جدل في مصر حول تمويل رجال أعمال لحملة ترشيح جمال مبارك للرئاسة

منسق الحملة لـ«الشرق الأوسط»: نواجه أزمة مالية.. والأمن يعرقل عملنا

مصرية تبرز لوسائل الإعلام توقيعها على منشور خاص بحملة تأييد جمال مبارك للترشيح في انتخابات رئاسة الجمهورية (رويترز)
TT

وسط تزايد الجدل أمس عن علاقة ممولي «ائتلاف دعم جمال مبارك» نجل الرئيس المصري بالحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، قال رواد حملة لترشيحه للرئاسة المصرية المقرر العام المقبل، إن الأمن يعرقل عملهم الدعائي في شوارع القاهرة والمحافظات.

وأصدر قيادي بارز في الحزب بيانا نفى فيه أمس تقديم مليوني جنيه لدعم الحملة. ونفى مجدي الكردي المنسق العام لائتلاف دعم جمال مبارك أن يكون أي من رجال الأعمال سواء من قيادات الحزب الحاكم أو خارجه يسهم في دعم الحملة المؤيدة لمبارك الابن، زاعما تراكم الديون «على الائتلاف بسبب عدم القدرة على سداد متأخرات لإحدى المطابع، خاصة بملصقات دعائية وزعت، وتروج لأحقية جمال مبارك في الترشح للرئاسة بدلا من والده». وأضاف الكردي: «نعاني أزمة مالية».

وشكا الكردي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس، مما وصفه بالتضييق الأمني على تحركات الناشطين المنضوين في الائتلاف الداعم لجمال مبارك، وتحدث عن مظاهر التضييق، قائلا إنه يشمل قطع الكهرباء عن القرى التي نوجد فيها بالدلتا للدعاية، وتحطيم المسارح الصغيرة التي نعدها في بعض القرى لعقد مؤتمر شعبي عليها، وتوقيف عدد من أعضاء الائتلاف.

وتابع الكردي قائلا إنه في آخر نشاط كان لأعضاء وذلك في قرية الميلاوية بمركز بلقاس في محافظة الدقهلية «فوجئنا بانقطاع التيار عن القرية بالكامل واضطررنا للاستعانة بمولد كهربائي.. وكسر الأمن المسرح ومنعوا مكبرات الصوت. وقلت لهم لنا الحق في أن يصل صوتنا للناس»، مشيرا كذلك إلى رفض السلطات الأمنية السماح للائتلاف بالقيام بمسيرة تضم مائة سيارة في الدلتا شمال القاهرة لتأييد جمال مبارك للترشح للرئاسة، إلى جانب قيام السلطات في القاهرة بتوقيف عدد من الناشطين أثناء جمعهم توقيعات من المواطنين لمناصرة جمال. وطلب مسؤول أمني بإدارة الإعلام بوزارة الداخلية تأجيل التعليق على موضع التضييق على مناصري نجل الرئيس، إلى وقت لاحق.

ومنذ تزايد نشاط الائتلاف المؤيد لجمال، الابن الأصغر للرئيس المصري، والبالغ من العمر 46 عاما، خلال الأسابيع الأخيرة، ظهرت على الساحة السياسية المصرية تساؤلات عديدة عمن يمكن أن يكون يقف وراء هذا الائتلاف، وما علاقته بمجموعة القيادات التي تبوأت مواقع في العمل السياسي مع ظهور مبارك الابن على الخريطة السياسية مطلع الألفية. يذكر أن عددا ممن أسسوا مع جمال مبارك جمعية جيل المستقبل في أواخر تسعينات القرن الماضي، يشغلون حاليا مواقع مهمة في الحزب والحكومة والبرلمان.

ويعتقد محللون أن رجال أعمال مقربين من مبارك يرون أنه يستحق أن يخلف والده عبر الانتخابات الرئاسية المقرر لها سبتمبر (أيلول) من العام القادم، ويرون أن أي مشكلة قد تحدث وتتسبب في انتقال للسلطة بمصر عن طريق آخر غير محسوب، يمكن أن يؤثر على الوضع الاقتصادي والمالي الذي نجحت سياسات مبارك ونجله في إرسائه خاصة في العقد الأخير.

