انقطاع الكهرباء والمياه بشكل متكرر يعكر صفو المصريين في رمضان

لمواجهة الأحمال الكبيرة وزيادة الاستهلاك نتيجة موجة الحر

TT

رغم أن شهر رمضان يأتي هذا العام في وسط العطلة الدراسية الصيفية الأمر الذي أتاح لكثير من الأسر المصرية الابتعاد عن ضغوط الدراسة ونفقاتها ومتطلباتها، إلا أنها واجهت مشكلات من نوع آخر، تمثلت في تكرار انقطاع التيار الكهربائي والمياه عن معظم المناطق، خاصة في القاهرة والجيزة، ولفترات طويلة، مما عكر صفو احتفال المصريين بالشهر الفضيل.

فما أن يحل الليل حتى تبدأ وزارة الكهرباء في تطبيق سياسة جديدة لتوفير الكهرباء، وتقوم بقطع التيار عن الأحياء السكنية بالتبادل، لمواجهة زيادة الاستهلاك والضغط على الأحمال، الأمر الذي يتسبب في حالة من الاستياء والتذمر لدى سكان تلك الأحياء، نظرا لعدم تمكنهم من تشغيل مكيفات الهواء في ظل موجة الحر الشديدة، أو أداء صلاة التراويح في المساجد التي باتت تغط في ظلام دامس، أو حتى متابعة التلفاز الزاخر بالمسلسلات والبرامج.

وأثار تكرار انقطاع الكهرباء ردود فعل على عدة مستويات، وصلت إلى أن الرئيس المصري حسني مبارك استفسر من الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة، خلال افتتاحه متحف الفن الإسلامي الأسبوع الماضي، عن الأسباب التي أدت إلى زيادة انقطاع التيار الكهربائي في الفترة الأخيرة، وما تحقق في إطار إنشاء محطات التوليد الجديدة، وقال مبارك لوزير الكهرباء «عاوز أعرف ليه التيار الكهربائي يقطع، خصوصا أننا عندنا إنتاج كبير من الكهرباء؟».

ورد الوزير قائلا «من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل حتى منتصف اليوم التالي (فترة 24 ساعة) نجد الحمل الكهربائي ينخفض خلال الليل لأن الناس نائمة، ثم يبدأ في الصعود حتى يصل إلى الذروة أثناء الغروب، ليقفز مرة واحدة بمقدار 3300 ميغاوات لمدة ساعتين أو ثلاثة». وأوضح يونس أن مصر لديها إنتاج كهربائي، لكن القدرات التي تعمل حاليا لا تستطيع أن تكفي وقت الذروة التي تستمر لمدة ساعتين، وقال «نحن لسنا ضد استخدام الناس التكييف ولكن مع أن يستخدموه فقط في الأماكن التي يتواجدون فيها فقط، وكذلك إنارة الأماكن التي يتواجدون فيها خلال وقت الذروة». وأكد وزير الكهرباء أن وزارته أنشأت غرفة لتلقي الشكاوى وعمليات للمتابعة والصيانة الفورية وسرعة إصلاح الأعطال على مدى 24 ساعة طوال شهر رمضان.

ومنذ أول أيام رمضان يتكرر انقطاع التيار الكهربائي عن معظم مناطق القاهرة، ويتساوى في ذلك الأحياء الراقية أو المتوسطة أو حتى الفقيرة، وهو ما بررته مصادر بوزارة الكهرباء بـ«الاستخدام المفرط وغير المرشد في ظل ارتفاع معدلات استخدام أجهزة التكييف التي ارتفعت إلى 3 ملايين جهاز حتى نهاية العام الماضي 2009، مشيرة إلى أن قطع التيار بهدف تخفيض الأحمال يتم بنسبة 5% ولمدة قصيرة يوميا بهدف الحفاظ على الشبكة القومية للكهرباء، التي بلغت قدرتها العام الحالي نصف إنتاج السد العالي.

ولم يقف الأمر عند انقطاع التيار الكهربائي، فمنذ أول رمضان أيضا تعاني الكثير من المناطق من انقطاع المياه، وكانت أبرز الانقطاعات في منطقة القاهرة الجديدة (30 كيلومترا شمال شرقي القاهرة) التي انقطعت المياه عنها منذ يوم الجمعة الماضي، وبشكل تام قبل أن تعود بشكل متقطع منذ الليلة قبل الماضية.

وقالت مصادر بشركة القاهرة الكبرى للمياه إن انقطاع المياه سببه كسر أحدثته إحدى شركات المقاولات بماسورة مياه رئيسية خلال حفرها أساسات أحد المشاريع السكنية في المنطقة، إلا أن إصلاح العطل استغرق نحو 4 أيام، عانى خلالها سكان تلك الضاحية الأمرين من انقطاع المياه في ظل الحر الشديد، وانقطاع الكهرباء في أوقات متغيرة من اليوم.

وعلى الرغم من أن ضاحية القاهرة الجديدة، أغلب قاطنيها من ذوي الطبقة الراقية منهم عدد من الوزراء والمسؤولين، إذ أنها مكونة من عدة تجمعات سكنية فخمة، ويزيد سعر المتر فيها عن 5 آلاف جنيه، فإن ذلك لم يشفع لدى مسؤولي شركة المياه لإصلاح العطل بشكل سريع، فبدت الضاحية كمدينة للأشباح بعدما هجرها سكانها وأقاموا لدى أقاربهم أو في مساكن يملكونها في أماكن أخرى تتمتع بنعمة المياه، بينما دخل السكان الذين بقوا في منازلهم في حرب للحصول على المياه النظيفة من الصنابير في الحدائق العامة ومحطات الوقود والمدارس والسيارات التي تحمل خزانات المياه وتجوب الشوارع.