مشروع «ابن باز» لتزويج الشباب يمتنع عن دعم راغبي «التعدد»

مسؤول لـ«الشرق الأوسط»: 65% من المتقدمين «نساء».. تصل أعمارهن إلى 61 عاما

جانب من إحدى دورات المشروع التي استفاد منها نحو 53 ألف متدرب ومتدربة («الشرق الأوسط»)
TT

رغم أن كثيرا من الفقهاء والاجتماعيين يرون في «تعدد الزوجات» حلا لمشكلة العنوسة وتأخر الزواج لدى الفتيات، فإن مشروع «ابن باز» الخيري لمساعدة الشباب على الزواج، والذي من أهم أهدافه الإسهام في الحد من ظاهرة العنوسة، يمتنع عن تقديم المساعدات المالية لراغبي التعدد، قاصرا ذلك فقط على «عش الزوجية» الأول.

وهو ما يؤكده ياسر المنيع، مدير العلاقات والإعلام بالمشروع، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، قائلا: «نعم، مشروع (ابن باز) الخيري لمساعدة الشباب على الزواج يسعى للتخفيف من نسبة العنوسة في المجتمع من خلال دعم الشباب المحتاج ماديا حسب شروط معينة إن توفرت، ومن هذه الشروط أن يكون هو الزواج الأول للمتقدم، أما من يرِد التعدد فإن المشروع يقدم خدماته لهم من خلال البحث عن شريكة الحياة سواء أرادها ثانية أم ثالثة أم رابعة».

وعن أسباب قصر المساعدة المالية على الزواج الأول، يعلل ذلك بقوله: «لفتح المجال للشباب المحتاجين الذين لم يتيسر لهم الزواج بعد وهم عاجزون عن تحمل تكاليف الزواج»، وأضاف: «المشروع قائم بعد الله عز وجل على تبرعات المحسنين والتجار ورجال الأعمال وغيرهم، وبهذه المناسبة ندعوهم لمد يد العون للشباب المحتاج المقبل على الزواج سواء من الصدقات أو من الزكاة كما أفتى بذلك العلماء الكرام».

من جهة ثانية كشف مدير العلاقات والإعلام بمشروع «ابن باز» الخيري، أن نسبة النساء المتقدمات والمسجلة بياناتهن لدى وحدة التوفيق في المشروع تصل إلى 65 في المائة من إجمالي المتقدمين، حيث لا تتجاوز نسبة الرجال 35 في المائة فقط، وأضاف المنيع: «إجمالي العدد المسجل لدينا في وحدة التوفيق 5478 من الرجال والنساء حتى الآن».

علما بأن «وحدة التوفيق بين راغبي الزواج» تسعى لمساعدة الراغبين في الزواج من الجنسين في البحث عن الشريك المناسب، بهدف تحقيق أكبر قدر من الصفات المرغوبة لدى الطرفين، كما تهدف الوحدة إلى الإسهام في حماية المجتمع من الفساد الخلقي، بتوفير فرص العفاف لعناصر المجتمع، وتوفير وسيلة حديثة ذات أسلوب عصري ومتطور، للتعريف بين راغبي الزواج، وفق ضوابط تحافظ على السرية والثوابت الشرعية للمجتمع.

وقد جاء اهتمام مشروع «ابن باز» بتأسيس هذه الوحدة للإسهام في إيجاد الحلول لعدد من الإشكالات التي حدثت نتيجة التطور الاجتماعي، وذلك حسب ما يفيد القائمون على المشروع، منها: ازدياد نسبة السكان، وضعف العلاقات الاجتماعية التي أدت إلى قلة فرص التعارف بين الناس، وارتفاع نسبة العنوسة. كل ذلك كان دافعا لإنشاء هذه الوحدة، أملا في مساعدتهم، وقطع الطريق على الأساليب غير المأمونة في التوفيق.

وبالسؤال عن أكثر الفئات العمرية استفادة من خدمات التوفيق بين راغبي الزواج، يقول المنيع: «الفئات العمرية المسجلة لدينا يصل سنهم من الرجال حتى 86 سنة، وأما النساء حتى 61 سنة»، وحول كيفية مساعدتهم يقول: «لوحدة التوفيق شروط إن توفرت يتم قبول طلبه والبحث عن شريك حياته، أما الرجال فلا بد من حضور الشخص ومقابلة الباحث الاجتماعي، وأما النساء فيكتفى حاليا بالاتصال على هاتف وحدة التوفيق».

ويضيف: «بعد الحضور للرجال أو الاتصال من النساء أو من أقاربهن يتم أخذ بيانات ومواصفات الشخص المتقدم والصفات المرغوبة في شريك الحياة، وبعد ذلك يتم البحث والتوفيق بينهم وتحقيق أكبر قدر من الصفات المرغوبة لدى الطرفين حسب المتاح بكل أمانة وسرية». بينما يؤكد مدير العلاقات والإعلام بالمشروع أن خدمة التوفيق بين راغبي الزواج يستفيد منها جميع فئات المجتمع السعودي باختلاف طبقاتهم وجنسياتهم داخل حدود البلاد.

يذكر أن مشروع ابن باز الخيري إلى جانب مساهمته في تقديم المساعدات المادية للمقبلين على الزواج والتوفيق بين راغبي الزواج، يقوم كذلك بتقديم خدمات الاستشارات الأسرية والإصلاح الأسري عبر مختصين في شؤون الحياة الزوجية والأسرية، ودورات تدريبية تأهيلية وتطويرية، وللمشروع إصدارات متنوعة في مجال الأسرة والحياة الزوجية وسعادتها، وتم إصدار أكثر من مليون و180 ألف نسخة من الإصدارات المقروءة والمسموعة والمرئية، وإصدار سلسلة كتب «دليل الإرشاد الأسري» التي طبع منها أربعة أجزاء.

ووفقا للبيانات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» فقد قدم المشروع مبلغ 158 مليون ريال لـ12500 مستفيد، وذلك في إطار المساعدات المالية، أما بالنسبة للاستشارات الأسرية فتم استقبال أكثر من 60 ألف استشارة هاتفية، ووصلت حالات الإصلاح الأسري بالمقابلة إلى أكثر من ألف حالة، وبلغت الاستشارات الأسرية الإلكترونية أكثر من 18 ألف استشارة إلكترونية. بينما قدم المشروع أكثر من مائة دورة تدريبية متنوعة في مجال الزواج والأسرة، استفاد منها أكثر من 53 ألف متدرب ومتدربة.

ومن الدورات التي أقامها المشروع: مهارات الأسرة السعيدة، أسرار ومهارات في السعادة الزوجية، مهارات النجاح العائلي، قوانين الحياة الزوجية، الطريق إلى القلوب، فنون الحوار الأسري وحوار المشاعر الزوجية، فيروسات الحياة الزوجية، قبل الزفاف وأنماط الزوجين، فن التعامل بين الزوجين، طرق حل المشكلات الزوجية، حتى لا تكون مشكلة، سحر الألفة، دليلك إلى حياة زوجك، جددي حياتك الزوجية، مهارات تربية الأبناء، استراتيجية التعامل مع المراهقين، الخطوات الخمس إلى قلب ابنك، ميزانية العائلة وترشيد الاستهلاك الأسري.