ولم يفصح الرئيس مبارك، 83 عاما، عما إذا كان سيخوض الانتخابات القادمة لست سنوات أخرى أم لا. كما لم يعين نائبا له، منذ توليه الحكم عام 1981 حتى الآن، مما يجعل مسألة انتقال السلطة في مصر من القضايا المثيرة للجدل. وسربت بعض المصادر أسماء في الحزب الحاكم ورجال أعمال من الدائرة المقربة من نجل الرئيس، ورجحت أن يكونوا من الممولين لحملة دعم ترشح نجل مبارك خلفا لوالده.

ونفى الدكتور إبراهيم كامل عضو الأمانة العامة بالحزب الحاكم ما نشر أمس في مصر عن قيامه بدفع مليوني جنيه لتمويل حملة ائتلاف دعم جمال مبارك. وقال في بيان على الموقع الرسمي للحزب إن ما نشر حول هذا الموضوع «عار تماما من الصحة، وليس له أساس من الحقيقة».

يعتبر كامل من رجال الأعمال البارزين وعضوا في أمانة السياسات التي يرأسها نجل الرئيس في الحزب الحاكم. وتابع كامل قائلا إنه ليس له أي صلة أو معرفة و«لم يقابل قط أحدا ممن أشارت إليهم الجريدة»، (المصري اليوم المملوكة لأحد رجال الأعمال المصريين أيضا)، في عددها الصادر أمس، وقالت فيه نقلا عن المنسقة المساعدة لما يعرف باسم «ائتلاف دعم جمال مبارك» إن كامل «دفع مليوني جنيه لتمويل الحملة المؤيدة لمبارك الابن».

وعبر الدكتور كامل عن «دهشته لعدم قيام الجريدة بالاتصال به للتأكد من صحة هذه المعلومات قبل النشر رغم أنه كان بمقدور المسؤولين عنها الاتصال به».

وكانت الجريدة قد نقلت عن إجلال سالم المنسقة المساعدة في الائتلاف، أن الدكتور كامل «سدد مليوني جنيه لمجدي الكردي، أمين عام الائتلاف»، حتى لا يتوقف الائتلاف عن العمل بسبب الضغوط المادية التي أثرت على نشاطه.

من جانبه جدد مجدي الكردي أمس قوله لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا علاقة لنا بالدكتور إبراهيم كامل، ولم نتلق أموالا من أي فرد سواء من الحزب أو خارج الحزب.. كما أن الائتلاف يرفض انضمام رجال أعمال وكذا يرفض انضمام نواب ومرشحين.. رفضنا انضمامهم لنا لأننا لسنا معنيين بالانتخابات».

وعن مصدر الأموال التي ينفق منها الائتلاف على حملة تأييد مبارك الابن، قال الكردي: «المقرات التي افتتحت هي تبرع من أعضاء الائتلاف. كل محافظة تقوم بتمويل نفسها. بالنسبة للتنقل بين المحافظات هناك أعضاء بالائتلاف يتبرعون بسياراتهم، وبالنسبة للملصقات الدعائية فإن علينا ديونا للمطبعة، كما قلت، إضافة إلى مشكلة التضييق الأمني التي تحدثت عنها»، مشيرا إلى أنه سيغادر خلال هذا الشهر إلى الولايات المتحدة بدعوة من «تحالف المصريين الأميركيين»، لحضور مؤتمر بواشنطن ينظمه التحالف هناك تحت عنوان «آفاق التحول السلمي نحو الديمقراطية في مصر».

يشار إلى أن الحزب الحاكم سبق له أن نفى عدة مرات وجود أي صلة له بـ«الائتلاف الشعبي لدعم جمال مبارك»، وقال أيضا إنها «مبادرة واجتهادات فردية من مجموعة من الشباب، ولا تعكس رؤية الحزب الوطني في اختيار مرشحه لانتخابات الرئاسة».