دراسة عالمية: أمراض «الوفرة الغذائية» تحتاج إلى برامج توعية في السعودية

«كرافت فوودز»: 82% من الأمهات السعوديات يرين عدم تناول أطفالهن نظاما غذائيا متوازنا

TT

كشفت دراسة عالمية أن انتشار أمراض الوفرة الغذائية في السعودية تستدعي تبني برامج وحملات توعوية لعادات الغذاء السليم، مفصحة في الوقت ذاته عن مؤشرات سلبية في إدراك الأمهات السعوديات للتغذية الصحية لأطفالهن.

ودعت شركة «كرافت فوودز» للأجبان، في دراسة أعدتها حول الغذاء الصحي والتوعية الغذائية وشملت أكثر من 850 سيدة من الخليج، إلى أهمية تحرك الجهات الحكومية نحو تبني حملات توعوية كبرى للتحذير من أخطار الوفرة الغذائية التي تتسبب في تبني الجسم لتغييرات صحية خطيرة.

وتهدف هذه الدراسة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، إلى تحديد سلوكيات وممارسات وأفكار الأمهات حول العادات الغذائية التي تعتمدها عائلاتهن، مع الإشارة إلى أن أكثر من 850 أما من الإمارات العربية المتحدة، والكويت والسعودية، شاركن في هذه الدراسة التي امتدت على مدى شهر كامل.

وكشفت الدراسة أن الأمهات في السعودية مدركات لأنواع الأغذية التي تحتوي على قيمة غذائية عالية، مثل الفاكهة والخضار الطازجة، والأجبان والبيض، لكنها أشارت إلى أن هذا الأمر يتعارض مع تأكيد الكثير منهن أن أطفالهن لا يتناولون نظاما غذائيا متوازنا، حيث إن وجباتهم تفتقر إلى الكمية المناسبة من البروتينات، والحديد، والكالسيوم والفيتامينات.

وأشار الدكتور خالد المدني، استشاري التغذية والنائب السابق لرئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية، إلى أن التغييرات الاجتماعية والاقتصادية المتسارعة التي شهدتها السعودية خلال العقود الأربعة الأخيرة، تركت آثارا عميقة على أنماط استهلاك الأغذية والحالة الصحية والغذائية للمواطنين السعوديين، مشددا على أن أمراض الوفرة الغذائية باتت أكثر انتشارا نتيجة لهذه التغييرات.

وقال المدني إن الحاجة أصبحت واضحة لإطلاق برامج التوعية الغذائية بغية تثقيف الجمهور حول العادات الغذائية السليمة وأنماط استهلاك الأغذية، إضافة إلى أهمية استهلاك أنظمة غذائية متوازنة، في خطوة يمكن أن تسهم في تخفيف الأزمة التي بدأت تلوح في أفق الحالة الصحية.

ومن خلال هذه الدراسة، فقد أكدت 82 في المائة من الأمهات السعوديات أن أطفالهن لا يتناولون نظاما غذائيا متوازنا، كما أن أكثر من 65 في المائة منهن شددن على ضرورة زيادة كمية الكالسيوم والحديد في النظام الغذائي لأطفالهن، بينما أكدت نحو 35 في المائة منهن أن أطفالهن يحصلون على كمية كافية من البروتينات، إلا أن الأغلبية منهن تشعر بأن هذه الكمية غير كافية، بينما أشارت أكثر من 60 في المائة من الأمهات إلى ضرورة زيادة كمية الفيتامينات في النظام الغذائي لأطفالهن.

واستنادا إلى هذه الدراسة، فإن السعرات الحرارية هي المشكلة الصحية التي تقلق النسبة الأكبر من الأمهات السعوديات اللاتي شملتهن الدراسة، حيث أعربت نحو 41 في المائة منهن عن القلق في ما يتعلق بكمية السعرات الحرارية التي يستهلكها أطفالهن، رغم تأكيد أكثر من نصفهن أنهن قلقات بعض الشيء فقط.

وتأتي هذه النسب المسجلة لتتعارض مع تأكيد 60 في المائة أنهن مارسن مراقبة قليلة أو معدومة لكمية السعرات الحرارية التي يستهلكها أطفالهن، كما اعترفت نحو 14 في المائة بعدم ممارستهن أي مراقبة في هذا الإطار، بينما لفتت نحو 35 في المائة من الأمهات السعوديات إلى أنهن دوما أو غالبا ما تطلعن على محتوى السعرات الحرارية المذكور على الملصق الغذائي للمنتجات التي يشترينها، في حين أشارت 34 في المائة منهن إلى أنهن نادرا أو أبدا ما يقمن بذلك.

وطبقا للدراسة، فإن الأمهات السعوديات أكدن بنسبة 60 في المائة منهن أن أطفالهن يتناولون وجبة خفيفة يوميا، بينما أشارت 50 في المائة منهن إلى تقديم السندويتشات، الكعك، الرقائق، الشوكولاته، الحلويات والأجبان.