محمد عبده: غازي القصيبي غاب عنا ولكنه موجود في قلوبنا

فنان العرب يروي لـ «الشرق الأوسط» قصة «أجل نحن الحجاز ونحن نجد»

TT

«أجل نحن الحجاز ونحن نجد.. هنا مجد لنا وهناك مجد.. ونحن جزيرة العرب افتداها ويفديها غطارفة وأسد».. لم تغب أبدا تلك الرائعة الوطنية التاريخية التي كتبها الراحل غازي القصيبي عن مخيلة فنان العرب محمد عبده.

تلك الملحمة الوطنية التي ارتبطت بأذهان السعوديين، وتحولت إلى مقولة يرددها الصغير قبل الكبير، وبقيت مفردة جميلة يقولها ابن الحجاز وابن نجد منذ انتشار هذه الأغنية قبل عشرين عاما. يتذكر محمد عبده وصوته مليء بشجن الحزن لفراقه غازي القصيبي: «القصيدة هذه حصلت عليها تعديلات كثيرة ومتكررة، وأنا كنت في تلك الفترة على صلة دائمة بالدكتور الراحل. العمل أضيفت عليه تعديلات كثيرة، حتى من جانب اللحن، حيث كان اللحن مجهزا بالأسلوب العسكري، وكان جميلا جدا ومنسقا مع الاستهلال الشعري الذي كان عظيما جدا، ولكن جاءت رغبة وليد البراهيم رئيس مجلس إدارة (إم بي سي) التلفزيونية في تغيير اللحن».

ويسترسل عبده في حديث الذكريات: «أنا والراحل غازي القصيبي كنا مقتنعين باللحن والإيقاع الأول، ولكن تم تغييره إلى اللون الدوسري، لأنه في العرف الموسيقي إذا تم تغيير الإيقاع من أربعة أربعة إلى أربعة ثلاثة، فسيتوجب تغيير اللحن».

وقال عبده: «فقدت الساحة الأدبية والثقافية والوطنية إنسانا نزيها، فهو شاعر لا يشق له غبار، وكان محبا لوطنه وأمته بكل تفان وإخلاص. وهو ابن عائلة كبيرة مرموقة وغنية وثرية، ما كان ينقصه شيء ليخرج إلى المطاعم والأسواق ويتناول أدوات الطبخ، في بادرة جميلة منه لتقديم أعمال مهنية مشرفة للشباب السعودي. ولكن غازي زرع فيهم حب الوطن وحب العمل وحب البساطة، وقدم لهم صورة جميلة من أن الغني والفقير والتاجر لا بد أن يكون هدفهم واحدا للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة. رحم الله غازي القصيبي وإذا غاب عنا فهو موجود في قلوبنا».