خلاف مطعمين ألمانيين حول «التواليت» يصل إلى المحكمة الاتحادية العليا

الكلمة الفصل جاءت لصالح المشتكى عليه

TT

فشلت المحكمة الابتدائية في مدينة فرايبورغ بأقصى جنوب غربي ألمانيا، وكذلك المحكمة الأعلى منها مباشرة وهي محكمة ولاية بادن فورتمبيرغ، حيث تقع فرايبورغ، في تسوية خلاف مطعمين حول المرحاض أو «التواليت»، وبناء عليه اضطرت الآن المحكمة الاتحادية الألمانية للتدخل بأمل حسم القضية التي أزكمت رائحتها أنوف سكان منطقة الغابات السوداء السياحية الشهيرة.

الخلاف في الواقع تفجر بين صاحب مطعم وآخر يدير مطعما متنقلا (عربة) لبيع المأكولات بالقرب من مدينة فرايبورغ الجامعية العريقة الرابضة عند سفوح حافة الغابات السوداء في جبال الجنوب الألماني. وفي العادة يستخدم زبائن المطعم الأول «تواليتات» نظيفة ومزودة بأفضل وسائل الراحة والصحة العامة، في حين يضع الثاني قمرات مرحاضية نقالة (في عربة أخرى) تحت تصرف زبائنه قرب المطعم الثابت.

فقد رفع صاحب المطعم الثابت شكوى ضد جاره، صاحب المطعم المتنقل، شكا فيها من أن قمرات مراحيضه القريبة تبعد الزبائن عن مطعمه الراقي. والطريف أنه ورد في الشكوى أن الزبائن المحتملين للمطعم الثابت ينصرفون عنه عند رؤيتهم القمرات النقالة معتقدين أن مطعمه بلا «تواليتات» ثابتة، ويتجهون للبحث عن مطعم آخر. وأحيانا يخطئ بعض الزبائن فيذهبون إلى القمرات بدلا من استخدام «التواليتات» الثابتة.. ويلعنون بعدها اليوم الذي قادهم إلى هذا المطعم.

المحكمة الابتدائية في فرايبورغ ردت الشكوى وحكمت لصالح صاحب المطعم المتنقل... لكنها طالبته بإبعاد مراحيضه قليلا. غير أن صاحب المطعم الثابت طعن في الحكم أمام محكمة الولاية مطالبا جاره ببناء مراحيض ثابتة. وعندما رفضت المحكمة هذه الشكوى أيضا طالب المشتكي المشتكى عليه برفع مستوى الخدمات في قمراته المرحاضية إلى مستوى «تواليت» مطعمه، وخصوصا، توفير التدفئة والماء الحار وتحسين الإنارة.

وبعد أشهر من الخلافات، تبادل الاثنان خلالها الاتهامات بتخريب أحدهما ممتلكات الآخر، انقطع الماء «مصادفة» عن المراحيض المتنقلة مرة، وخط «مجهولون» رسوم «غرافيتي» على جدران «التواليتات» الثابتة، وعندها تدخلت المحكمة الاتحادية لفض النزاع.

وانتهى الأمر بأن حكم قاضي المحكمة الاتحادية بأنه لا يحق لصاحب المطعم الثابت أن يفرض على صاحب مطعم متنقل توفير شروط «التواليتات» الخاصة بالمطاعم الثابتة. وبالتالي، أعادت المحكمة الاتحادية القضية إلى محكمة فرايبورغ ثانية... وطالبت بغلق الملف.