الأزمة المالية تسيطر على سياسة البيع والشراء في يوفنتوس

وما زال البحث عن مشتر لدييغو مستمرا رغم حاجة الفريق إليه

TT

رغم وصول المفاوضات إلى مرحلة متقدمة بين يوفنتوس وفولفسبورغ بشأن البرازيلي دييغو، أعلن بيبى ماروتا، المدير الرياضي في السيدة العجوز، أنه لم يتلق أي اتصالات من النادي الألماني منذ أربعة أيام معقبا «هذا أفضل، فهناك العديد من الأشياء التي تشغلني حاليا». جدير بالذكر أن اليوفي كان قد طالب بالحصول على 20 مليون يورو مقابل التنازل عن اللاعب، وهو المبلغ اللازم لإنهاء سوق الانتقالات الصيفية في الفريق. في هذه الأثناء، بدأ ماروتا في البحث عن ظهير متقدم ومدافع ولاعب خط وسط ليحل محل بولسون الذي انتقل إلى ليفربول. ونظرا للأوضاع الاقتصادية الحالية في اليوفي، قررت إدارة النادي صرف النظر عن شراء ظهير أيسر، خاصة أن هناك لاعبين يمكنهم القيام بهذا الدور وهما دي تشيليي وغروسو، ومن ثم سوف تتعذر مبادلة الأخير بكالاديزي. وعليه، سيلجأ اليوفي إلى عرض كامورانيزي أو زبينا على الميلان.

من جهة أخرى، كان اليوفي يضع عينيه على باستوس لتغطية مركز الظهير المتقدم، بيد أن مطالب ليون بالحصول على 19 مليون يورو عجلت بإنهاء المفاوضات بين الطرفين. وعلى الرغم من الحلم الذي ظل يراود اليوفي طوال الأشهر الماضية بضم إدين دزيكو، فسيكون من الصعب للغاية الاحتفاظ بمكان خال للصربي، خاصة أن هناك مرشحين آخرين على رأسهم كراسيتش، لاعب الجناح في سيسكا موسكو، الذي أعلن عن ترحيبه بعرض اليوفي رغم رفض النادي الروسي فكرة بيعه، والهولندي إليا الذي يلعب حاليا في هامبورغ. أما بالنسبة إلى جبهة الدفاع، فيأتي كالديزي وبوكيتي على رأس قائمة المرشحين لشغل هذا المركز، بيد أن اليوفي لم يحدد قيمة العروض التي ينوي التقدم بها بعد. ولا يخلو الأمر من بعض الصعوبات في خط الوسط أيضا، حيث قام ماروتا بتحديد مبلغ 5.5 مليون يورو لشراء كريستيان لديزما، لاعب خط الوسط في لاتسيو، في مقابل 8 ملايين يورو يطالب بها الرئيس لوتيتو، فضلا عن المنافسة مع الإنتر ونابولي، وهو ما يضعف من احتمالات ضم اللاعب.

ونظرا لنقص الموارد المالية في النادي، تسعى إدارة اليوفي إلى التعجيل ببيع كامورانيزي وصالحمديتش وزبينا، فيما ترددت بعض الأنباء عن إمكانية بيع ياكوينتا بعد الاهتمام الذي أبداه نادي مارسيليا باللاعب. وهكذا، تظل مسألة انتقال دييغو هي الأكثر أهمية في يوفنتوس، حيث إنها السبيل الوحيد لتوفير المبالغ التي يحتاج إليها اليوفي، بيد أن موقف النادي الألماني لا يزال مبهما بعدما اقترب من التوصل لاتفاق مع والد اللاعب ووكيل أعماله.

وهكذا تبقى فكرة بيع دييغو قوية رغم سعي البرازيلي إلى مواصلة حالة التألق التي أصبحت واضحة تماما. لقد كان كل ما قدمه فريق يوفنتوس من كرة قدم جميلة (وإن كانت قليلة) في مباراته أمام فريق الميلان في مدينة باري في بطولة تيم الودية الأخيرة من نصيب لاعبه البرازيلي دييغو. فقد أحرز اللاعب الهدف الرائع ولعب ضربة الجزاء التي نفذت بالطريقة الصحيحة والتمريرة الحاسمة واللمسات الساحرة. وهو ما جعل كلا من ماروتا المدير العام لنادي اليوفي وديل نيري مدرب الفريق يشيران بوضوح عقب نهاية بطولة تيم الودية إلى أداء اللاعب الرائع وأهميته مع الفريق ولمحا بذلك إلى إمكانية بقاء دييغو بين صفوف الفريق. وقد صرح ديل نيري بهذا الشأن قائلا: «إن دييغو الآن يمنح الفريق المهارة التي تنقصنا. وموقفه في سوق الانتقالات قد يتطور إلى الأفضل أو إلى الأسوأ. ولكننا لم نعتبره مطلقا في صفوف الراحلين عن الفريق. والمهم هو أن يظهر اللاعب أنه جدير بالبقاء معنا وانه يرغب في ذلك. فهو يعرف أننا نثق به».

