الكوماندر برادلي لـ«الشرق الأوسط»: عرضنا على سجناء «القاعدة» واعظا من الجيش ولكنهم قالوا «هم أعلم بأمور دينهم»

غوانتانامو: دورات تدريبية للحراس على تفهم قدسية شهر رمضان.. واستعدادات خاصة لعيد الفطر

اسرة في احد زنازين معسكر غوانتانامو وعلى كل منها غطاء رأس وسجادة صلاة («الشرق الاوسط»)
TT

مع إطلالة شهر رمضان عمدت السلطات في معسكر غوانتانامو بكوبا إلى مضاعفة جهودها لتوعية حراس المعتقل عن الأهمية الدينية لهذا الشهر الكريم عند المسلمين. «الشرق الأوسط» استفسرت عبر البريد الإلكتروني من لندن عن أحوال السجناء في غوانتانامو خلال الشهر الكريم، وانتظرت ليومين حتى تلقت الأجوبة من القيادة المشتركة التي تتولى أعمال الأمن في معسكر غوانتانامو على لسان الكوماندر فاجان برادلي مسؤول الإعلام والعلاقات العامة للمعسكر. وقال برادلي مسؤول العلاقات العامة في قوة المهام المشتركة التي تشرف على إدارة معسكر غوانتانامو الذي يحتجز فيه 176 من أسرى «القاعدة» وطالبان ردا على «الشرق الأوسط» : «لقد استعددنا لشهر رمضان منذ أسابيع بتوفير وجبات غذاء تتماشى مع مواقيت رمضان. في الإفطار والسحور بالإضافة إلى وجبة خفيفة بعد صلوات التراويح، مثلما نحن جاهزون أيضا لعيد الفطر بعد انتهاء شهر رمضان». وأوضح «لقد عقد المستشارون الثقافيون للمعسكر دورات تدريبية للحراس قبل دخول رمضان لإعطائهم جرعات توعية وأخرى تاريخية وثقافية عن أهمية هذا الشهر لجميع المسلمين باعتباره الركن الرابع من أركان الإسلام، لدرجة أننا عودنا الحراس على نطق (رمضان كريم) كنوع من التواصل الحسن مع السجناء. ويمكن القول إن شهر رمضان حدث ديني مهم للغاية بالنسبة للمعتقلين وهذا ما نقوم بتوضيحه بشكل رئيسي وتعليمه لحراس المعتقل». وأوضح «ليس المهم توفير وجبات إسلامية بالنسبة للفطور والسحور تتناسب مع ميزة الشهر وهذا من الأولويات فحسب، ولكن المهم أن يعرف الحراس ويتعلموا أهمية هذا الشهر بالنسبة للمسلمين، وبصفة خاصة بالنسبة للسجناء. ويعرف الحراس أيضا أهمية توفير أكبر قدر ممكن من الهدوء والراحة والسكينة خلال تأدية السجناء للصلوات الخمس وصلاة التراويح وقيام ليل رمضان، وخصوصا خلال العشر الأواخر من الشهر». وقال الكوماندر برادلي لـ«الشرق الأوسط» إنه علاوة على الوجبة العادية التي تتضمن لحما حلالا وخضراوات وفواكه ومشروبات وخبزا ساخنا، سيحصل المعتقلون على وجبة خاصة لمناسبة رمضان تتكون من حبات التمر وعسل نحل وزيتون ومرطبات وجوز وفطائر وتشكيلة من أنواع الجبن وبيض في السحور.

وأضاف ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» إن كان كل سجناء «القاعدة» وطالبان يصومون الشهر الكريم: «في البداية كان أغلبهم أو جميعهم يصومون ولكن مع تقدم الشهر بدا العدد يتناقص تدريجيا».

وفي المخيم رقم 4 يسمح للمعتقلين بالعيش معا في عنابر ويمكنهم الأكل معا عند حلول موعد الإفطار أما في باقي المخيمات أرقام 1) و2 و3 و5 و6) فإن المعتقلين يأكلون ويصلون في زنزاناتهم وراء إمام من السجناء في كل عنبر بحسب الكوماندر برادلي. وأشار إلى أن صلاة التراويح تتم على هيئة مجموعات. وينشغل المعتقلون معظم ساعات الليل في صلاة التراويح والقيام وترتيل القرآن الكريم تحت الأضواء المبهرة للمعسكر، وبعد التراويح هناك شاشات تلفزيونية يتابع عليها السجناء ما يفضلونه إلى أن تحين ساعات السحور قبل الفجر.

