قيادي بالائتلاف الوطني العراقي: رسالة أوباما إلى المرجعية أحرجت السيستاني

كشف لـ«الشرق الأوسط» عن قيام عضو بارز في ائتلاف المالكي بتسليمها

TT

أكد قيادي في الائتلاف الوطني العراقي الذي يتزعمه عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق، أن «آية الله علي السيستاني، المرجع الشيعي الأعلى في العراق تسلم بالفعل رسالة من الرئيس الأميركي باراك أوباما تتعلق بالأوضاع الراهنة في العراق»، مشيرا إلى أن «قياديا في ائتلاف دولة القانون هو من قام بتسليم الرسالة إلى السيد السيستاني».

وأضاف القيادي الذي فضل عدم نشر اسمه، قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس إنه «بالفعل وصلت إلى السيستاني رسالة من الرئيس أوباما يطلب فيها من المرجع التدخل لحل أزمة تشكيل الحكومة العراقية»، مشيرا إلى أن «شخصا قريبا من السفارة الأميركية وصديقا للسفير الأميركي في بغداد كريستوفر هيل هو من قام بإيصال الرسالة».

وبسؤاله عن اسم الشخص الذي قام بإيصال الرسالة، أجاب المصدر «للسفارة الأميركية الكثير من الأصدقاء الذين يرتبطون بعلاقات مع المرجعية»، لكنه عاد وكشف عن الاسم، قائلا «إن الشيخ خالد العطية، القيادي في ائتلاف دولة القانون والمقرب من نوري المالكي، زعيم الائتلاف ورئيس الحكومة المنتهية ولايتها هو من قام بإيصال الرسالة وبموافقة ومباركة المالكي ذاته»، مشيرا إلى أن «ائتلاف المالكي تحمس لإيصال الرسالة اعتقادا بأن تدخل المرجعية سيأتي لصالحهم».

وقال المصدر «إن من اطلع على فحوى الرسالة وجدها اعتيادية وتتضمن طلبا من الرئيس أوباما لتدخل السيد السيستاني لحل أزمة تشكيل الحكومة العراقية»، مشيرا إلى أن «الرسالة تضمنت عبارات مثل (إننا نعول على دوركم المؤثر لمساعدة العراقيين وحل أزماتهم، وقد عرفناكم في مناسبات سابقة حيث كان لتدخلكم في حل الأزمات آثار إيجابية، وإننا نتمنى تدخلكم لحل أزمة تشكيل الحكومة بما يرضي جميع الأطراف العراقية دفعا بالعملية السياسية إلى الأمام، حيث إن هناك تداعيات سيئة إذا استمرت الأمور هكذا)».

وأشار القيادي في الائتلاف الوطني إلى أن «الرئيس الأميركي استهل رسالته بعبارة (السلام عليكم) ليبدو قريبا من أجواء المرجع الشيعي والمرجعية، وأنها وصلت إلى السيد السيستاني بنسختين، إنجليزية وعربية، وأن محمد رضا، نجل السيستاني هو من استقبل الشيخ العطية وتسلم الرسالة، وأنه (محمد رضا) كان على علم مسبق بوصول العطية وموضوع الرسالة».

وعن امتناع حامد الخفاف، المتحدث الرسمي باسم السيستاني عن التعليق على موضوع الرسالة، حيث كان قد صرح قائلا: «لا تعليق لدينا حول موضوع الرسالة»، قال القيادي في الائتلاف الوطني العراقي «من المؤكد أن يمتنع السيد الخفاف أو غيره من بيت المرجعية عن التعليق على هذا الموضوع لأنه يشكل إحراجا كبيرا للمرجع والمرجعية، فهذا يعني أن هناك علاقات بين المرجع والإدارة الأميركية وهذا لا يرضي الشيعة خاصة من أتباع ومقلدي السيستاني»، منوها بأن «هذه الرسالة شكلت بالفعل إحراجا للسيستاني وتؤخره عن التدخل في حل أزمة تشكيل الحكومة، إذ طالبت جهات شيعية وسنية عدة بتدخل المرجعية في هذا الموضوع إلا أن أي ردود فعل لم تصدر عن المرجع، فإذا تدخل قال الشيعة بأن السيد نفذ مطالب الرئيس الأميركي، وإن لم يتدخل، سيقول العراقيون إن السيستاني ترك العراق يغرق في المشكلات». وأشار إلى أن «غالبية أهالي النجف يعرفون بموضوع الرسالة، فعلى الرغم من السرية الشديدة التي تسود بيت المرجعية فإن هناك تسريبات تحصل بين فترة وأخرى، وموضوع الرسالة أحد هذه التسريبات التي لم ينفها أحد».

يذكر أن البيت الأبيض كان قد امتنع عن التعليق على خبر الرسالة إلى المرجع الأعلى علي السيستاني. وكان الناطق باسم البيت الأبيض قد قال في تصريح سابق لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا نعلق على أي مراسلات للرئيس»، رافضا تأكيد أو نفي خبر الرسالة.

وبدوره نفى فيصل عبد الله، مدير إعلام الشيخ خالد العطية هذه الأنباء، وقال لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد، أمس «لا علم لنا بموضوع الرسالة، ولا ندري عن هذه المعلومات أي شيء».