رحيل «شرير السينما» فؤاد أحمد بعد 20 عاما في الظلام

أشهر أدواره حمودة الأعور وهامان والناظر والرزل

الفنان فؤاد أحمد
TT

غيب الموت، أول من أمس «الاثنين»، الفنان الكبير فؤاد أحمد، عن عمر يناهز 74 عاما، بعد رحلة عطاء كبيرة للسينما والمسرح فقد خلالها بصره في دروب الفن، التي قدم خلالها عشرات من الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية.

عانى فؤاد خلال سنواته الأخيرة من فقدان البصر، وظل طريح الفرش وسط استياء أسرته من تجاهل الوسط الفني له، على الرغم من تاريخه الطويل الذي بدأه مع جيل الرواد من أمثال: فؤاد المهندس، وعبد المنعم مدبولي، وأمين الهنيدي، وعبد الله غيث، ويحيي شاهين.. وحقق نجاحات هائلة مع عادل إمام في فيلم «المشبوه» الذي قدم فيه دور حمودة الأعور، وكذلك دور البلطجي في فيلم «خمسة باب»، ودور زوج أم شيريهان في فيلم «خلي بالك من عقلك».. إضافة إلى أدوار أخرى مهمة في أفلام «رجل لهذا الزمان»، «القطار»، «البؤساء»، وغيرها.

حصل فؤاد على ليسانس آداب وبكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية، وعمل في مسرح الحكيم منذ عام 1963.. ويعد فؤاد من ألمع الفنانين في تقمصهم للأدوار وخاصة الشريرة، وقد ظهرت براعته تلك في التناسق العميق المركز بين أقواله وأفعاله، وهو ما يطلق عليه دارسو فن الإلقاء المسرحي «مبدأ الانتقاء والتأكيد»، وخاصة شخصية «هامان» في مسلسل «محمد رسول الله»، وشخصية «حمودة الأعور» في فيلم «المشبوه». وخلال هذه الرحلة، قدم فؤاد أدوارا متنوعة في مسرحيات «علشان خاطر عيونك» أمام الفنان الكبير فؤاد المهندس، والتي جسد فيها شخصية ناظر المدرسة، و«بجماليون» و«اللص والكلاب» و« الجياع » و«جان دارك» و«ومع خالص تحياتي». وقدم 6 مسلسلات هي «لا اله إلا الله» في الجزأين الأول والرابع، و«البؤساء» و«الدوامة» و«على باب زويلة» و«الكعبة المشرفة».

وشيعت جنازة فؤاد، أول من أمس، من مسجد الشرطة بطريق صلاح سالم (شرق القاهرة)، فيما أقيم العزاء أمس (الثلاثاء) في المسجد نفسه.

ولد فؤاد في مدينة القاهرة عام 1936، ونجح في تقديم شخصية الشرير بشكل لافت للنظر وخاصة أدواره كرجل عصابات، وبلطجي الليل، ولمع فؤاد أحمد أكثر في التلفزيون، وكان آخر أعماله مسلسل «جمهورية زفتى» في عام 1998 الذي أدى دوره وهو كفيف البصر كنوع من الوفاء من أبطال المسلسل.

ابتعد فؤاد عن التمثيل منذ 20 عاما، بعد أن فقد بصره بسبب ماكياج أجري له بطريقة خاطئة أثناء تأديته لشخصية «هامان» في مسلسل «لا اله إلا الله»، حيث وضع الماكيير كمية كبيرة من «القطران» علي رأس فؤاد أدت إلى سد الشعيرات الدموية بالرأس وتوقف وصول الأكسجين إلى المخ، بالإضافة إلى استخدام «الدوكو» في دهان وجهه. وعانى الراحل من العزلة والعجز، وتجاهل الوسط الفني له، فلم يحظ حتى بزيارة زملائه في مهنة التمثيل، إلى أن دخل في صراع طويل مع المرض انتهى بوفاته.

وطوال السنوات الماضية، كان فؤاد ينتظر الموت، وظل إلى آخر رمق في حياته يطالب بعلاجه حتى يبصر من دون أي استجابة من الحكومة المصرية، التي وعدته منذ 17 عاما بالعلاج على نفقتها، وإجراء عملية جراحية له في خارج البلاد، ليعود ويبصر من جديد، ولكن حلمه لم يتحقق حتى وفاته.

وعرف فؤاد في أوساط الفنانين بالفنان المثقف، وكان رحمه الله، حسن المعاشر، دمث الروح. وبحسب وصف أحد المقربين منه، كان «وجهه لا يعرف إلا الابتسامة»، وأنه لم يأخذ حقه من النجومية والشهرة ككثير من المواهب التي أهيل عليها التراب.