وقد أكد المدير العام ماورتا على ما صرح به المدرب ديل نيري قائلا: «لم يطلب اللاعب مطلقا من المسؤولين الرحيل عن صفوف الفريق. وبإمكاننا الإعلان عن اهتمامنا بدييغو أو اللاعبين الآخرين غير أن الأمر يخضع لتقييم دقيق من جانبنا ومن جهته أيضا، حيث إننا في النهاية سنقدم له العروض المحتملة لانتقاله. وعلى أي حال ليس هناك حتى الآن أي عروض واقعية بهذا الصدد وليست ثمة معطيات تنبئ عن قرب رحيله عن الفريق». وقد أكد اللاعب البرازيلي ذاته على هذا الأمر معلقا على الهدف الذي أحرزه في شباك فريق الميلان خلال بطولة تيم الودية قائلا: «إن إحراز هدف في مرمى الميلان أمر لا يمكن تكراره كل يوم إلا إنها مجرد بداية. لأنه لا يزال لدي المزيد لأقدمه هذا الموسم».

إذن، هل سيرحل دييغو أم سيبقى في اليوفي؟ لقد حامت الشكوك حول بيع نادي يوفنتوس لصانع ألعابه البرازيلي دييغو عقب التصريحات التي أدلى بها كل ماروتا وديل نيري. ولكن إمكانية بيع اللاعب لا تزال واردة لا سيما أن نادي السيدة العجوز في حاجة إلى السيولة المالية من أجل إتمام صفقات الفريق. إن الأداء الذي ظهر به دييغو مع فريقه أمام فريق الميلان والتصريحات التي تلت هذه المباراة على لسان مسؤولي اليوفي قد تكون السبب الذي دعا نادي فولفسبرغ الألماني لرفع عرض اللاعب البرازيلي. وسرعان ما جاء التأكيد بهذا الصدد من خلال ما تم نشره في صحيفة «بيلد» الألمانية وجاء فيه أن والد اللاعب دييغو ووكيل أعماله في الوقت ذاته قد توصل بالفعل إلى اتفاق مع نادي فولفسبرغ الألماني بشأن انتقال نجله إلى صفوف هذا الفريق بموجب عقد لمدة 4 مواسم مقابل 6 ملايين يورو خالصة غير خالصة الضرائب. وكان ماروتا على علم بالفعل بتفاصيل هذا الاتفاق قبل يومين. والآن قد يكون على النادي الألماني، الذي توقف عرضه لضم اللاعب عند 16 أو 17 مليون يورو، أن يحاول الوصول إلى معادلة الرقم الذي يطلبه نادي السيدة العجوز وهو 20 مليون يورو وهو المبلغ الذي يعد نادي شالكه الألماني الأقرب لدفعه من أجل ضم اللاعب.

ويبدو أن نادي نادي شالكه الألماني قد خرج تماما من هذه الصفقة ليس بسبب اللوائح (حيث إن مسؤولي النادي الألماني حينما حضروا إلى تورينو منتصف الأسبوع الماضي كانوا على علم أنهم لن يتمكنوا من قيد اللاعب في بطولة الدوري الأوروبي المحتمل مشاركة الفريق بها) وإنما بسبب التوصل بالفعل لاتفاق مع نادي فولفسبرغ والذي يفضله اللاعب ذاته. وقد ناقش ماروتا المدير العام لنادي اليوفي جميع التفاصيل المتعلقة بالأمر مع أندريا أنيللي رئيس نادي يوفنتوس وكان من المقرر أن تصل مكالمة هاتفية في مطلع هذا الأسبوع من ديتير هينيس المدير العام لنادي فولفسبورغ. وسيتمسك بشدة المسؤول الألماني في حديثه مع مسؤولي اليوفي بالاتفاق الذي توصل إليه مع والد اللاعب ووكيل أعماله. لقد قدم دييغو مباراة رائعة أمام فريق الميلان أعقبتها التصريحات التي أدلها ديل نيري عن مهارة دييغو وعن أهميته في صفوف الفريق. وهي أمور حقيقية بشكل كبير. وبعد الأداء الراقي الذي أظهره دييغو خلال لقاء الميلان في مدينة باري في مقارنة بباقي زملائه في الفريق بدأ الشك يساور مسؤولي نادي اليوفي حول جدوى التضحية باللاعب وبيعه.