«غوغل» تقود الدراجات الهوائية في 200 مدينة بالولايات المتحدة

تخطط لإضافة طرق في مختلف أنحاء العالم إلى خرائط «غوغل مابس»

على الرغم من أن النسخة التجريبية من هذا البرنامج لم يتم إطلاقها إلا منذ بضعة أشهر فإنها شكلت بالفعل طريقة سفر جديدة لعشاق ركوب الدراجات («نيويورك تايمز»)
TT

كان الطريق مرسوما في ذهني، وكنت أنوي قيادة الدراجة من «لوار إيست سايد» في مانهاتن، وأتجاوز شاحنات تاكو على طول ملاعب الكرة في ريد هوك، ببروكلين، وأطوف خلال منتزه بروسبكت بارك لأصل إلى شاطئ برايتون بيتش من أجل مزاولة السباحة لفترة وجيزة، ثم أتوجه على دراجتي راجعا مرة أخرى إلى مقهى في وليامزبورغ لمشاهدة نهائيات كأس العالم.

وبدافع الفضول، استشرت التطبيق الجديد لبرنامج «خرائط غوغل» (غوغل مابس) والخاص بالدراجات الهوائية الموجود على جهاز الكمبيوتر الخاص بي لمعرفة ما إذا كان نظام الحساب الذكي الذي به يمكن أن يباري إحساسي المؤكد بالاتجاهات. وقد نجح التطبيق بالفعل في الجزء الأكبر من المهمة لكنه واجه بعض العقبات القليلة: فقد دلني على الطريق الخطأ في شارع سميث في بروكلين، ثم حولني بعيدا عن «بروسبكت بارك» - وهو أفضل مكان في المنطقة لركوب الدراجات - وفي طريق العودة، شأنه شأن الموجه المفرط في الحماية، قادني بعيدا عن الأجزاء غير المستوية في منطقة بيدفورد ستثفسنت (وأنا في الوضع الطبيعي كنت سأتجنب طريق بيدفورد فقط). ومع ذلك، فإن هذه النتيجة ليست سيئة لبرنامج قام بإعداده بعض المبرمجين الموجودين على بعد آلاف الأميال مني.

وقال ديف بارث، مدير الإنتاج في «غوغل مابس» ومقره سياتل: «ما زال هذا البرنامج في إطار التجربة نوعا ما. لقد أطلقنا خرائط قيادة الدراجات من دون استكمال لتغطية جميع الأماكن بسبب التشوق الشديد الذي لمسناه من راكبي الدراجات على شبكة الإنترنت».

وعلى الرغم من أن النسخة التجريبية من هذا البرنامج الذي يساعد راكبي الدراجات لم يتم إطلاقها إلا منذ بضعة أشهر، فإنها أعادت بالفعل تشكيل طريقة سفر عشاق ركوب الدراجات.

ويغطي برنامج الخرائط أكثر من 200 مدينة في الولايات المتحدة، وهناك خطط لإضافة طرق لركوب الدراجات في مختلف أنحاء العالم. وقد اعتمد معدو برنامج خرائط «غوغل مابس» على مزيج من البيانات، من ضمنها المصادر المتاحة للجمهور مثل خرائط طرق ركوب الدراجات والمعلومات المقدمة من المستخدمين.

وينضم البرنامج الجديد إلى عدد كبير من المواقع التي توفر خرائط لطرق ركوب الدراجات على شبكة الإنترنت مثل موقع «بايكلي» www.bikely.com الذي يتيح للمستخدمين تبادل خرائط طرق قيادة الدراجات في المدن المختلفة حول العالم و«رايد ذا ستي» أو www.ridethecity.com وموقع «غيوويكي» أو www.geowiki.com (التطبيق الذي يتيح التحرير الذاتي للخرائط) والمتاح في 10 مدن (من ضمنها نيويورك وبوسطن وسان فرانسيسكو وتورونتو) التي تسمح للمستخدمين بتحرير خرائط الطرق أثناء سيرهم وموقع «ماب ماي ريد» أو www.mapmyride.com والذي يركز بشكل أكبر على التدريب واللياقة البدنية وتسجيل بيانات الأداء.

ولكن أكثر هذه المواقع والتطبيقات قوة - وانتشارا بين سائقي الدراجات - هو برنامج «غوغل» الذي تركز خرائطه على ثلاثة أنواع من الطرق: ممرات خاصة بالدراجات فقط (ويتم إبرازها باللون الأخضر الداكن) ومسارات الدراجات (الأخضر الفاتح) والطرق الصديقة للدراجات ولكن ليس بها مسارات منفصلة (أخضر متقطع).

