مصدر أمني عراقي: «زرقاوي الشيعة» عاد وهو اليوم قيادي في «عصائب أهل الحق»

أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «أبو درع» المطلوب للقضاء رجع من قم في إيران

آخر صورة لـ«أبو درع» وهو يتوسط أعوانه ويعد لحما للشي في متنزه بمدينة قم الإيرانية («الشرق الأوسط»)
TT

كشف مصدر أمني عراقي رفيع المستوى عن «عودة أبو درع من إيران إلى بغداد»، مشيرا إلى أن «أبو درع» الذي يلقب بـ«زرقاوي الشيعة» والمطلوب للسلطات العراقية والقوات الأميركية «قد يكون وراء غالبية من التفجيرات التي حصلت مؤخرا في بغداد ومدن أخرى».

وقال المصدر الأمني الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، إن «أبو درع» واسمه الحقيقي إسماعيل اللامي «كان قد فر إلى إيران أواخر عام 2008 بعد أن كان قد قام منذ عام 2004 بالكثير من الأعمال الإرهابية ضد السنة في العراق، وتشير معلوماتنا الاستخبارية إلى أنه كان في مدينة قم وأنه تلقى المزيد من التدريبات على أيدي الحرس الثوري الإيراني لتنفيذ أعمال إرهابية ضد القوات العراقية والأميركية والمدنيين من السنة».

وكان أبو درع قد انتمى إلى جيش المهدي الذي سهل له السفر إلى إيران عام 2004 بذريعة زيارة العتبات المقدسة لكنه كان هناك لتلقي التدريبات وعاد ليتسلم مسؤولية «خادم» لسرية جيش المهدي في قطاع 74 في مدينة الصدر. و«خادم السرية» تعني «آمر السرية» حسب المصطلحات التي كان يستخدمها جيش المهدي.

ويتحدر إسماعيل اللامي من أحد الأحياء الفقيرة في مدينة الصدر وقد فشل في دراسته، لهذا كان يساعد والده في بيع السمك في سوق شعبية بهذه المدينة ذات الأغلبية الشيعية، يطلق عليها «سوق مريدي»، قبل أن يتطوع في صنف الدروع في الجيش العراقي ويصل إلى رتبة «نائب ضابط»، لكنه فر من الجيش عام 2000 ولم يظهر إلا عند احتلال القوات الأميركية لبغداد، حيث يعتقد بأنه كان وراء سرقة الكثير من المخازن التجارية الحكومية وغير الحكومية مع مجموعة من أعوانه، قبل أن يتخصص في ملاحقة البعثيين السابقين وضباط الجيش العراقي واغتيالهم، وسرعان ما تحول إلى قائد لإحدى فصائل جيش المهدي وتعهد بـ«إخلاء بغداد من السنة».

ونفى المصدر الأنباء التي كانت قد تحدثت عن مقتل أبو درع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2006 من قبل القوات الأميركية، وقال المصدر الأمني «لقد حاصرت وقتذاك القوات الأميركية أبو درع في أحد أحياء مدينة الصدر لكنها لم تتمكن من القبض عليه أو قتله»، مشيرا إلى أن «أبو درع كان قد تخصص بقتل الأشخاص بواسطة المثقاب (الدريل) الكهربائي، حيث انتشرت وقتذاك جثث لأبرياء وقد ثقبت رؤوسهم بالدريل». وفي منتصف نوفمبر 2008 «كشف قائد الكتيبة الثالثة في الجيش الأميركي التي تنتشر في مدينة الصدر، عن أن اثنين من أبرز قادة جيش المهدي وهما (أبو درع) و(شيخ باقر)، غادرا العراق ويديران أعمال العنف في المدينة عبر مساعديهما، مبينا أنهما شكلا مجاميع خاصة بهما ولا يخضعان لنفوذ زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر»، حسبما نقلت وقتذاك وكالة «أصوات العراق» للأنباء، مشيرة إلى أن «العقيد جون هوارد قال في مؤتمر صحافي عقده ببغداد، إن: أخطر قادة جيش المهدي أبو درع وشيخ باقر، غادرا العراق في وقت سابق وهما يديران جزءا من أعمال العنف في مدينة الصدر عبر مساعدين لهم».

المصدر الأمني، كشف أيضا عن أن «أبو درع الموجود حاليا في مدينة الصدر وبعلم بعض الأجهزة الأمنية، يتمتع بحرية الحركة والتصرف، وهو اليوم قيادي في (عصائب أهل الحق) التي كانت الحكومة قد تفاوضت معها وأطلقت سراح قادتها لكسب تأييدها قبل الانتخابات الأخيرة».