47 قتيلا وعشرات الجرحى في هجوم انتحاري يستهدف مجندين في بغداد

مقتل قاضيين وإصابة 6 آخرين في هجمات متزامنة في العاصمة وديالى

عناصر أمن عراقيون في موقع الهجوم الانتحاري الذي استهدف مجندين أمس (أ.ب)
TT

لقي 47 فردا على الأقل بين مجندين وجنود حتفهم وأصيب 77 عندما فجر انتحاري نفسه وسطهم خارج مركز تجنيد في وسط بغداد أمس. وقال خميس السعد نائب وزير الصحة إن عدد القتلى الذي يبلغ 47 هو العدد النهائي لضحايا الهجوم الذي استهدف قاعدة للجيش قرب ساحة الميدان في بغداد وليس من المتوقع أن يزيد.

ووقع الهجوم قرب مبنى وزارة الدفاع السابق الذي تحول إلى مركز تجنيد للجيش وقاعدة عسكرية بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر بالجيش طلب عدم نشر اسمه قوله إن انتحاريين ربما يكونان نفذا الهجوم الذي يحمل بصمات تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة به. وأضاف المصدر أن المجندين «كان عددهم كبيرا. كنا نسمح لكل 250 بالدخول في كل مرة». وذكر مصدر في مشرحة بغداد أنه استقبل رفات الانتحاري.

وقال المجند صالح عزيز بينما كان يعالج جراحه الأطباء في مستشفى الكرخ «كنا واقفين في طابور طويل. كان معنا جنود وضباط من الجيش (العراقي) وفجأة صار انفجار. لا أعرف إن كان قنبلة أو عبوة. الحمد لله إصابتي كانت في اليد».

وهذا الهجوم هو الأحدث في سلسلة من الهجمات المستمرة منذ الانتخابات التي أجريت في السابع من مارس (آذار) والتي لم تسفر عن فوز صريح لكتلة معينة. ففي السابع من أغسطس (آب) لقي نحو 45 شخصا حتفهم عندما وقع انفجاران أو ثلاثة في سوق بالبصرة مركز النفط بالجنوب كما قتل 39 شخصا على الأقل في 18 يوليو (تموز) عندما هاجم انتحاري أعضاء بمجالس الصحوة المدعومة من الحكومة لتلقي رواتبهم على المشارف الجنوبية الغربية لبغداد. وفي العاشر من مايو (أيار) سقط نحو 125 قتيلا في أنحاء العراق في موجة من الهجمات التي نفذها متشددون مرتبطون بتنظيم القاعدة يقول مسؤولو أمن إنهم يحاولون إثبات أنهم ما زالوا قوة يعتد بها رغم قتل الكثير من زعمائهم في وقت سابق من العام الحالي. ويقول مسؤولون عراقيون وأميركيون إن المسلحين يحاولون استغلال التوترات السياسية. كما أن هذه الهجمات تهدف إلى هز الثقة في قوات الأمن العراقية مع سحب القوات الأميركية والمعدات العسكرية.

إلى ذلك، أعلن مصدر أمني عراقي أمس إصابة شرطيين اثنين ومدني جراء انفجار عبوة ناسفة بناحية أبو غريب (22 كلم غرب بغداد). وقال مصدر في شرطة أبو غريب، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن «شرطيين اثنين ومدنيا أصيبوا بجروح في حادث تفجير عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة في سوق أبو غريب» بعد ظهر أمس. وأضاف أن «إصابات الشرطيين والمدني كانت بليغة وتم نقلهم إلى مستشفى أبو غريب».

من ناحية ثانية، اعتقلت قوات التدخل السريع بمحافظة واسط قياديا في تنظيم القاعدة في قضاء الصويرة (50 كيلومترا جنوب بغداد). وقال المقدم عزيز الإمارة لوكالة الأنباء الألمانية «نفذت قوة تابعة للفوج الثاني لقواتنا ظهر اليوم (الثلاثاء) عملية دهم وتفتيش في قرية الجحيشات تمكنت خلالها من اعتقال قيادي بتنظيم القاعدة يدعى عبد الغفار الجحيشي كان قد نفذ عملية تفجير دراجة مفخخة في سوق شعبية بقضاء الصويرة خلال عام 2007». وأضاف أن قواتنا نفذت عملية الاعتقال بعد ورود معلومات استخباراتية عن وجود المطلوب وقامت القوات بفرض طوق أمني لمكان وجود المطلوب وتم اعتقاله من غير أي مقاومة.

من ناحية ثانية، لقي قاضيان حتفيهما، وأصيب ستة آخرون بجروح أمس الثلاثاء، في أحدث موجة عنف منظمة استهدفت هذه المرة رجال القضاء العراقي في بغداد وديالى. وقال مصدر في وزارة العدل، طلب عدم ذكر اسمه، إن «موجة من العمليات الإرهابية استهدفت أمس ثمانية قضاة في بغداد وديالى، راح ضحيتها قاضيان وأصيب ستة آخرون بجروح».

ولم يعط المصدر تفاصيل وأماكن الحوادث، لكنه قال إن أحد القضاة قتل في بغداد، وثلاثة آخرين أصيبوا في ديالى، أحدهم إصابته خطيرة.

وقال مقيمون في منطقة العطيفية وسط بغداد إن قاضيا قتل عندما أطلق مسلحون، كانوا يستقلون سيارة مسرعة عليه النار من سلاح كاتم للصوت، وهو يقود سيارته صباحا، وقتلوه في الحال قبل أن يلوذوا بالفرار. وفي مكان آخر قالت مصادر للشرطة إن القاضي كمال جابر بندر، وهو عضو محكمة التمييز، أصيب بجروح في منطقة اليرموك غرب بغداد جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت عجلته.

إلى ذلك، أعلن مصدر في شرطة ديالى أن القضاة الثلاثة الذين تعرضوا لهجمات، وأصيبوا بجروح يعملون في محاكم ديالى. وأضاف اثنان منهم أصيبا بجروح في بلدة بلدروز التي تقع على مسافة 40 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي لمدينة بعقوبة عاصمة محافظة ديالى. وتقع بعقوبة على مسافة 65 كيلومترا شمال شرقي بغداد. وأكد أن «القاضيان كانا يستقلان سيارة عندما انفجرت عبوة ناسفة كانت موضوعة على الطريق.. وأصيبا على إثرها بجروح».

وقالت مصادر الشرطة إن جميع هذه العمليات وقعت في أوقات متزامنة وأشارت إلى أن جزءا منها نفذ باستخدام أسلحة كاتمة للصوت.