لقد كان الجميع يفكرون في طريقة اللعب التي سيطبقها فريق لاتسيو في مباراته الودية أمام فريق ليفانتي. وعندما شاهدوا قائمة لاعبي الفريق لتلك المباراة لاحظوا أن اسم ماورو زاراتي لم يكن بينهم. واعتقد البعض أنه سيشارك في الشوط الثاني، لكن ذلك لم يحدث. ولم يكن الأمر بمثابة لغز، بل كانت عقوبة تأديبية لم يحاول إيدي رييا، المدير الفني لفريق لاتسيو، إخفاءها، حيث صرح قائلا: «لقد أساء زاراتي لي وللفريق في التدريبات خلال الأيام الماضية. وسأترك له الآن يومين أو ثلاثة أيام للتفكير في الأمر».
وهناك بالفعل الكثير من الأمور التي تحتاج إلى تدبر وتفكير. لقد حدث كل شيء مساء الخميس الماضي. فقد طلب رييا خلال التدريب الخططي من زاراتي القيام بحركة معينة في الملعب، ورد اللاعب الأرجنتيني عليه بصوت مرتفع وأهانه. وعند هذا الحد أنهى رييا تدريب اللاعب، وفي التدريب المسائي جعله يتدرب على ملعب مختلف بعيدا عن الفريق الأول، إلى جانب زملائه المطروحين للبيع في سوق الانتقالات. وقد تكرر المشهد نفسه في اليوم التالي أيضا، حيث أدى فريق لاتسيو تدريبات خططية أخرى لم يشارك فيها زاراتي. وخلال الساعات المقبلة سيقوم نادي لاتسيو أيضا بتوقيع غرامة مالية على اللاعب. لم يكن هناك ود أبدا بين رييا وزاراتي. ولقد صرح المدرب علانية في نهاية الموسم الماضي، قائلا بشأن زاراتي: «يجب عليه أن يغير من تصرفاته».
لكن الخلاف بين اللاعب والمدرب لم يظهر قط بمثل هذه الدرجة الحالية. وجاءت هذه الحادثة الأخيرة في فترة كان اللاعب فيها يتصرف بطريقة لا غبار عليها ويبدي حماسا كبيرا أثناء التدريبات. لكن رييا ليس المدرب الأول الذي يدخل زاراتي في مشكلات معه. فقد وقعت خلافات أيضا بين زاراتي وديليو روسي، مدربه السابق، بعد أن قام باستبداله مرتين، وهو ما لم يعجب المهاجم الأرجنتيني. وخلال الموسم الماضي قام ديفيد بالارديني، مدرب الفريق، بتوبيخ اللاعب علانية لتأخره في العودة من الأرجنتين بعد إجازة أعياد الميلاد. ويجب الآن معرفة مدي تأثير تلك الواقعة على فريق لاتسيو، لا سيما أنها تأتي في وقت حرج، حيث لا يمكن استبعاد أي شيء في ظل استمرار العمل بسوق الانتقالات. وبالتأكيد ستعطي المشاجرة التي وقعت بين اللاعب والمدرب لنادي لاتسيو دافعا أكبر، إذا دعت الضرورة، للبحث عن مهاجم آخر في سوق الانتقالات. وعند هذا الحد، لعل من الصواب التفكير في العودة إلى طريقة 2 - 5 - 3. ففي ظل غياب زاراتي، وتطبيق طريقة 2 - 5 - 3 الجديدة القديمة تمكن فريق رييا من الفوز وديا على فريق ليفانتي بنتيجة 1 - 3. وهي النتيجة نفسها، ولكن بالعكس، التي خسر بها فريق لاتسيو أمام فريق راسينغ سانتاندر الإسباني الأسبوع الماضي.
وقد انعكس أيضا أداء فريق لاتسيو، مقارنة بالمباراة السابقة، فلم يخطئ الدفاع سوى مرة واحدة طوال اللقاء في ضربة الجزاء التي تسبب فيها دياس ضد مونو. وقد حدث ذلك في الدقيقة 21 من الشوط الأول وتمكن فريق ليفانتي بتسجيله ضربة الجزاء، من التعادل مع فريق لاتسيو، الذي تقدم في بداية اللقاء بهدف لجونزاليس من تمريرة متقنة لماوري. وفي الشوط الثاني أكد فريق لاتسيو تفوقه، عندما أحرز كوزاك، المهاجم المتألق في فترة الصيف، هدفا من هجمة جيدا لفوجيا. وجاء الهدف الثالث لفريق لاتسيو في الوقت بدل الضائع عن طريق اللاعب ستينداردو، الذي انقض برأسه على كرة رفعها من ضربة ركنية ليديزما، الذي بدأ اللقاء على مقاعد البدلاء ونزل بدلا من ماتوزاليم.
وأوضح رييا قائلا في نهاية اللقاء: «نعم، لقد أصبح أداؤنا أكثر ثقة في ظل اللعب بطريقة 2 - 5 – 3». والآن لا يتبقى سوى حسم الأمور فيما يتعلق بزاراتي.