هزيمة روما الساحقة أمام أولمبياكوس تدق ناقوس الخطر بالفريق

تراجع مستوى أدريانو والعصبية تسود اللاعبين

TT

يمكن للفرد أن يخسر ماء وجهه، ولكن لا يمكنه فقد الرغبة في المزاح. وهذا تماما ما فعله بعض لاعبي فريق روما على متن الطائرة التي أقلتهم إلى إيطاليا في فجر يوم السبت الماضي، بعد تلقي الهزيمة على يد فريق أولمبياكوس اليوناني في مدينة أثينا بنتيجة 5 - 1.

لقد وجد بعض هؤلاء اللاعبين لدى أنفسهم القدرة على الضحك بعد التعرض لهذه الهزيمة الثقيلة، بينما كان مونتالي إداري الفريق شاحبا، وظل رانييري مدرب الفريق طوال الرحلة جالسا مكانه في هدوء بعدما علا صوته بتوبيخ اللاعبين في غرفة خلع الملابس. ومع استئناف الفريق لتدريباته أمس يحاول رانييري إيجاد التناغم المفقود من جديد بين صفوف الفريق. لقد دقت هذه الهزيمة الثقيلة ناقوس الخطر أمام نادي روما الذي يسير نحو مباراة كأس السوبر الإيطالي أمام فريق الإنتر بين الشكوك والمستوى السيئ، لدرجة أن توتي قائد الفريق يشعر هو الآخر بالقلق.

لقد لعب نادي روما خلال هذا المباراة بفريقين، وكان الأول هو فريق الأساسيين الذي استطاع أن ينهي الشوط الأول من اللقاء بنتيجة 1 - 1. وعلى الرغم من أنه لم يظهر بمظهر رائع، فإنه لم يؤدّ بشكل سيئ، وترك أثرا جيدا في نفوس المشجعين، حيث اللياقة البدنية التي ظهر بها مينيز، وموهبة توتي المعتادة، فضلا عن براعة المدافع جوان، وأضاع أيضا بعض الأهداف. وفي الشوط الثاني من عمر اللقاء ظهر الفريق الثاني لنادي روما وظهرت الكارثة. وكان أسوأ ما ظهر في ذلك الشوط هو مهاجم الفريق البرازيلي أدريانو، الذي بدأ يعاني بالفعل في مباراة فريقه أمام فريق غروستيو، لقد تراجع أدريانو خطوة أخرى للوراء. ويذكر أن اللاعب البرازيلي خلال الـ9 لقاءات الودية التي خاضها فريق روما، ابتداء من 18 يوليو (تموز) حتى الآن، لم يتمكن من إحراز سوى هدفين فحسب، أحدهما في المباراة التي أقيمت في مدنية برونيكو، والآخر أمام فريق سود تيرول في 24 يوليو الماضي. ومنذ ذلك الحين لم يسجل اللاعب أي أهداف أيضا بسبب الإصابة العضلية التي تعرض لها. لقد تمكن أدريانو بالفعل من فقد بضعة كيلوغرامات من وزنه، إلا أن الزيادة في وزنه لا تزال ملحوظة، فقد استعاد الرغبة، ولكنه لم يستعد تألقه بعد. وحتى الآن لم يتأقلم أدريانو في فريق روما سوى مع اللاعبين البرازيليين.

لقد استهل رانييري مدرب الفريق مشواره هذا الموسم مع الفريق باللعب بثلاث رؤوس حربة، ثم لعب بعد ذلك في فالنسية بطريقة 2 - 4 – 4، وعاد في أثينا ليكرر من جديد طريقة 1 - 3 - 2 - 4. إن التغيير المتكرر لطريقة اللعب يعمل على تشتيت الفريق داخل الملعب، ماذا سيحدث في ميلانو خلال مباراة السوبر؟ إن كل الأمور تدعو للاعتقاد بأن رانييري سيلعب بطريقة 1 - 3 - 2 – 4، ولكن ليس من المستبعد أيضا أن يتحول إلى طريقة أخري بديلة، وهي 2 - 4 - 4.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا كل هذه التجارب التي يجريها المدرب رانييري؟ والإجابة هي أنه يبحث عن الطريقة المثلي التي يتمكن من خلالها من الاستفادة بشكل أكبر من الإمكانات الهجومية لديه (توتي، فوتشينيتش، أدريانو) وحتى يتمكن من التقليل إلى أقصى حد من عدد المستبعدين، وبالتالي الساخطين. ولكن الأمر لا يقتصر على ذلك، بل إن تطور مستوى اللاعب الفرنسي مينيز يجبره على إيجاد مكان له داخل الملعب. والآن أصبح رانييري مهموما وهو يرى أمامه فريقا مهملا ومتغطرسا. ويفسر هذا الدعوة إلى التركيز والتواضع التي جاءت على لسان رانييري أثناء توبيخه للاعبين بعد مباراة أثينا، حيث صرح قائلا: «لا يمكن أن تتلقى شباكنا الأهداف بهذه الطريقة؛ أين عقولكم؟ علينا أن نستعيد تركيزنا وتواضعنا».

لقد عادت للظهور مع أولى الصعوبات التي تواجه الفريق هذه العادة السيئة القديمة التي يعاني منها الفريق، وهي العصبية. لقد كان من الممكن لفريق روما، في سياق آخر، أن ينهي لقاءه أمام فريق أولمبياكوس اليوناني بثمانية لاعبين فقط، حيث من الممكن أن يتعرض كل من مينيز وروزي ولوريا للطرد. فلاعبو فريق روما أصابتهم لحظات من الهستيريا. وكان رد فعلهم سيئا تجاه أول خطأ يتم ارتكابه ضدهم.

ويبدو أن مونتالي، المدير العام للنادي، يزداد انعزالا عن الفريق. إنه مدير ناد بلا مهام معينة. وهذا الغموض لا يساعد على تحسين الأوضاع؛ فبينما كان مونتالي في مدينة أثنيا يتسلم جائزة من المسؤولين اليونانيين، ظل باقي مسؤولي نادي روما في إيطاليا. وكان مونتالي هو من تفاوض مع نادي أولمبياكوس بفضل علاقاته مع النادي، ولكن أليست الأمور المتعلقة بسوق الانتقالات من اختصاص مدير الكرة برادي؟ إن فراغ السلطة في نادي روما - في ظل غياب كامل لأفراد عائلة سينسي - والغموض حول مستقبل النادي لا يسهمان في القضاء على التوترات المحيطة بالفريق. ويحاول مسؤولو النادي في الوقت الحالي الارتباط بالإدارة القادمة لنادي روما. ولا يعتبر هذا أفضل السيناريوهات من أجل مواجهة الموسم الجديد وحل المشكلات التي تواجه الفريق.