مخاوف باكستانية من تزايد نشاط المتطرفين إثر «كارثة الفيضانات»

السفير الباكستاني في الرياض لـ«الشرق الأوسط»: الأزمة ستؤثر على تصدير الأرز للسعودية

TT

صرح السفير السعودي في إسلام آباد، عبد العزيز بن إبراهيم صالح الغدير، لـ«الشرق الأوسط» أن المملكة العربية السعودية قدمت حتى الآن 65 مليون دولار لجهود الإغاثة لمساعدة المناطق المتضررة من الفيضانات في باكستان.

وقال الغدير: «نحن نرغب في مؤازرة أشقائنا الباكستانيين في هذا الوقت من الأزمة. والمساهمة السعودية في جهود الإغاثة في باكستان عملية متواصلة، فنحن نقوم بواجبنا».

وأوضح السفير أنه لدى علم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بأنباء الفيضانات في باكستان والكارثة التي ألمت بالشعب الباكستاني أمر على الفور بإنشاء جسر جوي لنقل مواد الإغاثة الضرورية إلى باكستان.

وقال السفير: «كجزء من هذا الجسر الجوي قمنا بإرسال 18 رحلة جوية إلى باكستان تحوي مواد إغاثة أساسية». وهذه الرحلات الـ18 تحمل مواد إغاثية مثل الأدوية ومواد غذائية وأغطية وخيام.

وأشار السفير إلى أن صندوق التنمية السعودي وقع 3 اتفاقيات مع المنظمات الإنسانية في إسلام آباد لتقديم 55 مليون دولار لجهود الإغاثة لدعم المناطق المتضررة بسبب الفيضانات. وقال الغدير: «غدا سنوقع اتفاقية أخرى مع منظمة إنسانية لتقديم 9 ملايين دولار لباكستان لمواصلة عمليات الإغاثة في باكستان».

ونوه السفير بأن الإسهامات السعودية عملية متواصلة، وقال: «نحن نواصل نقل مواد الإغاثة إلى باكستان وسيتواصل النقل خلال فترة الأزمة». وأطلع السفير «الشرق الأوسط» على انطلاق حملة تبرعات لإغاثة منكوبي الفيضانات في باكستان بتعليمات من خادم الحرمين الشريفين، وقال: «دشنا الحملة بعد صلاة التراويح، وفي غضون 4 ساعات تمكنا من جمع 26 مليون دولار. لا تزال الحملة متواصلة في السعودية لجمع الأموال لصالح المتضررين، فنحن نقوم بذلك كجزء من جانبنا». وفي رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال السفير إن المبلغ الذي جمع من التبرعات الخاصة تم الإسهام به إلى جانب الـ65 مليونا في جهود الإغاثة التي يقوم بها صندوق التنمية السعودي. لم يخف السفير الباكستاني لدى السعودية، مخاوف بلاده من تزايد نشاط المتطرفين والإرهابيين، جراء كارثة الفيضانات، التي ضربت مجموعة من الأقاليم الباكستانية، وخلفت أضرارا هائلة، رشحتها لأن تكون الكارثة الأعنف منذ ما يزيد على 80 عاما. وأبلغ «الشرق الأوسط» عمر خان علي شيرازي، سفير إسلام آباد في الرياض، بأن بلاده قلقة من تزايد نشاط المتطرفين، خاصة مع انشغال الجيش في إجلاء المنكوبين جراء هذه الكارثة.

وقال في رده على سؤال، حول ما إذا كانت هناك خشية من تنامي نشاط الإرهابيين على الأراضي الباكستانية بعد الكارثة: «من المؤسف أنه نتيجة لهذه الفيضانات تأثرت البنية التحتية، مما استدعى تدخل الجيش، ونخشى زيادة نشاطات المتطرفين وفعاليتهم الإجرامية مع انشغال الجيش في عمليات الإنقاذ».

وأدت كارثة الفيضانات التي ضربت بعض الأقاليم الباكستانية، لتدمير غالبية مخازن الأرز هناك.

ويؤكد السفير الباكستاني لدى السعودية، أن هذا الأمر سيؤثر على تصدير الأرز، خاصة إلى السعودية، التي قال إن 20 في المائة من وارداتها من الأرز تأتي من جمهورية باكستان الإسلامية. ولم يقتصر الضرر الناجم عن كارثة الفيضانات على تدمير مخازن الأرز فقط، بل شمل ذلك المحاصيل الزراعية، على حد قول السفير الباكستاني في السعودية، الذي قال إنه لا يستطيع أن يعطي رقما محددا عن قيمة الخسائر، التي منيت بها المنتجات الزراعية التي تشتهر بها بلاده، غير أنه أكد أن الخسائر التي لحقت بها جاءت على «نطاق واسع».

ولم يتوقع سفير إسلام آباد في الرياض، أن تتأثر المشاريع المشتركة بين باكستان والسعودية المرتقبة بكارثة الفيضانات، وطمأن عن أن مستقبل تلك المشاريع سيكون جيدا، وسيكون التعاون مع الرياض مفتوحا في المجال الزراعي بعد انقضاء الأزمة.

ولم يفت السفير الباكستاني لدى السعودية، أن يوجه الشكر لخادم الحرمين الشريفين، وحكومته، والشعب السعودي، لمبادرتهم في مساعدة الشعب الباكستاني في هذه المحنة. وتحدث عن دعم السعودية لبلاده قائلا: «منذ بداية الأزمة لاحظنا أن حكومة السعودية اتخذت مبادرات لمساعدة الشعب الباكستاني، متمثلة في إرسال وفد من صندوق التنمية السعودية لباكستان وإقامة الجسر الجوي، والمبادرة بإقامة الحملة الشعبية بجانب إرسال شحنات متواترة لباكستان لمساعدة منكوبي تلك الفيضانات».