كما يضم البرنامج العوامل الحسابية المتعلقة بالمتغيرات، غير ممرات الدراجات، التي تأخذ في الاعتبار قبل اختيار «الطريق الأفضل» مثل التقاطعات المسببة للارتباك والتلال أو الشوارع المزدحمة. ويتضمن البرنامج أكثر من 12.000 ميل من مسارات الطرق الوعرة أيضا.

ولأن المزيد من البيانات يتم إدخالها حاليا على البرنامج ومع دفع «غوغل» بمزيد من المركبات ثلاثية الدفع - مثل «التوك توك» أو الدراجات النارية ذات الثلاث عجلات التي ينشرها «غوغل» وبها كاميرات تصوير وأجهزة الكمبيوتر لمسح الطرق - فمن المتوقع أن تتحسن الخرائط التي يقدمها البرنامج.

ويقول إبين فايس، مؤلف مدونة «بيك سنوب إن واي سي» أو «BikeSnobNYC»: «أن لا يقدم غوغل مابس خرائط بها اتجاهات سير الدراجات فهو أمر يشبه أن لا يبيع متجر (غاب) الملابس الداخلية. وعلى الرغم من أن نتائج البرنامج غير موثوقة بنسبة 100 في المائة، فإنها لا تزال أفضل من عدم وجودها على الإطلاق».

وردود الفعل على هذا التطبيق الموجودة في مجتمعات سائقي الدراجات، المعروفة بنقدها اللاذع وصراحتها الشديدة، مختلطة في أحسن الأحوال. وما زال البرنامج يواجه بعض المشكلات الفنية، مثل عدم توافر نسخة له تعمل على تليفون «آي فون» (متوافر فقط على أجهزة بلاك بيري وأندرويدز) وأسلوبه غير المتقدم في التزامن أو الاحتفاظ بخرائط الطرق على الأجهزة المحمولة في اليد (ناهيك عن حقيقة أن استخدام هذا التطبيق يستنزف بطاريات الأجهزة).

كما أن هناك من يزعمون أن الخرائط التي يقدمها البرنامج تقود سائقي الدراجات بطريقة خاطئة إلى شوارع مزدحمة ذات اتجاه واحد أو إلى الممرات الخاصة بالمشاة فقط في الحدائق العامة. ويشكو آخرون من أن الحسابات التي يقوم بها البرنامج ليست موسعة بما فيه الكفاية لمعرفة كل الشوارع الخلفية ومسارات الدراجات المختفية داخل المدن والضواحي.

وقد تفاجأ تشاد سيلبرغ، الذي يقود الدراجات منذ فترة طويلة وهو من ولاية مينيسوتا ويعيش الآن في بروكلين، مؤخرا عندما قام بكتابة عنوان عمله - وهو متجر للدراجات في أيست فليدج - على «غوغل مابس».

ويصف الطريق الذي ظهر له على البرنامج قائلا: «إنه لم يكن حتى قريبا. لكني أعتقد أنني لو كنت من خارج المدينة ولا أعرف الطرق، كان يمكن أن يكون هذا طريقا جيدا بالنسبة لي». وأضاف أن التطبيق يعمل على نحو أفضل في إيجاد الطرق الطويلة والأقل شهرة. وعندما قاد دراجته مؤخرا إلى سيتي آيلند في شمال برونكس، عثر له «غوغل مابس» على طريق مناسب.

وبطبيعة الحال، فإن مدى الاعتماد على الخرائط التي يقدمها «غوغل مابس» يختلف من مدينة إلى مدينة، بحسب الخرائط المتاحة عن المنطقة، أو نظام تحديد المواقع «جي بي إس». وعلى سبيل المثال، فإن مدنا مثل بورتلاند وأوريغون يوجد عنها قدر هائل من البيانات المتاحة والخاصة بمسارات الدراجات مما يمكن «غوغل مابس» من استخدامها في رسم خريطة لطرق الدراجات فيها.

ويقول جوناثان موس، الناشر على مدونة BikePortland.org الشهيرة: «إنهم يقومون بعمل كبير، إنهم يقومون برسم خرائط لطرق الدراجات يقوم بوضعها مواطنون هنا منذ سنوات». ولكن في أجزاء من ضواحي سياتل أو سان فرانسيسكو، حيث راكبو الدراجات يستخدمون المسارات التي في الغابات كاستخدامهم للشوارع الرئيسية، فإن رسم خرائط لكل الطرق فيها يعتبر تحديا كبيرا. والخرائط هي أكثر فائدة لقيادة سائقي الدراجات نحو طرق أكثر استواء وأمنا.