وتوفر إدارة القوة المشتركة في غوانتانامو لسجناء «القاعدة» 21 محطة تلفزيونة للمشاهدة، حيث يقبلون على «الجزيرة» باللغة الإنجليزية ومحطات أخرى تقدم البرامج الدينية والرياضية، بالإضافة إلى 11 محطة إذاعية تبث الموسيقى بأنواعها والبرامج الإخبارية، بحسب الكوماندر برادلي.

وأشار برادلي ردا على سؤال إن كان هناك واعظ ديني في معسكر غوانتانامو، بقوله: «لا يوجد إمام مسلم الآن، ولكن المسؤولين الثقافيين يتأكدون أن كل شيء يسير وفق احترام معتقدات السجناء الدينية، وفي الماضي عرضت إدارة المعسكر على السجناء واعظا من الجيش، ولكنهم رفضوه بزعم أنهم أعلم بأمور دينهم». والسجناء يرعون بعضهم وينصحون بعضهم البعض من جهة الإرشادات والتعاليم الدينية الإسلامية، وفي كل عنبر في معسكر دلتا هناك واعظ أو شيخ أو إمام يختاره السجناء فيما بينهم، وعموما فقد ثبت لدينا أن السجناء يرفضون أي واعظ أو شيخ من الخارج يأتي لينصحهم في أمور دينهم.

وبالنسبة للمعسكر رقم 5 الذي يشهد أكثر الإجراءات الأمنية تشددا فإن المعتقلين يمكنهم التخاطب دون أن يشاهدوا بعضهم، ويعرف المعتقلون حلول موعد الإفطار من خلال الأذان الذي يرفع عند الغروب. وأوضحت إدارة غوانتانامو أن المعتقلين الذين سيصومون خلال شهر رمضان يتلقون وجبة مضاعفة في المساء للتأكد من أنهم يحصلون على الغذاء والسعرات الحرارية الضرورية للبقاء بصحة جيدة. بالنسبة للاستعدادات لعيد الفطر المبارك قال الكوماندر برادلي «هناك تجهيزات للسماح بخطبة العيد بحيث تسمع في بقية أرجاء المعسكر عبر المايكروفونات ومعها صلاة العيد، ووجبات خاصة لمدة يومين تتماشى مع المناسبة الدينية». وفي زنزانات المعسكر السادس الذي افتتح العام قبل الماضي يحتجز 14 مما يشتبه فيهم بأنهم زعماء لـ«القاعدة». وكانت الاضطرابات وحالات الإضراب عن الطعام والانتحار التي ارتكبت في معسكر دلتا تدور حول اتهامات تتعلق بعدم مراعاة واحترام حراس السجن لممارسة المعتقلين لشعائرهم الدينية. وبالنسبة للعبادات توفر إدارة المعسكر سجادة صلاة ومسبحة ونسخة من القرآن الكريم بلغات مختلفة. وتولي القيادة المشتركة منذ افتتاح معسكر غوانتانامو أهمية كبرى للإجراءات الأمنية حفاظا على حياة وأرواح المعتقلين، وتراجع القيادة المشتركة تلك الإجراءات بصفة دورية من أجل تحسين الأحوال المعيشية للمعتقلين، وقد أغلق معسكر أشعة إكس بعد 4 أشهر، واستبدل به عنابر وزنازين في معسكر دلتا أكثر ملاءمة لمعيشة المعتقلين. يذكر أن معتقل غوانتانامو بدأت السلطات الأميركية باستخدامه في سنة 2002 من خلال معسكر أشعة إكس الذي أغلق في وقت لاحق بعد 4 أشهر من افتتاحه، وذلك لسجن من تشتبه في كونهم إرهابيين، ويعتبر السجن سلطة مطلقة لوجوده خارج الحدود الأميركية، وذلك في أقصى جنوب شرقي كوبا، ويبعد 90 ميلا عن فلوريدا.