن خلال هذه الزيارة اتضح أنه لا يوجد فارق كبير بيننا وبينهم حتى إننا أفضل منهم في بعض الأشياء، لكن اليابان استفادت كثيرا بتنظيمها كأس العالم 2002 لوجود ملاعب متميزة تقام بها مباريات الدوري، وبالتالي لا بد من قول الحقيقة إأن هناك فرقا كبيرا بيننا وبينهم من ناحية الملاعب، ونحتاج إلى فترة طويلة حتى تصبح ملاعبنا مثل ملاعبهم، وبالتالي يتعين إقامة بطولات عالمية بالسعودية كي تسرع من عملية تأهيل الملاعب بحيث تكون عالمية بالموصفات التي شاهدناها في اليابان، وفي جنوب أفريقيا، والموجودة حاليا في أوروبا».

وعن النواقص في الملاعب السعودية مقارنة بالملاعب الموجودة في اليابان التي هي مصممة على أحدث طراز ووفقا لمواصفات (الفيفا)، قال: «ملعب الملك فهد الدولي بالرياض يحتاج إلى عمل إضافي بنسبة 20% لتطويره وتحسينه حتى يصل لمواصفات الملاعب العالمية، فعلى سبيل المثال لا يوجد فيه أكشاك لبيع المرطبات والطعام، وبالنسبة إلى المقاعد فعلى الرغم من أنها مرقمة فإنها غير مستخدمة، وهنا يضطر المشجع للحضور قبل المباراة بثلاث ساعات حتى يحصل على مقعد، ونجد أيضا أن 70% من مقاعده درجة واحدة وبالسعر نفسه، وكذلك المركز الإعلامي في الملعب غير فعال بالشكل الصحيح، وإذا أردت مواصفات الفيفا يشترط أن يكون دخول اللاعبين من تحت المقصورة الرئيسية، وما نجده في الملعب هو أن اللاعبين يدخلون من الجهة المقابلة للمقصورة وهذا مخالف لأنظمتها، وإذا أردنا أن نحتضن مثلا مسابقة تخضع لأنظمة الفيفا في الوقت الحاضر فلا بد أن يتم تعديل كبير في الملاعب، وخصوصا في غرف ملابس اللاعبين التي يفترض أن يكون مكانها تحت المقصورة، وهذا من وجهة نظري موضوع من الصعب تنفيذه، وهذا ما يخص ملعب الملك فهد الدولي، ولو تحدثنا عن بقية الملاعب فأعتقد أنها بحاجة إلى إضافات كثيرة: فملعب الأمير فيصل بن فهد يحتاج إلى تعديل 50%، وملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة يحتاج إلى عمل أكثر، وملاعب الدمام والقصيم تحتاج إلى مشوار طويل للوصول إلى المواصفات العالمية».