وقال رينيه ريفيرا، القائم بأعمال المدير التنفيذي لتحالف سان فرانسيسكو للدراجات: «إن الأمر يتطلب الكثير من التخمين. وبخاصة بالنسبة لأولئك الجدد على المدينة مثلنا والذين قد تفزعهم كل هذه التلال».

وتظهر أكبر المشكلات في المناطق المزدحمة بالسيارات أو التي تعتبر غير ملائمة لسير الدراجات. وقد كتب أحد سائقي الدراجات من تلك المدينة مؤخرا على منتدى خاصة بركوب الدراجات يقول: «حاولت استخدام (غوغل مابس) لركوب الدراجات هنا في رود ايلاند. بعد تجاوز الجسور، وصلت إلى منطقة إي - 95 شمالا. وقادني الطريق الذي اقترحه (غوغل مابس) إلى جسري نيوبورت وجيمس تاون، وكلاهما يمنع ركوب الدراجات، وقد كان هذا أمرا مثيرا للسخرية حتى بالنسبة لنسخة تجريبية».

لكن سام فان ديلين كانت له تجربة أكثر إمتاعا مع «غوغل مابس»، ففي الذكرى الأولى لزواجه هذا الصيف، قام هو وزوجته برحلة بالدراجات بطول 60 ميلا من منزلهما في شيكاغو إلى إنديانا دونوز، وبدلا من اتخاذ طريق الدراجات المعتاد، أخذ طريقه من تطبيق «غوغل مابس» الخاص بالدراجات الذي دله على طريق طوله 10 ميل فقط التف بهما بعيدا عن الطرق المزدحمة في غاري بولاية إنديانا.

ويقول السيد بارث إن برنامج خرائط «غوغل مابس» أصبح مبنيا على مشاركات المستخدمين أكثر من ذي قبل - وقد سبق أن تدفق عليه أكثر من 20000 تصحيح مقترح - وسيكون بمقدور سائقي الدراجات تحرير البيانات على أجهزتهم المحمولة في اليد أثناء قيادتهم للدراجات. وبالنسبة للطرق المحددة المتاحة على موقع «بايكلي»، يمكن للمستخدمين تحميل طرقهم المفضلة من خلال وظيفة «غوغل ماي مابس»، التي يمكن البحث فيها من قبل مستخدمين آخرين. وتخطط «غوغل» أيضا لطرح خرائط لطرق سير الدراجات في المدن في بلدان أخرى في السنوات المقبلة.

وللحصول على معلومات أكثر تفصيلا، يفضل استخدام التطبيقات التي تركز أكثر على مدن محددة، فتطبيق «اسبوكس أن واي سي» Spokes NYC المجاني يحتوي على واجهة أنيقة تحدد ساحات انتظار ومتاجر الدراجات على طول الطريق، وتطبيق «سيكلوباث» Cyclopath (مجاني) يتيح للمستخدمين تعديل الطرق في سانت بول ومينيابوليس. وتطبيق «إس إف بايك مابير» SF BikeMapper يتيح لسائقي الدراجات في سان فرانسيسكو اختيار نوع الطريق الذي يسلكونه، الأقصر أو الأكثر استواء. كما قام أندرياس كامبانيس، الذي صاحب مدونة «لندن سيكلست»، بنشر كتاب إلكتروني به 25 طريقا مفصلا لركوب الدراجات في لندن.

وفي حين يقول جميع سائقي الدراجات إن جميع تطبيقات الخرائط هذه مفيد في تخطيط الرحلات، فإن معظمهم يوافقون على أنهم أكثر فائدة عندما يعتمد عليهم كخطة بديلة أكثر منها خطة أساسية، التي ينبغي أن تكون فقط خريطة عادية.

ويقول موس من بورتلاند، أوريغون، : «لن أعتمد عليها أبدا بنسبة 100 في المائة. كما أنني لن أعتمد فقط على توجيهات تطبيق تحديد المواقع الجغرافي «جي بي إس» في توجيه السيارة. إن هذه التطبيقات ليست ذكية على أرض الواقع كالإنسان. بالإضافة إلى ذلك، فلن يكون لدي متعة أكثر من استكشاف مدينة جديدة.إنني أكون سعيدا عندما أضل الطريق وأنا أستكشف مدينة جديدة».

* خدمة «نيويورك تايمز»