البشير يدعو قادة القوى لاجتماع تشاوري حول قضية الاستفتاء الخميس

أمبيكي يدفع بمقترح لحوار شامل نهاية الشهر بمشاركة دولية.. وغريشن يصل إلى الخرطوم

TT

وجّه الرئيس السوداني عمر البشير دعوة لقيادات القوى السياسية المشاركة في الحكومة والمعارضة لعقد اجتماع تشاوري حول قضية استفتاء جنوب السودان يوم غد الخميس، بينما قدمت الوساطة الأفريقية برئاسة الرئيس الجنوب أفريقي السابق ثامبو أمبيكي مقترحات لحوار شامل في نهاية الشهر الحالي لتجاوز الأزمة الحالية بمشاركة جميع الأطراف الدولية والإقليمية، مع توقعات بوصول مبعوث الرئيس الأميركي للسودان سكوت غريشن، في وقت رفضت فيه الحركة الشعبية تهديدات رئيس مفوضية الاستفتاء بتقديم استقالته، واعتبرت ذلك «تهربا من المسؤولية التاريخية».

إلى ذلك حذر مركز بحوث أميركي شهير من تجدد الحرب الأهلية بعد استفتاء الجنوب. وعلمت «الشرق الأوسط» أن رئيس لجنة حكماء أفريقيا ثامبو أمبيكي أجرى مشاورات أمس بجوبا عاصمة جنوب السودان مع رئيس حكومة الجنوب والنائب الأول للرئيس سلفا كير ميارديت، تركزت حول كيفية الخروج من نفق الأزمة الحالية. وكان أمبيكي قد التقى قبل يومين نائب الرئيس علي عثمان محمد طه بالخرطوم وبحث ذات القضايا المتعلقة بخلافات الشريكين حول ترتيبات ما بعد الاستفتاء والجدل القائم حول تأجيل الاستفتاء عن موعده المضروب في التاسع من يناير (كانون الثاني) المقبل، والخلافات حول تشكيل المفوضية التي تنظم الاستفتاء في ما يتعلق بمنصب الأمين العام.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن «أمبيكي دفع بحزمة مقترحات، أبرزها الدعوة إلى حوار شامل يضم الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني في الثلاثين من شهر أغسطس (آب) الحالي بمشاركة جميع الأطراف ذات الصلة بالسودان والمتمثلة في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والولايات المتحدة الأميركية ودول الجوار ومجموعة الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن.

وفي ذات السياق أجرى سلفا كير مباحثات مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان هيلي منكريوس، بينما توقعت مصادر وصول مبعوث الرئيس الأميركي للسودان سكوت غريشن. وتأتي التحركات في ظل توتر كبير يهدد قيام عملية استفتاء جنوب السودان والعودة من جديد للحرب الأهلية بين السودانيين في الشمال والجنوب. وكان رئيس مفوضية الاستفتاء محمد إبراهيم خليل قد هدد بتقديم استقالته من منصبه بسبب الخلافات في المفوضية واتهامه للجنوبيين بعرقلة عمل المفوضية. واعتبر الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم «التهديد تهربا من مسؤولية تاريخية وعدم اعتراف بحق شعب جنوب السودان في تقرير مصيره حسب اتفاقية السلام الشامل».

من جهته أعلن أمين أمانة العلاقات السياسية في حزب المؤتمر الوطني إبراهيم غندور عن انعقاد الاجتماع التشاوري بين الرئيس عمر البشير وقيادات القوى السياسية، للتشاور حول قضايا السودان وقضية الاستفتاء على وجه الخصوص، يوم الخميس المقبل. وقال غندور في تصريحات صحافية أمس: «إن المؤتمر الوطني يؤكد إجراء الاستفتاء في موعده. وقال: «إن الدعوة للمشاركة في الاجتماع التشاوري المنعقد مساء الخميس ببيت الضيافة بالخرطوم، وجهت لحضور جميع الأحزاب السياسية دون عزل لجهة». وعبر غندور عن أمله في أن تشارك الأحزاب كافة، خصوصا أنها تتحدث عن إقامة الاستفتاء وتنفيذه في موعده المحدد وأن يكون حرا ونزيها وشفافا. ولفت غندور إلى أن قضية الوحدة تحتاج إلى حوار عميق مع الحركة الشعبية، لا سيما أنها تقود قطار الوحدة والانفصال للجنوب. وأعرب عن تفاؤله بتحقيق الوحدة، خصوصا أن المجتمع الدولي والإقليمي يساند الوحدة.

إلى ذلك اعتبر معهد السلام الأميركي أن الاستفتاء على انفصال الجنوب سيكون «الاختبار النهائي لقدرة الفرقاء السودانيين على التعاون وتفادي وقوع كارثة». ونبّه إلى أن «الحركة الشعبية لتحرير السودان قامت بتسويات في أمور أخرى، بينما أشارت بوضوح إلى أنها لن تساوم على الاستفتاء». ويتحدث التقرير عن سيناريوهات لمستقبل السودان، بينها حرب محتملة بين الشمال والجنوب بعد الاستفتاء.

ويشير التقرير إلى ضرورة إسراع حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان في المفاوضات حول ترتيبات ما بعد الانفصال. وفي مقدمة الأولويات إدارة قطاع النفط وتقاسم الإيرادات. ودعا الجنوب والشمال لتطوير استراتيجيات لإشراك المعارضة - المسلحة وغير المسلحة - بفعالية، وإدخال المجموعات الإثنية والقبلية المهمشة في آليات الحكم، بينما يتمّ العمل على لامركزية السلطة وتقاسم الثروات بشكل متساوٍ.